السلام عليكم.

أعاني منذ صغري من أنيميا نقص الحديد، وقبل شهر أجريت تحليلا للدم وكانت نسبة الهيموجلوبين 7 تقريباً، وقد تعودت على مثل هذه النسبة ولكنني بعد تناول حبوب الحديد والفيتامينات ترتفع نسبة الهيموجلوبين ولا أعاني من مشاكل الأنيميا! كما أنني أعاني من زيادة مفرطة في الوزن، حاولت التخلص منها بشتى الطرق ولم أفلح، وأخيراً وبعد أن وصل وزني لحوالي (135 كيلو جراماً) لجأت إلى عملية ربط المعدة منذ حوالي ستة أشهر ونزل وزني إلى 110 كيلو جراما تقريباً! المشكلة أني أعاني حالياً من الترهلات في كافة أنحاء جسدي، وخاصة في الصدر وأعلى الذراعين والفخذين والبطن، وقد بدأت ممارسة رياضة المشي بشكل متقطع ولكنني انقطعت بسبب بعض الظروف التي ألمت بي! منذ حوالي ثلاثة أشهر أصبت بحالة من فقدان التوازن استمرت لعدة دقائق حيث لم أستطع المشي أو الحركة بطريقة متزنة، وهي تصيبني لأول مرة، وهي المرة الوحيدة حيث لم تصبني مرة أخرى! كما أنني أشكو منذ حوالي شهرين من آلام في الصدر خاصة الجهة اليسرى، وأحياناً يبدو لي أن الألم في الثدي نفسه، وأحياناً في القلب أو عضلات الصدر، كما أنني أحس بتنميل في الذراع اليسرى كاملة من الكتف وحتى الأصابع! توفيت إحدى صديقاتي بمرض سرطان الثدي منذ حوالي أربع سنوات، ومنذ ذلك الوقت وأنا أعاني من الوسواس، وأي ألم بسيط في الصدر أو حتى ظهور الحبوب في الصدر أو قريباً من الثدي يخيل إلي أني مصابة بالسرطان والعياذ بالله ! أستعيذ بالله من وساوس الشيطان، وأتناسى الأمر لكن ما ألبث أن أتذكره وتعود لي الوساوس والتفكير السلبي، ويمنعني خوفي من الذهاب للمستشفى لعمل الفحوصات والتحاليل اللازمة! أفيدوني جزاكم الله خيرا! وهل لعملية ربط المعدة أي تأثيرات على القلب أو أي أجزاء أخرى من الجسم؟ وهل لها تأثير في حالة الإصابة بأنيميا نقص الحديد؟ مع أني أخبرت الطبيب الذي أجرى لي العملية بهذه المشكلة ونفي التأثير السلبي للعملية على مرض أنيميا نقص الحديد، ونصحني بإجراء فحص الدم الدوري وتناول حبوب الحديد والفيتامينات وهو الحاصل حاليا.

أعذروني على الإطالة وأفيدوني جزاكم الله خيراً...

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ الحائرة حفظها الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد أيتها الأخت الفاضلة: الذي أود أن أؤكده لك أن زيادة الوزن هي مضرة بالصحة الجسدية بالطبع، وكذلك بالصحة النفسية خاصة بالنسبة للنساء، حيث إن (40%) من النساء اللاتي يزيد وزنهنَّ عن الوزن المعدل الطبيعي ربما يصبن بشيء من عسر المزاج أو الاكتئاب، وهذه نسبة عالية في نظري.

إذن؛ هذا يجب أن يكون حافزاً لك لمزيد من نقصان الوزن.

وأما عملية ربط المعدة فهي -حقيقة- من العمليات الجيدة، وقد شاركت في بحث هنا في المستشفى التي أعمل بها مع الأخوة الجراحين، حيث كنت أقوم بفحص الأشخاص الذين يودون القيام بهذه العملية، وقد قمت بفحص 85 حالة أجريت لها هذه العملية، وكنت أفحصهم قبل العملية للتأكد من مزاجهم وحالتهم النفسية وكذلك بعد العملية في بعض الحالات.

والذي أود أن أؤكده لك أن العائد النفسي من هذه العملية ممتاز جدّاً، فكثير من الذين كانوا يعانون من صعوبات نفسية كالقلق والتوتر قبل هذه العملية استفادوا منها وتحسنت صحتهم النفسية لدرجة كبيرة.

إذن؛ فالعملية تعتبر عملية جيدة، ولكن لابد لك أن تدعمي هذه العملية بالآليات الأخرى لنقص الوزن، خاصة التحكم في الطعام، وعدم النوم بعد الأكل، وكذلك ممارسة الرياضة.

كما أني أتفق معك بأن الإنسان حين يكون مرتفع الوزن بصورة كبيرة ويبدأ في فقدان الوزن يحصل هنالك نوع من الترهُلات في جسده، ولكن هذه تعالج عن طريق الرياضة.

وأنصحك - أيتها الأخت الفاضلة – أن تقومي بمقابلة أخصائية العلاج الطبيعي، وذلك من أجل إرشادك للطرق التي يمكن أن تقوي العضلات وتزيل هذه الترهلات.

فالرياضة ممتعة جدّاً ولكنها تتطلب الصبر والالتزام.

وأنت الحمد لله بدأت مشروع ممتاز لخفض وزنك وهو إجراء العملية، وعليك إذن أن تكملي الخطوات اللاحقة، وهي الالتزام بالرياضة والتحكم في الطعام وكل ما يمكن أن يفيدك في تخفيف الوزن.

وأما بالنسبة للأنيميا، فقد أزعجني بعض الشيء أن يكون مستوى الهيموجلوبين لديك 7 جرامات، هذا بالطبع قليل جدّاً، ويعرف أن الأنيميا في حد ذاتها ربما تؤدي إلى شيء من عسر المزاج والقلق، فنوعية الأنيميا التي تعانين منها معروفة السبب وهي ناتجة من نقص الحديد، إذن عليك أن تأخذي العلاج التعويضي وفي هذه الحالة هو تناول الحديد وحمض الفلوليت أو الفيتامينات أو كل ما ينصح به الأطباء، وعليك أيضاً أن تتناولي الأغذية التي تحتوي على الحديد.

إذن؛ هذا أمر ضروري جدّاً، والعملية لا تتعارض مطلقاً مع هذه الأنيميا، ولن تجعلها تزيد أو تتدهور أكثر.

لا، لا يوجد إن شاء الله أي علاقة ما بين الاثنين، فامتصاص الطعام سوف يستمر كما هو.

وأما بالنسبة للخوف من الأمراض، فأنا أعتقد أنك لديك في الأصل الاستعداد لذلك، لديك الاستعداد للقلق ولديك الاستعداد للمخاوف، هذا الألم الذي تشعرين به والتنميل والألم في الكتف والذراع الأيسر، كثيراً من الناس يتهيأ لهم أنهم مصابون بأمراض القلب؛ حيث أن هذه الأمراض قد كثرت في زماننا هذا، وكثير من مرضى القلب ربما يشتكون من ألم في الذراع الأيسر.

أختي الفاضلة: صدقيني أن هذه مجرد انقباضات عضلية، عليك التوكل، عليك ألا تهتمي بها كثيراً، وعليك أن تقومي بإجراء بعض تمارين التنفس الاسترخائية؛ سوف تساعدك في ذلك كثيراً.

وأما بالنسبة لمرض السرطان وخلافه، فالذي أؤمن به أن الإنسان لابد أن يدعو الله أن يحفظه من هذه الأشياء، فالدعاء يبعث الطمأنينة، كما أنه يحافظ بإذن الله تعالى، وعليك أن تتوكلي، وعليك أن تكوني أكثر إيماناً.

وأما الوساوس وخلافها أيضاً فتعالج بأن يحاربها الإنسان، بأن يحقِّرها، وبأن يأتي بأفكار وأفعال مضادة لها، ويحاول أن يركز على هذه الأفكار المضادة.

أنت – أيتها الأخت الفاضلة – سوف تستفيدين كثيراً أيضاً من أحد الأدوية المضادة لهذا القلق والتوتر والوساوس.

والدواء الذي أنصح به يعرف باسم بروزاك، والبروزاك بفضل الله تعالى يساعد أيضاً في تخفيف الوزن، إذن عليك بأن تبدئي في تناوله، الجرعة المطلوبة في حالتك هي كبسولة واحدة – 20 مليجرام – بعد الأكل، تناوليها لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفعي هذه الجرعة إلى كبسولتين في اليوم بعد الأكل أيضاً واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى كبسولة واحدة لمدة شهر، وإن شاء الله بعد شهر أو شهرين من بداية الدواء سوف تجدين أن القلق والتوتر والمخاوف والوساوس قد اختفت تماماً، هذا بالطبع لابد أن تدعمي الدواء بالتفكير السلوكي الإيجابي الصحيح.

أسأل الله لك الشفاء.

وبالله التوفيق..