السلام عليكم.

أريد أن أعرف هل الأعمال المنزلية تضر الحامل؟ لأنه لا بد لها من الغسيل والطبخ والكنس والكوي والمسح، قد لا تجتمع كل هذه الأشغال في يومٍ، ولكن لا يخلو يومٍ من ثلاث ساعاتٍ من العمل، بالذات الطبخ فإني أضطر إلى الوقوف ما يقارب الساعة ما بين طبخٍ وغسل أواني، حيث تكون الأغراض شبه منثورةً على الأرض، فهل ذلك الوقوف وكثرة الانحناءات لترتيب المنزل يضر الحمل ويجهضه؟ وشكراً جزيلاً لكم.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ حواء حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، أتفهم خوفك وقلقك على نفسك وعلى الحمل- يا عزيزتي- لكنني أحب أن أؤكد لك بأن الحمل ليس مرضاً, بل هو حالةٌ فيزيولوجيةٌ طبيعيةٌ تمر بها المرأة, وقد خلق الله عز وجل جسم المرأة مهيئاً تماماً لهذه المهمة وبشكلٍ معجزٍ حقاً.

وبشكلٍ عامٍ، يمكن القول بأن الأعمال المنزلية الروتينية والمعتادة لا تضر الحمل, بشرط أن يتم فيها تفادي الوقوف أو الجلوس لفتراتٍ طويلةٍ (أكثر من ساعةٍ) وأن يتم تفادي حمل أو دفع الأشياء الثقيلة.

أما بالنسبة لحركات الظهر, مثل الانحناء لالتقاط الأشياء عن الأرض, فيجب أن تتم بوضعيةٍ يكون فيها الظهر مستقيماً وليس منحنياً, أي يجب أن تقومي باستعمال وضعية القرفصاء مع إبقاء الظهر منتصباً؛ وذلك لأن أربطة ومفاصل الفقرات تتشرب كثيراً بالسوائل وتصبح لينةً خلال الحمل, مما يؤدي إلى سهولة تحرك الفقرات وحدوث الالتواءات والتمزقات فيها إذا ما تعرضت لحركاتٍ مفاجئةٍ وخاطئةٍ.

وإن كانت الأعمال المنزلية في بيتك كثيرةً, فيجب عليك تقسيمها, بحيث تأخذي فتراتٍ من الراحة كل ساعةٍ, تقومي خلالها بالاستلقاء على الجانب الأيسر مع رفع الساقين إلى مستوى القلب مدة 15 دقيقةً, ففي مثل هذه الوضعية سيتحسن جريان الدم كثيراً في المشيمة وسيخف الثقل عن الحوض والساقين وتتنشط الدورة الدموية.

وإن احتجت لعمل شيءٍ في وضعية الوقوف لمدةٍ طويلةٍ, فعليك بتحريك ساقيك باستمرارٍ حتى وأنت واقفةٌ, لتفادي تشكل جلطةٍ دمويةٍ فيها لا قدر الله ؛ لأن الحمل يعتبر من الأسباب المؤهبة لحدوث جلطاتٍ في الساق.

نسأل الله العلي القدير أن يتم لك الحمل على خيرٍ.
.