مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | كلمة ( شيخ ) وتطور دلالتها في اللسان العربي
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | هل يلزم تأخير الحمل 3 أشهر في حال أخذ اللقاحات؟- سؤال وجواب | زوجتي تعاني من ألم شديد في مؤخرة الرأس، ما تشخيص حالتها؟
- سؤال وجواب | حكم استعجال إجابة الدعاء والخوف من المستقبل
- سؤال وجواب | كيف أصبح إنسانا جريئا، واثقا من نفسه، واثقا بقدراته؟
- سؤال وجواب | حكم استخدام المعاريض للاحتيال أو لتبرير بعض الأمور المحرمة
- سؤال وجواب | حكم الحوار القرآني المشتهر في المنتديات بعنوان " ألا لعنة الله على نساء الأرض أجمعين " !
- سؤال وجواب | غضب فسب دين وسماء القلم والورقة
- سؤال وجواب | حكم من نذر أن لا يكلم فلاناً
- سؤال وجواب | خياران أمام من يعمل في مجال محرم
- سؤال وجواب | قول المرء سأصلي لله كذا هل يعد نذرا
- سؤال وجواب | هل الاستمرار في تناول الدواء لمدة طويلة أمر خاطئ؟
- سؤال وجواب | أفضل عقار لعلاج القلق المزمن
- سؤال وجواب | ضيق في النفس وآلام في الصدر والمفاصل. ثقتي كبيرة بمشورتكم
- سؤال وجواب | قالت لزميلاتها: إذا فتحت المادة فعلي أن أذبح لكن خروفا
- سؤال وجواب | أصبت بالغثيان بعد تناولي لعلاج الغدة الدرقية، فما المشكلة؟
سؤالي متعلق ببعض المصطلحات الإسلامية ، وأريد أن أفهم ما إذا كانت بعض الكلمات التي استخدمت في القرآن قد استخدمت خارجه بطريقة مغايرة ، وفي سياق مختلف ، فمثلاً كلمة : " شيخ " تعني لغوياً الرجل الكبير في السن ، وقد استخدمت في القرآن والسنة بهذا المعنى ، وبما أنه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن هناك حاجة إلى تصنيفات ومسميات لم يُستخدم – حسب فهمي - هذا المصطلح بطريقة مغايرة إلا فيما بعد ، استخدمه العلماء في سياق علمي محدد مخالف لما هو عليه في السياق اللغوي ، فمثلاً نجد أن هذه الكلمة عند جماهير العلماء تشير إلى شخص بلغ من العلم الشرعي مبلغاً محدداً ، ولم يقصد بها الشخص الكبير في السن ، أليس كذلك ؟ ، ثم ما السياقات الأخرى التي يمكن أن تستخدم هذه الكلمات فيها ؟ كذلك عندما يقول العلماء : " رواه الشيخان " ويقصدون بذلك الإمامين البخاري ومسلم ، فهل يقصدون هنا أنهما كانا كبيرين في السن ، أم أنهما بلغا من العلم مبلغا ؟.
الحمد لله.
أولا : المصطلحات القرآنية ذات أصول لغوية واضحة ، ومعلومة لدى العرب في استعمالهم وخطابهم ، وغاية ما هنالك أن المصطلح القرآني قد يخصص في بعض الصور ، أو قد يشكل عرفا جديدا لدلالة تلك الكلمة ، بحسب التعريف الشرعي الجديد لها ، وإن كان هذا التعريف مشتملا على الأصل اللغوي المعلوم نفسه.
فمثلا كلمة ( الصلاة ) تعني في اللغة " الدعاء "، وهي تطلق في القرآن الكريم على الدعاء وعلى العبادة المعلومة ذات الركوع والسجود والأذكار وبقية الأركان ، وهكذا تشكَّل عهد جديد شرعي لهذه الكلمة ، ومع ذلك لم تفقد دلالتها على أصل الدعاء الذي لم تخل منه الصلاة المعروفة.
ثانيا : وأما كلمة ( الشيخ ) فليس للقرآن الكريم عرف شرعي خاص بها ، بل جاءت فيه بالمعنى اللغوي المعروف فيها ، والذي ذكره ابن السكيت رحمه الله (ت244هـ) بقوله: " إذا ظهر به الشيب واستبانت فيه السن فهو شيخ " انتهى من " الكنز اللغوي " (161) ، ينظر : " لسان العرب " (3/31-33) ، " تاج العروس " (7/286-289).
وقد وردت كلمة شيخ في القرآن الكريم في أربعة مواضع بهذا المعنى ، وهي : قوله تعالى على لسان زوجة إبراهيم عليه السلام : ( قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ) هود/72.
وقوله عز وجل على لسان إخوة يوسف : ( قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) يوسف/78.
وقوله تعالى على لسان الجاريتين اللتين سقى لهما موسى عليه السلام : ( قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ) القصص/23.
وأخيرا قول الله سبحانه : ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا ) غافر/67.
جاءت في هذه المواضع جميعها بالمعنى اللغوي الدال على كبر السن.
ثالثا : ومع ذلك يجوز إطلاق كلمة ( شيخ ) لغةً وعُرفا على مَن يكثر علمه ، ويشتهر بالمعرفة بين الناس ؛ لأن هذا المعنى له علاقة بالمعنى السابق ؛ إذ المشيخة - التي هي كبر السن وتقدمه - يفترض أن تكون سببا في زيادة العلم ودقة المعرفة ، ولهذا أطلقوا على من حاز المعرفة وصف ( الشيخ )، كما يقول الراغب الأصفهاني رحمه الله : " يقال لمن طعن في السن : ( الشيخ ) ، وقد يعبّر به فيما بيننا عمن يكثر علمه ، لمَّا كان مِن شأن ( الشيخ ) أن يكثر تجاربه ومعارفه " انتهى من " المفردات في غريب القرآن " (ص/469).
وقد أدى إلى هذا الاستعمال الجديد – نسبيا - دخولُ الحراك العلمي على البيئة العربية التي كانت أمة أمية لا تكتب ولا تحسب ، فجاء الإسلام بالعلم والمعرفة ، وبدأت النهضة تتمثل بالمعلمين من الصحابة الكرام ، الذين انتشروا في البلاد ، فتتلمذ التابعون عليهم ، وبدأ لقب ( الشيخ ) يتمحور حينئذ في وقت مبكر من التاريخ ، بل في عصر الاحتجاج اللغوي ، خاصة بين المحدثين ، إذ لم يتردد أحد منهم في إطلاق وصف ( الشيخ ) على من يؤخذ عنه الحديث ، في مقابلة التلميذ الذي يتلقى الحديث.
رابعا : هذا وقد أطلق المحدثون كلمة ( الشيخ ) إطلاقات أخرى عدة : منها : إطلاق عام للتعريف بالراوي بذكر بلده أو عائلته ، ووصفه بالمشيخة إنما يعني انتساب هذا الشخص إلى العلم والرواية ، وإن لم يكن له كبير شهرة فيه ، كما قال ابن معين في داود بن علي بن عبدالله : " شيخ هاشمي ، إنما يحدث بحديث واحد " ينظر " تاريخ ابن معين – رواية الدارمي " (1/108).
ومنها : الدلالة على التلميذ والمعلم ، كقول الناقد في الراوي : شيخ لفلان ، أو شيخٌ يروي عن فلان ، وخاصة فيما إذا كان التلميذ معروفاً مشهوراً ، وشيخه ليس كذلك ، فيعرف الشيخ بأن فلاناً الراوي المشهور من الرواة عنه.
ومنها : إطلاق المحدثين هذا الوصف بقصد الدلالة على عبادة الراوي وصلاحه ، وإن لم يكن له في العلم أي مشاركة ، كما جاء في ترجمة حجاج بن فرافصة الباهلي ، قال عبد الرحمن بن أبي حاتم : " سمعت أبي يقول : حجاج بن فرافصة : شيخ صالح متعبد " كما في " الجرح والتعديل " (3/164).
ومن أشهر إطلاقات المحدثين لكلمة ( شيخ ) يريدون بها مصطلحا نقديا خاصا يتعرض فيه لذكر مرتبة الراوي ، وتكون فيه كلمة " شيخ " مقرونة مع مصطلح آخر من مصطلحات النقد الحديثي ، قد يكون من ألفاظ التعديل ، وقد يكون من ألفاظ الجرح.
وهذا الإطلاق من دقيق ألفاظ الجرح والتعديل التي كتبت فيها الأبحاث المتخصصة في دراستها وتحرير مراد المحدثين بها.
ينظر رسالة دكتوراة بعنوان : " مصطلح شيخ عند المحدثين ، دراسة نظرية تطبيقية في الكتب الستة " ، للدكتور عبدالرحمن مشاقبة ، الجامعة الأردنية ، 2011م.
وهكذا تشكلت أعراف خاصة لكلمة شيخ لدى قطاعات علمية متنوعة ، فالمحدثون إذا قالوا ( رواه الشيخان ) أرادوا بهما البخاري ومسلما ، وفقهاء الشافعية إذا قالوا : ( الشيخان ) أرادوا بهما الإمامين الرافعي والنووي ، والحنفية يطلقون ( الشيخين ) على أبي حنيفة وأبي يوسف ، وعند الحنابلة هما الموفق ابن قدامة والمجد بن تيمية.
ينظر كتاب " المدخل إلى دراسة المذاهب الفقهية ".
وهكذا يتفاوت الإطلاق ويتشكل العرف الخاص ، وكلها اصطلاحات تحتملها اللغة ، ولا مشاحة في الاصطلاح.
والله أعلم .
.
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | قالت لزميلاتها: إذا فتحت المادة فعلي أن أذبح لكن خروفا- سؤال وجواب | أصبت بالغثيان بعد تناولي لعلاج الغدة الدرقية، فما المشكلة؟
- سؤال وجواب | حلف أن يعطي قريبه مالا فرفض أخذه
- سؤال وجواب | هل ثبت أن الله سبحانه وتعالى عاقب حواء عليها السلام بسبب الأكل من الشجرة؟
- سؤال وجواب | النذر المعلق على حصول الزواج
- سؤال وجواب | واجب من حلف بالكذب متعمدا
- سؤال وجواب | الأيمان الكثيرة التي حنث الحالف فيها ولم يكفرها
- سؤال وجواب | وزن البضائع ذات الأسعار المختلفة في صحن واحد
- سؤال وجواب | منع استعمال الإسبرين أثناء الحمل
- سؤال وجواب | بعد إيقاف العلاج عاد لي القلق مرة أخرى، فماذا أفعل؟
- سؤال وجواب | هل السبراليكس بديل جيد للزيروكسات في علاج نوبات الخوف والوسوسة؟
- سؤال وجواب | أعاني من الرعشة في يدي ورجلي خاصة أثناء الصلاة، ما تفسير ذلك؟
- سؤال وجواب | المقصود بالوثنية
- سؤال وجواب | هل يساعد موتيفال، ونتروبيل على تحسين الذاكرة؟
- سؤال وجواب | رفض الأب للخاطب بسبب بعده
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا