مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | من نبت جسمه من حرام ثم تابَ تاب الله عليه
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | قلبها يمتلئ حزنا لتفريق لعدم العدل بينها وبين شقيقتها- سؤال وجواب | حرمة العقوق وبيان ما يجب على الولد والوالد تجاه بعضهما
- سؤال وجواب | زوجته نصرانية تؤذي النبي صلى الله عليه وسلم
- سؤال وجواب | هل يأثم من آذى أمه وهو صغير، وهل يستجاب لعن الأم لولدها؟
- سؤال وجواب | ماذا على من أخطا في لفظ من ألفاظ التشهد؟
- سؤال وجواب | بعد إيقاف علاج لوسترال بشكل مفاجئ أصبت بآلام في الصدر والكتف!
- سؤال وجواب | حكم تحديد المعلم للطلاب لمواضع من الكتاب يمتحنهم بها
- سؤال وجواب | حق التأليف يورث كسائر الحقوق
- سؤال وجواب | هجر المسلم يزول بالسلام
- سؤال وجواب | زدت في جرعة الزيروكسات. فهل فعلي صحيح؟
- سؤال وجواب | هل بالإمكان الصيام عند تناول الدواء النفسي؟
- سؤال وجواب | هل يمكن أن تزيد أدوية الرهاب الأمر سوءاً؟
- سؤال وجواب | ما علاج حمى البحر المتوسط؟
- سؤال وجواب | هل تقبل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في أبويه
- سؤال وجواب | عدم الانتظام في الطعام وتسببه في آلام المعدة مع نصائح غذائية
ما معني هذا الحديث : (كل لحم نبت من حرام فالنار أولى به).
هل هذا الحديث يصح مع التوبة أيضا؟ وهل يتعارض مع قول شيخ الإسلام : " فإن تابت هذه البغي وهذا الخَمَّار ، وكانوا فقراء جاز أن يصرف إليهم من هذا المال قدر حاجتهم ، فإن كان يقدر يتجر أو يعمل صنعة كالنسج والغزل ، أعطي ما يكون له رأس مال.
وإن اقترضوا منه شيئا ليكتسبوا به.
كان أحسن " انتهى من "مجموع الفتاوى" (29/308)؟.
الحمد لله.
روى الترمذي (614) وحسنه عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (لَا يَرْبُو لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ إِلَّا كَانَتْ النَّارُ أَوْلَى بِهِ) وصححه الألباني في "صحيح الترمذي".
ورواه أحمد (
14032)
من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، ولفظه : (لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ ، النَّارُ أَوْلَى بِهِ) وإسناده جيد ، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (2609).والسحت هو الحرام الذي لا يحل كسبه ، لأنه يسحت البركة أي يذهبها.
قال القاري في "المرقاة" (9 / 311) : "السحت : الحرام الشامل للربا والرشوة وغيره.
(فالنار أولى به) أي بلحمه أو بصاحبه" انتهى.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "الطَّعَامَ يُخَالِطُ الْبَدَنَ وَيُمَازِجُهُ وَيَنْبُتُ مِنْهُ فَيَصِيرُ مَادَّةً وَعُنْصُرًا لَهُ ، فَإِذَا كَانَ خَبِيثًا صَارَ الْبَدَنُ خَبِيثًا فَيَسْتَوْجِبُ النَّارَ ؛ وَلِهَذَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (كُلُّ جِسْمٍ نَبَتَ مَنْ سُحْتٍ فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ).
وَالْجَنَّةُ طَيِّبَةٌ لَا يَدْخُلُهَا إلَّا طَيِّبٌ" انتهى.
"مجموع الفتاوى" (21/541).
وقال الشيخ ابن جبرين رحمه الله : "الأكل إذا كان طيباً كان البدن طيباً ، وسلم من العذاب ، وإذا تغذى البدن على حرام كان البدن آثماً أو نجساً" انتهى.
"شرح عمدة الأحكام" (74/3).
وهذا الوعيد إنما هو في حق المصر على أكل المال الحرام الذي لم يتب ، لأن التوبة تهدم ما قبلها من الذنوب ، قال الله تعالى : (قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) الزمر/53.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ) رواه ابن ماجه (4250) ، وحسنه الألباني في سنن ابن ماجه.
فكما أن التوبة تطهّر القلب مما علق به من الأخباث والأدران المعنوية ، فكذلك تطهر البدن ، فلما طاب القلب بالتوبة طاب البدن ؛ لأن البدن تابع له ، وقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ) رواه البخاري (52) ومسلم (1599).
والبدن يطيب بالعمل الصالح كما يطيب القلب ، وقد روى الحاكم (1290) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (قال الله تعالى : إذا ابتليت عبدي المؤمن ولم يشكني إلى عواده أطلقته من أساري ، ثم أبدلته لحما خيرا من لحمه ، ودما خيرا من دمه ، ثم يستأنف العمل).
وصححه الألباني في "الصحيحة" (272).
فمن درج على أكل الحرام ثم تاب توبة نصوحا صادقة ، يعلم الله ذلك من قلبه ، طهر بها قلبه وبدنه ، ولم يضره ما كان من ذنبه.
وكلام شيخ الإسلام ابن تيمية المذكور ليس معارضاً للحديث ، لأن هذا المال الذي كسبه الخمار أو كسبته البغي إنما خبث لكسبه لا لذاته ، ولم يتعلق به حق آدمي ، ولذلك لما تابت البغي وتاب الخمار شُرِعَ أن تُنفق تلك الأموال التي اكتسبوها بالحرام في مصالح المسلمين ، لأن هذا المال ليس خبيثا في ذاته ، إنما حرم وخبث لكسبه من وجه غير مشروع ، بخلاف ما لو تاب الخمار من بيع الخمر وبقي عنده من الخمر شيء ، فإنه يؤمر بسكبها وإتلافها ؛ لأنها محرمة لذاتها.
وكذا لو تابت البغي وعندها من آلات اللهو المحرم : فإنها تكسرها وتتلفها.
فما دام هذا المال ينفق في مصالح المسلمين ، ويتصدق منه على فقرائهم ، جاز أن يُعطى التائب منه باعتبار أنه من جملة فقراء المسلمين الذين يستحقون الأخذ من هذا المال ، لا سيما وإعطاؤه من هذا المال فيه إعانة له على التوبة ، ولا يكون المال حراماً عليه في هذه الحالة ولا خبيثاً.
والله أعلم.
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | طاعة الوالد في ترك بلد الغربة والرجوع للبحث عن عمل في البلد الأصلي- سؤال وجواب | أعاني من احتباس البول بعد إزالة القسطرة
- سؤال وجواب | مجابهة مصاعب الحياة وأسباب العنوسة دون الإساءة للوالد
- سؤال وجواب | طلبت منه أمه إيصالها بسيارة أخيه فرفض لأن أخاه يمنع استخدام السيارة
- سؤال وجواب | ما هو العلاج الأمثل لتضخم الكليتين وتكيسها؟
- سؤال وجواب | طفلتي عندها قرحة في العين. فما الأسباب والعلاج؟
- سؤال وجواب | هل مطالبة الوالدين بنفقة فوق قدرتهم يعد عقوقا؟
- سؤال وجواب | الرحم التي تجب صلتها وتحرم قطيعتها، والرحم التي تستحب صلتها
- سؤال وجواب | دلوني على أسباب التخلص من العادة السرية الخبيثة
- سؤال وجواب | أعاني من اضطراب في الهضم، فبماذا تنصحوني؟
- سؤال وجواب | حدود الطاعة الواجبة للوالدين وهل طاعتهما تستلزم إلغاء شخصية الابن
- سؤال وجواب | تزوج بأخرى فشنت عليه الأولى حربا شعواء. المأساة والعلاج
- سؤال وجواب | إساءة الأب وكره الولد له لا يمنع من بره
- سؤال وجواب | أبوه منعه من الزواج مع حاجته إليه ثم طرده من البيت
- سؤال وجواب | هل يصح عقد النكاح مع عدم حضورها؟
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا