مجموعة نيرمي الإعلامية

اخر المشاهدات
مواقعنا

مجموعة نيرمي الإعلامية




سؤال وجواب | طرق عملية للتوبة بعد الانتكاس

اقرأ ايضا

-
سؤال وجواب | إرشادات لفتاة في التعامل مع أبيها المقيم للعلاقات المحرمة وفقدانها لعواطف أبويها
- سؤال وجواب | كيف أقوي شخصية ابني وأمنع تعدي الأطفال الآخرين عليهم؟
- سؤال وجواب | لدي أعراض جسدية ونفسية وأخاف من آثار الأدوية. ما نصيحتكم؟
- سؤال وجواب | هل تجدي عمليات الليزر لتصحيح النظر؟
- سؤال وجواب | المرأة الخثعمية التي استفت النبي هل كانت محرمة أم لا؟
- سؤال وجواب | هل تأثم الحائض إن مست المصحف جاهلة بالحكم الشرعي
- سؤال وجواب | حكم إجراء التلقيح الصناعي في نهار رمضان
- سؤال وجواب | حكم التقصير في تعريف اللقطة ودفعها لجمعية خيرية
- سؤال وجواب | هل يلزم الجاني نفقات علاج المجني عليه وأجرة الطبيب
- سؤال وجواب | علامات الصداقة الناجحة
- سؤال وجواب | تنبيهات مهمة في موضوع الطلاق
- سؤال وجواب | أنا وزوجتي نعاني من الخجل . فهل تنصحونا بالزيروكسات؟
- سؤال وجواب | معنى عدم قبول عبادة شارب الخمر
- سؤال وجواب | هل آخذ حبوباً لإنزال الدورة خلال الرضاعة؟ وهل تضر طفلي؟
- سؤال وجواب | زوجتي تقدم رأي أمها على رأيي، فكيف أتصرف؟
آخر تحديث منذ 1 ساعة
9 مشاهدة

أنا شاب كنت ملتزما، وابتليت بالانتكاس، وبالدخان، والأغاني، فدلوني على طريقة عملية للتوبة..

الحمد لله.

أولًا: ما من عبد إلا وهو معرض لأن تغلب عليه الذنوب، بعد أن كانت تغلب عليه الطاعات، هذا من تقلب الدنيا بأهلها، فلا تجعلن ذلك يُقنطك من رحمة الله.

قال الله تعالى: قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ الزمر/53.

يقول ابن الجوزي: "فانظروا إخواني إلى التوبة النصوح الصادقة كيف أثرت وقاومت العذاب، فدفعت ونفعت؟! فليلجأ العاصي إلى حرم الإنابة، وليطرق بالأسحار باب الإجابة، فما صدق صادق فَرُدَّ، ولا أتى البابَ مخلصٌ فصُدّ، وكيف يُرد من قد استدعي، فقيل لهم: (توبوا)؟! إنما الشأن في صدق التوبة، وليست التوبة نطق اللسان، إنما هي ندم القلب وعزمه أن لا يعود.

ومن شرط صحتها: أن تكون قبل معاينة أمور الآخرة، فمن باشره العذاب أو عاينه فقد فات موسم القبول، فاستدركوا قبل المفاجأة بالفوات الذي لا يؤمن، نسأل الله يقظة تحركنا إلى البدار قبل أن يقع الفوت والخسار" انتهى، من "التبصرة" (1/297).

"التوبة تَجُبُّ كلَّ الذُّنوب، التوبة لا يبقى معها ذنب؛ قال الله سبحانه وتعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى طه/82، وقال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا الزمر/53، والله تعالى يفغر الشِّرك ويغفر الكفر إذا تاب منه؛ قال تعالى: قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ الأنفال/38، وقال في النَّصارى الذين يقولون: إنَّ الله ثالثُ ثلاثة! ويقولون: إنَّ الله هو المسيح ابن مريمَ! قال تعالى: أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ المائدة/74.

فلا تيأس، ولا تقنط، وتُب إلى الله" انتهى، من "المنتقى" للشيخ الفوزان (2/21).

ويقول الشيخ ابن باز: "التوبة تجب ما قبلها، عليه التوبة إلى الله والصدق في ذلك بالندم على ما مضى من عمله، والعزم ألا يعوده ثم الاستكثار من العمل الصالح، من ذكر الله واستغفاره والتطوع بالصلوات وغيرها من الصدقات والصيام ونحو ذلك" انتهى من "فتاوى نور على الدرب" (6/198).

ثانيًا: أيها العبد التائب المنيب إلى ربه؛ إياك أن تهزم مرتين! والمعنى في هذا: أن تعلم أن الباب الأعظم للشيطان ليس هو أن تقع في الذنب، فكل الناس يذنبون؛ وإنما الباب الأعظم للشيطان هو في أن تهجر الطاعة، وتغفل التوبة، وتستمرئ المعاصي والذنوب؛ حتى تصير لك حالا دائمة، بدل أن تكون زلة عابرة في الطريق، وعثرة طارئة؛ لا تلبث أن تنهض بعدها، وتعقبها التوبة النصوح.

فالمشكلة الكبرى في الذنب ليست هي نفس الذنب، ولكن أن يتركك الذنب في حالة وهاء نفسي، يختلط فيها احتقار النفس، بتخلي حفظ الله عنك؛ مما يقود للاسترسال في ذنوب شتى، ويقود للمصيبة الكبرى حقًا؛ وهي ترك الطاعات.

ولعل هذه هي الأزمة العظمى التي تتسبب فيها كبائر الذنوب، أنها تقود إلى هذا أسرع بكثير.

فمِن أسوأ عقوبات المعاصي: أنَّها تفقدك الثقة بنفسك، وتحدث خللًا في جهازك المناعي.

وهذا هو الأصل الذي يندرج تحته ما يذكر من أنَّ من عقوبة الذنبِ: الذنب بعده.

فأنت تكونُ بعد الذنب في حالة وهاء نفـسي وفقدان للثقة، وهذه الحالة هي مفتاح القنوط؛ وهي بذات القدر: مفتاح تسلط الشيطان على العباد.

لكنَّ تلك الحال، ليست حالة لازمة لا فكاك للعبد منها، وإلَّا لَـمَا قال -صلى الله عليه وسلم-: "وَأَتْبِعِ السَّيِئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا" أخرجه الترمذي(1987)، بل ولا فتح الله لعباده أبواب التوبة، ودعاهم للولوج إلى رحمته منها؛ لو أن تلك الحالة من الضعف، كانت قدرا ملازما للعبد إذا أذنب.

ومن أعظم الوسائل المعينة على استعادة الثقة بعد الذنب: التوبة، والاستغفار، والفزع إلى الصلاة، وقراءة القرآن.

وإن عدت للذنب عد ثانية لهذا العلاج؛ فإنه: "لَنْ يَمَلَّ اللهُ حَتَّى تَمَلُّوا" أخرجه مسلم (782).

وفي الخبر أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم- قال: "لَوْلَا أَنَّكُمْ تُذْنِبُونَ؛ لَخَلَقَ اللهُ خَلْقًا يُذْنِبُونَ، فَيَغْفِرُ لَهُمْ" أخرجه مسلم (2748) ولتحرص على أن تصنع لك مسارًا ثابتًا للطاعة، لا يتأثر بوقوعك في الذنب، فلا تدع الطاعات ، وداوم عليها، ولا يزهدنك الشيطان فيها، ولا يقولن لك: تقوم من الليل، وأنت تفعل كذا، وكذا؟! تصوم النهار، وأنت تأتي كذا وكذا؟! هيهات.

فراغم عدوك اللعين، وليكن لك خبء من عمل صالح مع ربك، ولا تقطع حبال الوصل مع أرحم الراحمين، ولا تقنط من رحمته، وكاثر السيئات بالحسنات: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ هود/114.

واحرص على عدم الاسترسال في ذنوب أخرى، حتى ولو ابتليت بذنب أصررت عليه، لا تطاوعك نفسك على تركه، فلا تنتقل من خانة إلى خانة، لا تنتقل من خانة الإذناب، بلا إصرار إلى خانة الإذناب بإصرار، ولا تنتقل من خانة الذنب بإصرار، إلى خانة الاسترسال في الصغائر، ولا تنتقل من خانة الاسترسال في الصغائر، إلى خانة الوقوع في كبيرة، ولا تنتقل من خانة الوقوع في كبيرة، إلى خانة الذي لا يبالي أي محارم الله انتهك حتى يُختم له بالكفر والعياذ بالله.

دائمًا احرص على الوقوف بالخسارة عند حدها الأدنى، واحرص على بقاء مسار الطاعة ثابتًا لا يتأثر بمسار المعصية، فإذا كنت تحرص على الجماعة، ولك ورد من القرآن والذكر؛ فلماذا تترك شيئًا من هذا إذا وقعت في ذنب؟ إنك كمن وجد في بيته ذبابة، ففتح كوة الحائط لتتسرب منها سائر أنواع الهوام، فلا يلبث الحائط أن يسقط ويتهدم البيت كله.

إن العاقل من يسعى إلى أن يسد كل المنافذ التي تنفذ منها الحشرات.

إن العاقل من ينجو بنفسه من تلك الرزايا والرذائل.

إن العاقل من إذا وجد نفسه متورطا في ذنب، أن يستكثر من الطاعات، لا أن يستقل منها؛ إنه كمن وجد نجاسة وقعت في ماء قليل.

وانماعت فيه، فكاثر تلك النجاسة والقاذورة بماء كثير، طيب؛ حتى لا يبقى للنجاسة ولا للقذر أثر في مائك: قال الله تعالى: ( وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ * وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) هود/114-115.

وقال تعالى : ( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ) العنكبوت/45.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا يُصَلِّي بِاللَّيْلِ، فَإِذَا أَصْبَحَ سَرَقَ؟! قَالَ: ( إِنَّهُ سَيَنْهَاهُ مَا تَقُولُ ) ! رواه أحمد (9778) وغيره، وصححه الألباني.

قال الطيبي، رحمه الله: " يعني أن قولك: (يصلي بالليل)؛ يدل علي أنه محافظ علي الصلوات، مداوم عليها؛ لأن من لا يدع الصلاة بالليل، فهو بأن لا يدعها بالنهار أحرى.

فمثل تلك الصلاة: تنهاه عن الفحشاء والمنكر؛ فيتوب عن السرقة.

وهذا معنى السين في (ستنهاه)؛ لأن السين في تأكيد الإثبات، مقابلة لن في تأكيد النفي".

انتهى، من "شرح المشكاة" (4/1210).

ثم احذر أن تكون ممن يستبشع ذنوبًا، ثم إن لسانه ليسترسل في أعراض الناس، وإن قلبه ليحمل الضغائن والأحقاد وتعشش فيه سموم القلوب، فاعزم على تطهير نفسك من هذا وذاك.

مهما غلبتك نفسك، لا ينبغي أن تنقطع عن ثوابت العمل اليومية، والتي هي بمثابة زادك الروحي، أعني: القرآن، والصلاة، والذكر، والدعاء، وتذاكر كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- وسيرته وسير أصحابه، وتربية النفس على مكارم الأخلاق.

وبعض الناس ربما أنكرت نفسُه أنَّه يلازم هذه الثوابت، ثم إنَّ قلبه لا يلين، ونفسه لا ترتدع عن سقطات الذنوب المتتابعة؟! والحق: إنَّ العلم والعبادة، ولين القلب، وملازمة المساجد، ووصال القرآن، وسائر شُعب الإيمان لا تعطيك حلاوتها إلَّا مع الصبر والمجاهدة، وكثرة القرع على بابها.

وأكثر الناس يقرع قرعا خفيفا، ثم لا يلبث أن ينصرف؛ فكيف يصيب حلاوتها؟! والله أعلم..



شاركنا تقييمك




اقرأ ايضا

- سؤال وجواب | زوجتي تقدم رأي أمها على رأيي، فكيف أتصرف؟
- سؤال وجواب | أريد طلاقها لأنها مهملة وتشتمني وتعصيني. بماذا تنصحني؟
- سؤال وجواب | إخواني يسخرون مني، ويكشفون أسرار البيت للآخرين، كيف أتعامل معهم؟
- سؤال وجواب | تعلق صديقي الشديد بي وغيرته علي، وكيفية التخلص منه؟
- سؤال وجواب | ما هي الطريقة المناسبة لإزالة شعر العانة؟
- سؤال وجواب | من هم الذين يأتون يوم القيامة بحسنات كالجبال فيجعلها الله هباء منثورا ؟
- سؤال وجواب | أغضب لأمور عادية. على ماذا يدل هذا الغضب، وما علاجه؟
- سؤال وجواب | لدي هلاوس بصرية وأرى أشياء لم تحدث، فما العلاج؟
- سؤال وجواب | بيع الأضاحي المخصصة للطلاب وصرف ثمنها على حوائجهم الدراسية
- سؤال وجواب | ما حكم الدخول في سحب جائزة بما حصلت عليه من نقاط شركة الاتصالات؟
- سؤال وجواب | دواء ديتروبان. هل يؤثر على خيوط العملية الجراحية؟
- سؤال وجواب | أصبحت أفكر بأني لا أفهم عملي.فهل السبب تنمر زملائي؟
- سؤال وجواب | تقليد الأطفال الذكور للإناث في طريقة الكلام واللعب
- سؤال وجواب | هل يجب إخبار الخاطب بوجود اختلاف يسير في حجم الثديين
- سؤال وجواب | حكم رفض الأم حضانة أولادها، وعقابها بمنعها من رؤيتهم
 
شاركنا رأيك بالموضوع
التعليقات

لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا


أقسام مجموعة نيرمي الإعلامية عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 2024/10/04