السلام عليكم.

فوجئت منذ (11) عاماً بصداع شديد نابض على الجانب الأيمن من الرأس ثم انتقل إلى الجانب الآخر خلال يومين ثم تمكن من كامل الرأس.

وبعد شهرين توقف نبض الصداع ولكن استمر الصداع لكل الرأس بدون نبض وكأن على الرأس طاقية من الحديد.

ثم استمر ذلك 5 سنوات من الصباح الباكر حتى الذهاب للنوم والرأس ثقيلة جداً.

وبعدها بدأت تظهر أعراض إضافية وهي الدوار وعدم الاتزان والشعور بالدوخة سواء أثناء السير أو أثناء الجلوس.

وهذه الحالة لازالت تلازمني حتى الآن دون استجابة لأية علاجات أو أدوية على الرغم من أنني قمت خلال ال 11 سنة الماضية بعمل كافة التحاليل والإشاعات عادية ومقطعية، ورنين، ورسم مخ، ورسم قلب، واختبارات اتزان، واختبارات وظائف تنفس، ووووو.

إلخ.

وكم من العلاجات والأدوية اليومية والشهرية دون جدوى ودون أي تأثير مباشر أو غير مباشر.

وشكراً...

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد، إن من المطمئن يا أخ محمد هو أن الصور الشعاعية والتحاليل المخبرية كانت كلها طبيعية، وهذا يبعث على الأمل في الله تعالى أن تتخلص من هذا الصداع وأنت لست وحدك في هذا الميدان، فإنني أعرف مريضة تتناول كل يوم 6 إلى 10 حبات يومياً من مختلف الأدوية لتتخلص من الصداع الذي يصاحبها من 20 سنة وتنام وتستيقظ به وتحضر إلى الطوارئ مرة إلى مرتين كل شهر بسبب الألم الشديد.

هذه الآلام الشديدة إما يكون سببها الآلام الوعائية أو آلام شد العضلات بشكل عام، وهناك أسباب كثيرة للصداع أذكرها هنا: 1.

صداع عضوي؛ وهو صداع يحدث بسبب مرض أو إصابة عضوية ونسبة حدوثه تقل عن 10 % من مجموع حالات الصداع، والصداع العضوي قد ينشأ عن أسباب عدة تتراوح بين ضربة خفيفة على الرأس أو حمى، أو مرض جسيم كالأورام.

2.

صداع غير عضوي وهو الصداع الذي لا يحدث بسبب مرض أو إصابة وتتجاوز نسبة حدوثه 90 % من حالات الصداع، وينشأ الصداع غير العضوي بسبب تغيرات فسيولوجية أو عن تغيرات وظيفية في مناطق معينة من الرأس كالأوعية الدموية والعضلات.

والصداع غير العضوي له أسباب كثيرة منها: الصداع النصفي ( الشقيقة ): وهو صداع دوري يضرب نصف الرأس ويصيب مختلف الأعمار، وهناك عشرات الملايين من الأشخاص في العالم يشكون من الصداع النصفي.

ونوبة الصداع قد تحصل فجأة من دون إنذار، أو قد يسبقها حدوث علامات تبشر بقرب حصولها، وقد ترافق النوبة عوارض مثل الغثيان والتقيؤ.

إن أسباب الصداع النصفي ما زالت غير معروفة بدقة، لكن هناك عوامل وظروف تساهم في إثارتها مثل الارتفاعات الشاهقة والإرهاق والجوع والأزمات النفسية.

صداع التوتر: وهنا يعاني المريض من صداع عام يشمل كل أنحاء الرأس، أو قد يشكو المصاب من ألم خفيف أو متوسط الشدة يطوق الرأس.

ويمتاز هذا النوع من الصداع بحصوله ليلاً نهاراً.

إن الشدة والضغوط النفسية هي التي تقف وراء مثل هذا الصداع، وهذا ينطبق على الوصف الذي وصفته للصداع.

صداع الجوع: هذا الصداع قد يحصل قبل موعد الطعام، ويكون عاماً يلف الرأس كله، وغالباً ما يكون نابضاً، والأسباب التي تقف وراء صداع الجوع هي الريجيم الصارم وتناول كميات هائلة من الحلويات وتجاوز تناول وجبات الطعام.

صداع الجيوب الأنفية: هنا يعاني المريض من صداع يتباين والجيب الأنفى المصاب، ويمتاز هذا الصداع بحدوثه على شكل الإحساس بثقل أو ألم يزداد مع مرور ساعات النهار، وأسباب الصداع هنا هي الالتهابات الجرثومية والفيروسية للجيوب الأنفية، ويتم العلاج بتناول العقاقير المناسبة ومضادات الاحتقان الأنفية.

صداع ضغط الدم: وهو من أهم وأشهر أنواع الصداع، إن ارتفاع ضغط الدم الشديد يقود إلى الشكوى من آلام تطوق الرأس وتكون شديدة صباحاً لكنها تخف مع مرور ساعات النهار.

صداع العينين نتيجة إن إصابة العينين بالإجهاد قد تثير آلاماً في الجبهة والوجه.

أما العامل المسبب للصداع فقد يكون وجود خلل بصري في عملية الرؤية، أو نتيجة القراءة لفترة طويلة أو الجلوس طويلاً أمام الكومبيوتر أو التلفزيون.

وواضح من شكواك أنه لا يوجد ارتفاع في الضغط، ولا يوجد أعراض التهاب في الجيوب أو أعراض في العينين، فلابد أن هذا الصداع سببه التوتر والذي يسبب شد عضلي من أعلى الرقبة إلى أعلى الرأس ويكون بشكل طوق في أعلى الرأس، وغالباً ما يبدأ الصداع في أواخر النهار، وقد يستمر لبضع دقائق أو أيام أو شهور بل وسنين.

يكون علاج مثل هذه الحالات: 1- تستجيب نوبات صداع التوتر للتدليك، أو الدش الساخن أو البارد، أو الاسترخاء والغذاء السليم، والراحة والاسترخاء.

2- الألم يمكن تسكينه بأدوية مسكنة تباع دون الحاجة لتذكرة طبية مثل البانادول أو البانادول اكسترا حبتين مع بعض كل ثمان ساعات والبروفين 600 أو 800 ملغ ثلاث مرات في اليوم، وأكثر من يصابون بصداع التوتر المصابون بالاكتئاب أو القلق، ولهذا فإن معالجة الضغوط أو التعامل معها أو علاج الاكتئاب قد يكون مفيدا في هذه الحالة.

وقد يلزم أحياناً العلاج بالمهدئات.

وأود أن أذكرك بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( داووا مرضاكم بالصدقات ).

وبالله التوفيق.

- ولا يفوتنا هنا أن نذكرك بالرقية الشرعية ففيها خيرٌ كثيرٌ بإذن الله تعالى، منها:- - سماع سورة البقرة أو جزءاً كبيراً منها كل يوم.

- المحافظة على هذه الأذكار صباحاً ومساء: ( قراءة الإخلاص والمعوذتين ثلاثاً) ( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ) ثلاثاً، قراءة آية الكرسي، قول ( بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاثاً، وكل ذلك ثابت في الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، مع المحافظة على الصلوات الخمس، والمحافظة على الطهارة لها.

- استعمال الرقية الشرعية، بالشرب من الماء المقروء فيه آيات من كتاب الله تعالى، فمثلاً من الرقية الحسنة أن تقرأ الفاتحة والإخلاص والمعوذتين والآيات رقم (102-103) من البقرة، وآخر آيتين منها أيضاً ((( آمَنَ الرَّسُولُ.

))[البقرة:285].

إلخ، والآيات رقم ( 118 –121) من سورة الأعراف، ورقم ( 81 – 82) سورة يونس، ورقم ( 69) طه، وسورة الشرح كاملة.

فتقرأ هذه الآيات في إناء من ماء، ثم تصبه على رأسك، ويمكن لأحد أهل بيتكم أن يقرأ لك هذه الرقية، كما قال تعالى: ((وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ))[الإسراء:82]، فالقرآن شفاء للأبدان وللأزواج معاً.

شفاك الله وعافاك ووفقك لكل خير..