أمي انتابها ألم شديد لا يسكن إلا قليلاً، وبالمسكن فقط، وهو في منطقة الخاصرة مع الظهر، ويصاحبه قيء، وبعد يوم ظهرت بعض الحبوب في نفس المنطقة، ولازال الألم موجوداً منذ ثلاثة أسابيع، والأطباء عملوا لها أشعة مغناطيسية، ولم يشخصوا الحالة إلى الآن، وعمرها تقريباً (71) سنة...

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، فهذا الألم سببه ما يسمى بالحزام الناري أو الهربس العصبي، وهو التهاب فيروسي حاد في الجلد يظهر على هيئة حويصلات في مسار عصب حسي معين، ويتميز بوجود ألم شديد، لذا يسمى ﺒ ( الحزام الناري ) حيث أنه يأخذ جزءاً محدداً من الجلد تبعاً للعصب المصاب، وكأنه حزام يفصل هذا الجزء الشديد الألم والأحمر اللون، كأنه نار عن باقي الجسم، والفيروس المسبب له هو (Varicella-Zoster Virus) وهو نفس الفيروس الذي يسبب الإصابة بمرض الجديري المائي.

عند الإصابة للمرة الأولى بالجديري يظل الفيروس كامناً في العقد العصبية لعدة سنوات، وعندما يعاد تنشيطه يسير الفيروس مع الأعصاب ليصل إلى الجلد في صورة الهربس العصبى، وعادة يكون سبب تنشيط الفيروس غير معروف، لكنه يرتبط بالسن، وهو أكثر انتشاراً فوق سن الخمسين، وضعف المناعة لأي سبب، والتعرض لتوتر وانفعال شديد، وتكون الأعراض بشكل طفح جلدي على هيئة حويصلات تظهر بعد حدوث احمرار شديد بالجلد.

بعد (1-2) أسبوع تجف هذه الحويصلات مكونة بعض القشور، ثم تبدأ تلك القشور في التساقط تدريجياً حتى تختفي تماماً بين أسبوعين إلى (3) أسابيع.

يتميز هذا الطفح الجلدي أنه في جهة واحدة من الجسم، أكثر المناطق التي تصاب بالفيروس هي منطقة الصدر و الجزع، وأحياناً تصاب منطقة الوجه والرقبة، والتي قد تؤدي لحدوث مضاعفات في الفم أو العين، وأحياناً يحدث شلل في الوجه، فقدان السمع ، فقدان التذوق في جهة واحدة من اللسان.

العلاج يكون بالمضادات الخاصة للفيروس إن تم التشخيص خلال (24) ساعة من ظهور الطفح، أما بعد ذلك فانه يكون بوضع مراهم على الحويصلات، وتناول المسكنات، وقد يكون الألم شديدة لدرجة أن المريض يحتاج للمسكنات القوية، ومن هذه المسكنات: - tramadol 50mg ثلاث مرات في اليوم.

- neurontin 300 ثلاث مرات في اليوم أو lyrica 75 مرتين في اليوم.

وقد يستمر الألم عند بعض المرضى بعد اختفاء الطفح، ويحتاجون لتناول المسكنات لفترة طويلة.

نسأل الله الشفاء لوالدتك، والله الموفق..