السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد قمت بإجراء صورة رنين مغناطيسي للرأس والظهر، وتبين من الصور وجود عدة بقع بيضاء على الدماغ، وعلى الحبل الشوكي.

تم عرض الصور على عدة أطباء، وكانت الفاجعة أنني مصابة بمرض التصلب اللويحي، ولكن الأطباء طلبوا إجراء خزعة من النخاع الشوكي، للتأكد من المرض؛ حيث أن أعراضه مشابهة لمرض التهاب شريان الدماغ.

سؤالي: هل إجراء الخزعة مؤلم؟ وهل له أضراراً؟ وهل صحيح أن مرض التصلب اللويحي يعالج بإعطاء المريض (كورتوزون) بالوريد لمدة ثلاثة أيام، وبعد ذلك حقنة (انترفيرون) لمدة عامين؟ ما هي الآثار الجانبية للعلاج? وهل يسبب العقم أو يؤثر على الحمل والولادة? وهل هو مرض وراثي ينتقل للأبناء? وهل هو خطير يؤدي إلى الشلل أو الوفاة? قرأت عن العلاج بالعسل وزيت حبة البركة، ولسعات النحل وزيت زهرة الربيع، هل هذا صحيح? وما علاقة ارتفاع الدهون الثلاثية في الدم بمرض التصلب اللويحي? وهل له علاقة بالأمراض الروحية أو الأزمات العاطفية? وما هو تصنيف المرض من حيث الخطورة? وهل هناك تحاليل أو فحوصات أخرى يجب إجراؤها قبل البدء بالعلاج، كفحص الكبد والقلب وغيره? منذ عدة أشهر كنت أشعر بورم أو انتفاخ قاس الملمس، ومؤلم في فروة الرأس، في آخر الجهة اليسرى من الخلف، حيث أنه ظهر عدة مرات واختفى، وانتقل في منتصف الفروة، هل له علاقة بمرض التصلب اللويحي? وهل هناك حمية يجب على مريض التصلب اللويحي اتباعها؟ وشكراً جزيلا ً لكم...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية، وبارك الله فيك، وشافك وعافاك.

أنا لا أعتقد أن هذه الأعراض، ونتائج الصور، هي ناجمة عن التهاب الشرايين في الدماغ (primery cerebral vasculitis)؛ لأن النقط متعددة عندك، وموجودة في النخاع الشوكي عندك، ومن الأمور الأخرى، التي يمكن أن تعطي نتائج مشابهة للتصلب اللويحي، هو ما يسمى: ( antiphpspholipid syndrome )، وهذه يمكن استبعادها بإجراء تحاليل خاصة، تسمى:(antibodies aticardiolipin)، وأخذ عينة من السائل الشوكي مهم جداً، لوضع التشخيص، ويتم بإعطاء مخدر موضعي في أسفل الظهر، ثم إدخال إبرة وسحب السائل الشوكي، وهو إجراء بسيط ولا يستلزم الخوف منه، وفي بعض الحالات يسبب الصداع، إلا أنه يتم الطلب من المريض الاستلقاء على الظهر لعدة ساعات، وهذا يساعد على عدم حصول الصداع.

والعلاج كما قيل لك: هو حقن (الكورتيزون)، وفي حال عودة المرض؛ فإنه يتم العلاج بإبر (الانتيرفيرون)، وعادة ما يتم الطلب من المريضة التوقف عن هذا الدواء في فترة الحمل، إلا أن الدراسات الحديثة أظهرت في دراسة (1022 ) حالة حمل، تعرضوا للدواء أثناء الحمل، وقد وجد أن معظم الحالات انتهت بولادة طبيعية، لأطفال طبيعيين، وكانت نسبة التشوه ليست أعلى من النسب العادية، التي تحصل بشكل طبيعي، لذا فإنه يمكن مناقشة الموضوع مع الطبيب المعالج.

العوامل الوراثية لها دور في حدوث المرض، إلا أن هذا لا يعني أنه ينتقل من الآباء والأمهات للأولاد؛ لأن هناك عوامل كثيرة أخرى، يجب أن تحصل لمن عنده استعداد وراثي، أي أن الاستعدادت الوراثية ليست هي العامل الوحيد في حدوث المرض، وكما تعلمين فإن التصلب اللويحي مرض مناعي، بسبب تشكيل الجسم مضادات ضد أغشية الألياف العصبية.

وهناك الحالات الخفيفة من المرض، والحالات التي يكون فيها تطور مستمر، ومن الحالات التي تختفي وتعود، وبشكل عام فإن الكثير من المرضى يعيشون دون إعاقة، وهناك القليل الذين تحصل عندهم إعاقة، وكل هذه الأمور بيد الله -تعالى-، ولا تقنطي من رحمة ولطف الله -تعالى-، ودائماً ادعي الله -تعالى- "ياخفي اللطف، الطف بنا يا رب العالمين "، فهو اللطيف بعباده.

وأنصحك بتناول العسل وحبة البركة، فالعسل فيه شفاء من الله للناس، وحبة البركة، قال فيها الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "إن في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام" والسام الموت.

والتصلب اللويحي من الأمراض المناعية، والتي يمكن أن يكون بداية ظهورها مترافقا مع بعض المواقف الاجتماعية، أو العاطفية.

أما بالنسبة للتحاليل: فيتم إجراء تحاليل للكبد والكلى، والكريات البيضاء،وتحاليل أخرى قبل البدء بالعلاج.

أما الانتفاخ في فروة الرأس، فليس لها علاقة بالتصلب اللويحي؛ لأنه لا يؤثر على الجلد، فهو مرض في الجهاز العصبي المركزي، أي الدماغ والنخاع الشوكي.

نرجو من الله أن يشفيك ويعافيك، والله يحب من العبد التضرع، ولا تنسي أبداً أن تحمدي الله على ما قضى، فليس هناك أجر مثل أجر الصابر " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب "..