مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | ما هي الحكمة الإلهية من تكريم بني آدم على سائر الخلق ؟
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | المشاكل النفسية جعلتني لا أشعر بالسعادة مطلقاً- سؤال وجواب | الانهيار العصبي الأسباب والعلاج.
- سؤال وجواب | كيفية التعامل مع تعلق البنت بجدتها في ظل الخشية من فقدان علاقتها بوالديها ومنزلها
- سؤال وجواب | حكم سماح الزوجة بمبيت قريبتها معها في غرفة الزوجية حال سفر زوجها
- سؤال وجواب | مات عن زوجة وأب وثلاثة أبناء وثلاث أخوات شقيقات
- سؤال وجواب | فقدت حاسة السمع جزئياً ولا يعرف سبب ذلك!
- سؤال وجواب | أشكو من الإحساس بالفشل وعدم القدرة على عمل أبسط الأشياء، فأرشدوني.
- سؤال وجواب | حكم العمل كمهندس إعلامي في شركة
- سؤال وجواب | هل يشترط إذن الصغيرة إذا زوجها أبوها ؟
- سؤال وجواب | جواز تصدق الفقير على نفسه وعياله بالمال الحرام المكتسب
- سؤال وجواب | ما يتعلق بالمهر والهدايا للمطلقة قبل الدخول
- سؤال وجواب | حكم الادخار الإجباري وما يتحصل منه من أرباح
- سؤال وجواب | أشعر بدوخة، فهل مصدرها الأذن الداخلية أو مصدرها عصبي مركزي؟!
- سؤال وجواب | ضعف إيماني وصرت أخاف من كل شيء، فما العمل؟
- سؤال وجواب | حكم تأجيل الإنجاب لمصلحة الزوجين
ما الحكمة الإلهية من تكريم بني آدم على سائر الخلق ؟ وهل التكريم على جميع الخلق أم أكثرهم ؟ وإن كان على أكثرهم ، فمن الذين هم أكرم من بني آدم - جزاكم الله خيرًا - ؟.
الحمد لله.
أولا : يقول الله جل وعلا : ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ) الإسراء/ 70 قال ابن كثير رحمه الله : " يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ تَشْرِيفِهِ لِبَنِي آدَمَ ، وَتَكْرِيمِهِ إِيَّاهُمْ ، فِي خَلْقِهِ لَهُمْ عَلَى أَحْسَنِ الْهَيْئَاتِ وَأَكْمَلِهَا كَمَا قَالَ : ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ) التِّينِ/ 4، أَيْ : يَمْشِي قَائِمًا مُنْتَصِبًا عَلَى رِجْلَيْهِ ، وَيَأْكُلُ بِيَدَيْهِ - وَغَيْرُهُ مِنَ الْحَيَوَانَاتِ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ وَيَأْكُلُ بِفَمِهِ - وَجَعَلَ لَهُ سَمْعًا وَبَصَرًا وَفُؤَادًا ، يَفْقَهُ بِذَلِكَ كُلِّهِ وَيَنْتَفِعُ بِهِ ، وَيُفَرِّقُ بَيْنَ الْأَشْيَاءِ ، وَيَعْرِفُ مَنَافِعَهَا وَخَوَاصَّهَا وَمَضَارَّهَا فِي الْأُمُورِ الدُّنْيَوِيَّةِ وَالدِّينِيَّةِ.
( وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ ) أَيْ : عَلَى الدَّوَابِّ مِنَ الْأَنْعَامِ وَالْخَيْلِ وَالْبِغَالِ ، وَفِي الْبَحْرِ أَيْضًا عَلَى السُّفُنِ الْكِبَارِ وَالصِّغَارِ.
( وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ) أَيْ : مِنْ زُرُوعٍ وَثِمَارٍ ، وَلُحُومٍ وَأَلْبَانٍ ، مِنْ سَائِرِ أَنْوَاعِ الطُّعُومِ وَالْأَلْوَانِ ، الْمُشْتَهَاةِ اللَّذِيذَةِ ، وَالْمَنَاظِرِ الْحَسَنَةِ ، وَالْمَلَابِسِ الرَّفِيعَةِ مِنْ سَائِرِ الْأَنْوَاعِ ، عَلَى اخْتِلَافِ أَصْنَافِهَا وَأَلْوَانِهَا وَأَشْكَالِهَا ، مِمَّا يَصْنَعُونَهُ لِأَنْفُسِهِمْ ، وَيَجْلِبُهُ إِلَيْهِمْ غَيْرُهُمْ مِنْ أَقْطَارِ الْأَقَالِيمِ وَالنَّوَاحِي.
( وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا ) أَيْ : مِنْ سَائِرِ الْحَيَوَانَاتِ وَأَصْنَافِ الْمَخْلُوقَاتِ " انتهى من "تفسير ابن كثير" (5/ 97).
وينظر : "تفسير السعدي" (ص 463).
ثانيا : ينبغي أن يُعْلم : أن الله جل جلاله : هو المتفرد باختيار ما يختاره ، واصطفاء ما يصطفيه ، كما أنه المتفرد بخلق ذلك كله ، سواء بدا لنا حكمته في خلقه واصطفائه ، أو لم يبد ؛ فلله سبحانه الحكمة البالغة في خلقه وتدبيره.
قال ابن القيم رحمه الله : " فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هُوَ الْمُنْفَرِدُ بِالْخَلْقِ وَالِاخْتِيَارِ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ [القصص: 68] [الْقَصَصِ: 68].
؛ فَكَمَا أَنَّهُ الْمُنْفَرِدُ بِالْخَلْقِ ، فَهُوَ الْمُنْفَرِدُ بِالِاخْتِيَارِ مِنْهُ ، فَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَخْلُقَ ، وَلَا أَنْ يَخْتَارَ سِوَاهُ.
فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ بِمَوَاقِعِ اخْتِيَارِهِ ، وَمَحَالِّ رِضَاهُ ، وَمَا يَصْلُحُ لِلِاخْتِيَارِ مِمَّا لَا يَصْلُحُ لَهُ ، وَغَيْرُهُ لَا يُشَارِكُهُ فِي ذَلِكَ بِوَجْهٍ." قال : " وَإِذَا تَأَمَّلْتَ أَحْوَالَ هَذَا الْخَلْقِ ، رَأَيْتَ هَذَا الِاخْتِيَارَ وَالتَّخْصِيصَ فِيهِ : دَالًّا عَلَى رُبُوبِيَّتِهِ تَعَالَى ، وَوَحْدَانِيَّتِهِ ، وَكَمَالِ حِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ وَقُدْرَتِهِ ، وَأَنَّهُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ، فَلَا شَرِيكَ لَهُ يَخْلُقُ كَخَلْقِهِ ، وَيَخْتَارُ كَاخْتِيَارِهِ ، وَيُدَبِّرُ كَتَدْبِيرِهِ ، فَهَذَا الِاخْتِيَارُ وَالتَّدْبِيرُ وَالتَّخْصِيصُ ، الْمَشْهُودُ أَثَرُهُ فِي هَذَا الْعَالَمِ مِنْ أَعْظَمِ آيَاتِ رُبُوبِيَّتِه ِ، وَأَكْبَرِ شَوَاهِدِ وَحْدَانِيَّتِهِ ، وَصِفَاتِ كَمَالِهِ ، وَصِدْقِ رُسُلِهِ ." انتهى من "زاد المعاد" (1/40) وما بعدها.
ثالثا : من حكمة الله جل جلاله في تكريم بني آدم ، والله أعلم : أنهم المحل الذي قبل أمانة الرحمن ، والتي هي تكليفه وامتثاله للأمر والنهي باختياره ؛ فبعد أن عرضها على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها ، وحملها الإنسان ؛ أهله الله جل جلاله لهذا المقام السني ، فاجتباه ، واختاره واصطفاه ، وفضله على كثير ممن خلقه سواه.
ثم كان من مقتضى ذلك : أن فيهم صفوة خلقه ، من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، فيهم العلماء العاملون ، وفيهم المجاهدون ، وفيهم الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر ، وفيهم القائمون بأمر الله ، والدعوة إليه.
قال ابن القيم رحمه الله : " خلق الله سبحانه عباده المؤمنين وخلق كل شيء لأجلهم، كما قال تعالى: ( أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سخَّرَ لَكُمْ مَا فِى السَّمَوَاتِ وَمَا فِى الأَرْضِ وَأَسْبَغ َ عَلَيْكُمْ نِعمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ) وكرمهم وفضلهم على كثير ممن خلق ، فقال : ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آدَم وحملناهم فِى الْبِرِّ وَالْبَحْرِ وَرزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ) وقال لصالحيهم وصفوتهم: ( إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآل إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِين ) وقال لموسى : ( وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ) ، واتخذ منهم الخليلين ، والخلة أعلى درجات المحبة.
والله سبحانه لا يصطفى لنفسه إلا أعز الأشياء وأَشْرَفَهَا وأعظمها قيمة.
وإذا كان قد اختار العبد لنفسه ، وارتضاه لمعرفته ومحبته ، وبنى له داراً في جواره وقربه ، وجعل ملائكته خدَمه يسعون في مصالحه في يقظته ومنامه وحياته وموته ، ثم إنَّ العبد أبق عن سيده ومالكه ، معرضاً عن رضاه ، ثم لم يكفه ذلك حتى خامر عليه ، وصالح عدوه ووالاه من دونه ، وصار من جنده مؤثراً لمرضاته على مرضاة وليه ومالكه ، فقد باع نفسه- التي اشتراها منه إلهه ومالكه وجعل ثمنها جنته والنظر إلى وجهه- من عدوه وأبغض خلقه إليه ، واستبدل غضبه برضاه ولعنته برحمته ومحبته.
فأي مقت خلى هذا المخدوع عن نفسه لم يتعرض له من ربه ؟ قال تعالى : ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْملائِكَةِ اسْجُدُوا لآدم فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنْ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِى وَهُمْ لَكُمْ عَدُو، بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدلاً ) " انتهى من "طريق الهجرتين" (ص 240-241).
ثانيا : تكريم جنس بني آدم إنما هو على كثير ممن خلق الله ، وأفادت لفظة ( كثير ) أن هناك أجناسا لا يمكن القطع بتفضيل جنس الآدميين عليهم ، كالملائكة مثلا ، إذ لا يمكن القول بأن الآدمي الكافر أفضل عند الله من الملائكة.
فالملائكة أفضل من الكفار من بني آدم بلا شك ، وكذا مؤمنو الجن أفضل من كفار بني آدم وفساقهم.
قال ابن عاشور رحمه الله : " وَلَا شَكَّ أَنَّ إِقْحَامَ لَفْظِ ( كَثِيرٍ ) فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : ( وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا ) مُرَاد مِنْهُ التَّقْيِيد وَالِاحْتِرَازُ وَالتَّعْلِيمُ الَّذِي لَا غُرُورَ فِيهِ ، فَيُعْلَمُ مِنْهُ أَنَّ ثَمَّ مَخْلُوقَاتٍ غَيْرَ مُفَضَّلٍ عَلَيْهَا بَنُو آدَمَ ، تَكُونُ مُسَاوِيَةً ، أَوْ أَفْضَلَ ؛ إِجْمَالًا أَوْ تَفْصِيلًا.
وَتَبْيِينُهُ يُتَلَقَّى مِنَ الشَّرِيعَةِ فِيمَا بَيَّنَتْهُ مِنْ ذَلِكَ، وَمَا سَكَتَتْ فَلَا نَبْحَثُ عَنْهُ " انتهى من "التحرير والتنوير" (15/ 166).
فتحصل من ذلك : أن المرد في معرفة التفضيل إنما هو للشرع ، لا للعقل ، وما يقضي به.
ثم لا يظهر من التكلف في تشقيق السؤال في ذلك ثمرة ؛ بل على العبد أن يعلم أن لربه حكمة بالغة في خلقه ، كما له الحكمة البالغة في أمره ونهيه ، وأن يجعل همته مصروفة لمواقع رضى ربه منه ، فينشغل بها عما سواها.
وانظر للفائدة جواب السؤال رقم : (
129343
).والله تعالى أعلم ..
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | حكم تأجيل الإنجاب لمصلحة الزوجين- سؤال وجواب | لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي
- سؤال وجواب | أعاني من صديد المعدة والمغص. فماذا أتناول من الأطعمة؟
- سؤال وجواب | كنت مدمنا لعقار الترامادول هل أستطيع الاستمرار على تركه؟
- سؤال وجواب | هل يشترط أن تغطي المرأة صدرها وكتفها وظهرها بغطاء رأسها
- سؤال وجواب | ما السبب في اضطراب الدورة الشهرية عند ابنتي؟
- سؤال وجواب | حلف إلا يدخل ولده البيت إذا أجر سيارة للسفر فأجرها وتعطلت
- سؤال وجواب | شكوى الأزواج للأهل
- سؤال وجواب | يصح للمرأة أن تقرأ القرآن بدون حجاب
- سؤال وجواب | المانع ليوسف عليه السلام من الهم بامرأة العزيز
- سؤال وجواب | فضل العمل والكسب على تركه توكلا وتعبدا
- سؤال وجواب | أرغب في خطبة فتاة لكن لديّ تردد . فما توجيهكم؟
- سؤال وجواب | بعد انتقالنا إلى منزل جديد تغيرت حياتنا كليًا، فما سبب ذلك؟
- سؤال وجواب | أعاني من وجود غضروف في الظهر، ووجود تنميل في الرجل اليمنى.
- سؤال وجواب | حكة وألم في المنطقة الحساسة، كيف يمكنني معالجتها؟
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا