تحصل لي بين كل فترة وأخرى ألم شديد يبدأ في أعلى البطن ثم ينتشر إلى الأضلاع من الجهتين والظهر، ويصاحبه غثيان وقيء، ومن شدة هذا الألم لا أستطيع النوم على جنبي أو ظهري، وذلك بعد ظهوره بخمس دقائق.

وإذا حاولت الاستلقاء على ظهري أو جنبي أحس بزيادة مفاجئة في الألم، وإذا استلقيت على ظهري أحس بضغط شديد على الأضلاع من الداخل للخارج، وإذا استلقيت على أحد جنبيّ فإن الضغط يكون على الظهر والجنب الآخر ويستمر ذلك من ساعة إلى ست ساعات...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهناك عدة أمراض يمكن أن تعطي هذه الأعراض، فكما ترى فإن الآلام تأتي وتروح وتتكرر، فإن الآلام التي تكون في أعلى البطن فإما أن يكون منشؤها المعدة أو المريء أو البنكرياس أو القولون، وفي بعض الحالات يكون منشؤها القلب (الذبحات الصدرية).

وإن تقلص المريء يسبب آلاما شديدة وعادة ما تكون في أسفل الصدر من الأمام وتترافق مع الشعور بالألم في الظهر وفي الطرفين من الصدر، ويترافق أحياناً مع الإحساس بغصّة أي عدم نزول الطعام إلى الأسفل، ويكون عادة نتيجة تخرش المريء بحموضة المعدة، وعلى ما يبدو أنك لا تشكو من حموضة في المعدة، وأما المعدة فإن قرحة المعدة إن كانت عميقة فإنها قد تسبب آلاما شديدة وقد يحس المريض بآلام في الظهر ويكون الألم بعد الطعام في القرحة المعدية، وعند الجوع في القرحة الاثني عشرية.

وأما البنكرياس فقد يكون سبباً لهذا الألم إن كان هناك حصوات صغيرة في المرارة تنزل بين فترة وأخرى إلى القناة الجامعة، ومنها تسد مؤقتا قناة البنكرياس مسببة التهاباً في البنكرياس.

وتشنج القولون المعترض قد يسبب آلاما من هذا النوع مترافقا مع انتفاخات في القولون؛ ولذا فإن عليك مراقبة الأعراض إن كانت تترافق مع نوعية معينة من الأطعمة كالأطعمة الدسمة التي تزيد من ألم المرارة والأطعمة الحارة تزيد من آلام القولون.

ومن ناحية أخرى فإن الأدوية قد تسبب مثل هذا الألم في المعدة مثل الأدوية المسكنة؛ ولذا عليك مراقبة ذلك إن كان الألم مرتبطا مع تناول أي نوع من أنواع الأدوية.

وعيك بمراجعة طبيب جهاز الهضم للفحص الطبي وإجراء صورة للمرارة والبنكرياس، وإن لزم عمل تنظير للمعدة للتأكد من عدم وجود قرحة أو ارتجاع في حموضة المعدة إلى المريء مسببا تقلصا في المريء.

والله الموفق..