مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | لماذا قدر الله ما قدره من الأحداث والفتن في المسجد الحرام عبر الزمان وقد شرّفه وحرّمه ؟
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | بعد شهودي جنازة أصبت باختناق ودوخة، فما تشخيص ذلك؟- سؤال وجواب | ما هي الطريقة الصحيحة للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم؟
- سؤال وجواب | لا يلزم ممن حلف على عدم فعل أمر ففعله أن يكون متعمداً الكذب
- سؤال وجواب | هل كل ما نحياه قضاء وقدر؟ ما حقيقة القضاء والقدر؟
- سؤال وجواب | هل يعمل في بنك ربوي إذا فصل من عمله ولم يجد غيره
- سؤال وجواب | على من تجب نفقة الصغار إن لم يترك لهم أبوهم مالا
- سؤال وجواب | حكم العقيقة بلحم مستورد مذبوح
- سؤال وجواب | أعاني من ألم وحكة في فروة الرأس، فأين أجد العلاج الجذري؟
- سؤال وجواب | كفارة الأيمان على أشياء متنوعة
- سؤال وجواب | هل يمكنني إزالة الشعر الزائد بالليزر؟ وهل يسبب اسمرار البشرة?
- سؤال وجواب | هل هناك ضرر من الدخان والشاي الأخضر على من له كلية واحدة؟
- سؤال وجواب | كيف أتعامل مع أمي وهي تخطئ وتسيء إلي؟
- سؤال وجواب | حكم الانتفاع بالمال المشكوك في مصدره
- سؤال وجواب | فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه
- سؤال وجواب | أشعر بألم وانتفاخ في الخصية بعد ممارستي للعادة السرية. أفيدوني
قرأت في الإنترنت أن يزيد هدم الكعبة ، فهل هذا صحيح ؟ فالله يقول : إنه يؤمن بيته بنفسه ؛ كما أن السيول قد اجتاحت الكعبة قديما، وكذلك الفتنة التي وقعت في الثمانينات من رجل زعم أنه المهدي ! فلماذا أذن الله بوقوع مثل هذا ؟.
الحمد لله.
أولا : يجب التحري عند قراءة التاريخ ، وأخذه من مصادره الموثوقة ، وعدم اعتماد ما يتناقله الناس عبر الانترنت وغيره إلا بعد التأكد من صحته ؛ فإن كثيرا من الروايات التاريخية لا تصح ، بل إن كثيرا منها لا أصل له.
ثانيا : لا شك أن الله تعالى شرّف بيته وعظمه حيث جعله قبلة للناس ، ومن دخله كان آمنا ، قال تعالى : ( وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا ) البقرة /125.
قال السعدي : " أي: مرجعا يثوبون إليه ، لحصول منافعهم الدينية والدنيوية ، يترددون إليه ، ولا يقضون منه وطرا ، وجعله أمنا يأمن به كل أحد ، حتى الوحش ، وحتى الجمادات كالأشجار.
ولهذا كانوا في الجاهلية - على شركهم - يحترمونه أشد الاحترام ، ويجد أحدهم قاتل أبيه في الحرم ، فلا يهيجه ، فلما جاء الإسلام ، زاده حرمة وتعظيما ، وتشريفا وتكريما " انتهى من "تفسير السعدي" (ص 65).
وما حصل من أحداث في المسجد الحرام مما يخالف حرمته وتشريفه يحمل على أحد أمرين : أولهما : أن ذلك من إرادة الله الكونية القدرية التي يشاؤها بحكمته وعلمه ، ليبتلي الخلق ويختبرهم فيما شرعه وقضاه بحكمه.
والله عز وجل أمر بتطهير البيت وتعظيمه وتشريفه ، وقد حرمه الله تعالى ، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة ، ومن دخله كان آمنا ، هذا ما شرعه الله وأمر به ، وهذه هي المشيئة الشرعية.
ولكن هذه المشيئة قد تتخلف لحكمة يعلمها الله تعالى ويريدها ، فيقدر الرب سبحانه خلاف ما شرع وأحب ، فيقع ما لا يرضى ، من عدم تعظيم البيت والاستهانة به وبحقه وحرمته ، وعدم تأمين من يفد إليه من الحجاج والمعتمرين والزائرين ، كما حصل أيام القرامطة إذ قتلوا الحجيج ، وطموا بئر زمزم ، وقلعوا الحجر الأسود ، وأخذوه ونكلوا بالناس أشد تنكيل ، وهذه هي المشيئة القدرية التي يقدرها الله بحكمته وعلمه يبتلى الناس ويختبرهم بها لينظر كيف يعملون.
قال ابن كثير رحمه الله : " وروي عن بعضهم أنه قال : كنت في المسجد الحرام يوم التروية في مكان الطواف ، فحمل على رجل كان إلى جانبي فقتله القرمطي ، ثم قال : يا حمير، ورفع صوته بذلك ، أليس قلتم في بيتكم هذا : (ومن دخله كان آمنا) آل عمران/ 97 ، فأين الأمن ؟ قال : فقلت له : اسمع جوابك ، قال: نعم.
قلت : إنما أراد الله : فأمِّنُوه.
قال : فثنى رأس فرسه وانصرف "انتهى من "البداية والنهاية" (11 /183).
وقد يقدر الله عز وجل وقوع ما لا يحب ، وخلاف ما يأمر به لحكم كثيرة ، منها : - - حصول مقتضيات أسمائه وصفاته وآثارها.
- تمييز الخبيث من الطيب والمؤمن من الكافر والمطيع من العاصي.
- اصطفاء الشهداء واجتباء الصلحاء.
- رفع درجات من أراد الله بهم الحسنى من أهل السعادة.
ثانيا : هذه الأحداث التي حصلت لبيت الله الحرام لم تزده إلا حرمة وتشريفا ، ولو أن شيئا كيد بما كيد به البيت الحرام عبر العصور لما بقيت له اليوم من باقية ، ولكنك لا تجد البيت الحرام يزداد مع الأيام إلا شرفا ، ومع الأحداث إلا رفعة وحرمة في أعين المؤمنين وقلوبهم ، فتشتاق أفئدة الملايين من المسلمين في شتى بقاع الأرض إلى زيارته ، والصلاة فيه والطواف حوله.
وهذا وحده كاف لإثبات شرفه وحرمته ، وهو مما يدل على أن الله تعالى أراد بالبيت التعظيم والرفعة والحرمة شرعا وقدرا ، كما قال تعالى : ( وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) البقرة/ 125، 126.
قال ابن كثير رحمه الله : " ومضمون ما فسر به هؤلاء الأئمة هذه الآية : أن الله تعالى يذكر شرف البيت وما جعله موصوفًا به شرعًا وقدرًا من كونه مثابة للناس ، أي: جعله مَحَلا تشتاق إليه الأرواح وتحن إليه ، ولا تقضي منه وطرً ا، ولو ترددَت إليه كلَّ عام ، استجابة من الله تعالى لدعاء خليله إبراهيم ، عليه السلام، في قوله : ( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ) إلى أن قال: ( رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ) إبراهيم / 37 -40 ، ويصفه تعالى بأنه جعله أمنًا ؛ من دخله أمن ، ولو كان قد فعل ما فعل ، ثم دخله : كان آمنًا.
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : كان الرجل يلقى قاتل أبيه وأخيه فيه فلا يَعْرض له ، كما وصفها في سورة المائدة بقوله تعالى : ( جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ ) المائدة / 97.
أي: يُرْفَع عنهم بسبب تعظيمها السوءُ ، كما قال ابن عباس : لو لم يحج الناسُ هذا البيت لأطبق الله السماءَ على الأرض ".
انتهى من "تفسير ابن كثير" (1 /413).
وخلاصة الجواب عن هذه المسألة : أن ما حصل من أحداث للمسجد الحرام لم يزده إلا تشريفا وتعظيما ، وما وقع فيه من الشر والفتنة فمن قدر الله الذي شاءه سبحانه بحكمته وعلمه ؛ ليبتلي الناس ويختبرهم ويصطفي الأولياء والشهداء والأتقياء والأخيار من عباده.
والله تعالى أعلم ..
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | لا تلزم الكفارة إذا تحقق المقصود من اليمين- سؤال وجواب | حكم التأمين الحكومي بالتعاون مع شركة تأمين
- سؤال وجواب | حكم قراءة الروايات المحتوية على أوصاف غريبة للبشر
- سؤال وجواب | ما أعراض الإصابة بمرض السل؟ وما هو علاجه؟
- سؤال وجواب | لا يجب تتابع الصوم في كفارة اليمين
- سؤال وجواب | إحالة المدين على بنك ربوي وانتفاع الفقير بالفائدة
- سؤال وجواب | التحدث مع الأجنبية وزعم حسن النية
- سؤال وجواب | مات عن أخوين لأم وأختين لأم وأخوين لأب وأخت لأب وأبناء أخ لأب
- سؤال وجواب | حكم الرسوم الإدارية إذا كانت نسبة مرتبطة بالمبلغ
- سؤال وجواب | زكاة الدين الذي لا ينتظر رده
- سؤال وجواب | حكم منع الأولاد من زيارة جدتهم الكافرة والتي تمارس السحر
- سؤال وجواب | حلف أن يكتم سرا، فهل يجوز إفشاؤه للطبيب النفسي؟
- سؤال وجواب | حائرة بين دراسة الطب والإعلام
- سؤال وجواب | التعريف بدواء (زيروكسات) وبديله
- سؤال وجواب | قل حماسي لدراسة الطب وأريد التغيير من نفسي، ما نصيحتكم؟
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا