السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإخوة الكرام: أنا لا أستطيع القيام لصلاة الفجر بالرغم من استيقاظي وسماع الأذان، وقد كنت مداوماً عليها إلا أنني انقطعت فجأة، علماً أن لدي اكتئاباً وآخذ له دواء ولكن كجرعة وقائية، فبذلك أتعلل وأجد لنفسي السيئة عذراً، فبماذا تنصحونني؟ كما أن لي صديقاً يعينني على أمر ديني، ولكني أعلم أن انتماءه لجماعة الإخوان، فما رأيكم في فكر ومنهج هذه الجماعة؟.

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ إحسان حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد، فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك سؤال وجواب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشفيك وأن يعافيك، وأن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يجعلك من صالح المؤمنين.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن الشكوى من عدم صلاة الفجر أو عدم المواظبة عليها أو عدم صلاتها بالكلية كثرت هذه الأيام، ومن أهم أسباب ذلك ما يلي: 1- عدم النوم المبكر، والاستيقاظ إلى منتصف الليل أو قبله أو بعده بقليل أو كثير مما يؤدي إلى عدم أخذ الجسم حظه المطلوب من الراحة فيترتب على ذلك ضياع الصلاة.

2- الإجهاد الذهني والعقلي والبدني نتيجة مشاهدة البرامج التليفزيونية بأنواعها المختلفة مما يؤثر على العين والذهن ويجهد العقل والبدن وخاصة الجلوس لساعات طوال بوضع المشاهد المتلقي دونما أي حركة أو مشي مما يجهد البدن كذلك ويؤثر على أدائه وحركاته حيث يقوم الشخص وكأنه مضروب.

3- تعرض الإنسان لمشاهد كثيرة ومتضاربة بعضها عنيف وضرب وقتال ودماء ودمار وبعضها عاطفي أو غير ذلك مما يفسد مزاج الإنسان.

4- عدم التزام الهدي النبوي في النوم، كالنوم بعد الوضوء وعلى الشق الأيمن مع عدم الأذكار والأدعية المشروعة لذلك.

5- الأكل المتأخر حيث يتناول البعض عشاءه في وقت متأخر من الليل، كذلك احتواء العشاء على مواد صعبة الهضم ويحتاج في هضمها إلى وقت طويل كالدهون وغيرها.

6- عدم أخذ الاستعداد النفسي والتهيئة النفسية وعقد العزم على الاستيقاظ لصلاة الفجر، حيث يغفل الكثير من المسلمين عن تحقيق هذه النية ويتركون المسألة للظروف، وكأن صلاة الفجر نافلة وليست بفريضة مفروضة.

7- عدم الأخذ بالأسباب المساعدة من دعاء وأذكار واستخدام ساعة أو منبه أو أي وسيلة من وسائل الإيقاظ المعروفة وهي كثيرة ومتنوعة.

8- استخدام بعض الأدوية المنومة مما يؤثر قطعاً على الاستيقاظ.

فانظر أخي إحسان! إلى هذه الأسباب، وحاول الاجتهاد في التخلص منها إذا كانت موجودة أو بعضها، وإذا لم تكن ضمن هذه الأسباب فابحث عن أي الأسباب الخاصة بك وحاول التخلص منها، وإياك والتسويف والمماطلة فإنهما أساس كل تكاسل.

وأما عن صديقك الذي ينتمي إلى جماعة الإخوان، فهي كما تعلم جماعة دعوية لها نظامها الخاص في الدعوة وتربية أبنائها، ويمكنك الاطلاع على حكم الانتماء إليها من كتب وفتاوى أهل العلم الثقات أو سؤال المشايخ والعلماء والموجودين في منطقتك، وكل جماعات أهل السنة خير وبركة وكلها تنشد وتهدف إلى إقامة الإسلام في الأرض، ولكن لكل جماعة أسلوبها وطريقتها في تحقيق ذلك.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والشفاء والمواظبة على صلاة الفجر وغيرها في الجماعة.

والله ولي التوفيق والسداد..