مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | تبين له أن شيخه يتعامل مع الجن
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | حديث إسماعيل بن أبي أويس في الصحيحين .- سؤال وجواب | أعيش وسط أسرتي ولكني أشعرُ بالغربة معهم لأنهم يكرهونني!
- سؤال وجواب | مرور الطفل بين يدي المصلي لا يبطل الصلاة
- سؤال وجواب | أعاني من حبوب وبقع متعددة الألوان في جسمي. فما سببها وعلاجها؟
- سؤال وجواب | لغو اليمين والشك في وقوعه لا يلزم منه شيء
- سؤال وجواب | هل التمرن على دراجة ثابتة يثبت الوزن ويحرق دهون الأرداف والبطن؟
- سؤال وجواب | تجسست على ضرة أختها
- سؤال وجواب | واجب الإمام والمأمومين إذا ترك الإمام سهوا الصلوات الإبراهيمية
- سؤال وجواب | مترددة في قبول الزواج ورفضه.
- سؤال وجواب | أعاني من تشققات في أسفل قدمي منذ الطفولة، فما العلاج؟
- سؤال وجواب | حكم الزواج ممن أسلمت وتابت من الزنا والتعدد دون علم بقية الزوجات
- سؤال وجواب | نزول دم أحمر من فتحة الشرج بدون ألم في غير وقت الدورة. على ما يدل؟!
- سؤال وجواب | هل الذي أصاب أختي نوع من السحر؟
- سؤال وجواب | موقف الشرع من تداوي المرأة عند طبيب
- سؤال وجواب | معنى: ورحمتي وسعت كل شيء
شاب يدرس عند شيخ يتعامل مع الجن لعلاج الملموسين والملموسات والمسحورين والمسحورات ، وقد علم الشاب بذلك متأخرا ، فهل يقطع دراسته عند هذا الشيخ ويترك المكان ؟ مع العلم أن دراسته على وشك الانتهاء ، وهذه الدراسة في العلوم الشرعية والقرآن.
وما حكم تدريس القرآن لهذا الشاب الذي يشرف عليه هذا الشيخ ؟ وما حكم الصدقة التي يأخذها هذا الطالب من هذا الشيخ ؟.
الحمد لله.
أولا : معاملة الجن خطرٌ عظيم ، وبابٌ من أبواب الشر والفساد ، طالما أصاب الناس من شره وآفته ، وحسبك في ذلك أن الشرك لم يدخل على الناس إلا من طريقهم ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم - مُخبرا عن تعليم الله عز وجل عباده بقوله - : ( وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمْ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا ) رواه مسلم (2865) وإن كان في الجن من المؤمنين والمسلمين كما فيهم من الكافرين الفاسقين ، غير أن احتجابهم عن الإنسان يحول دون الاطمئنان إلى أي منهم ، ويوجب الخوف من استدراجهم ، خاصة مع انتشار الجهل واشتهار البدع التي هي بريد الشرك ، فغالبا ما توقع هذه المخلوقات الإنسان فيما يحرم ، ثم لا تنفعهم أيضا إلا يسيرا.
وقد قال الله عز وجل : ( وأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ) الجن/6 لذلك كانت فتاوى أهل العلم بحرمة التعاطي مع الجن والتعامل معهم مطلقا – سواء في ذلك المؤمن منهم والكافر – وضرورة عدم التساهل في ذلك ، سدا لباب الفتنة والريبة ، ورعاية لقلوب الناس التي تملؤها الفطرة الإيمانية.
جاء في "الإنصاف" للمرداوي (10/351) : " قوله : ( فأما الذي يُعَزِّمُ على الجن ، ويزعم أنه يجمعها فتطيعه : فلا يكفر ولا يقتل ، ولكن يعزر ) فعلى المذهب : يعزر تعزيرا بليغا لا يبلغ به القتل على الصحيح من المذهب ، وقيل : يبلغ بتعزيره القتل " انتهى باختصار.
وجاء في "الموسوعة الفقهية" (14/18) : " أما الاستعانة بغير الله ، فإما أن تكون بالإنس أو الجن : فإن كانت الاستعانة بالجن فهي ممنوعة ، وقد تكون شركا وكفرا ، لقوله تعالى : ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ) الجن/6 "انتهى.
ويقول الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (تحت حديث رقم/2760) : " ومن هذا القبيل معالجة بعض المتظاهرين بالصلاح للناس بما يسمونه بـ " الطب الروحاني " ، سواء كان ذلك على الطريقة القديمة من اتصاله بقرينه من الجن - كما كانوا عليه في الجاهلية - أو بطريقة ما يسمى اليوم باستحضار الأرواح ، ونحوه عندي " التنويم المغناطيسي " ، فإن ذلك كله من الوسائل التي لا تُشرع ؛ لأن مرجعها إلى الاستعانة بالجن التي كانت من أسباب ضلال المشركين كما جاء في القرآن الكريم : ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ) الجن/6 ، أي : خوفا وإثما.
وادعاء بعض المبتلين بالاستعانة بهم أنهم إنما يستعينون بالصالحين منهم دعوى كاذبةٌ ؛ لأنهم مما لا يمكن - عادة - مخالطتهم ومعاشرتهم ، التي تكشف عن صلاحهم أو طلاحهم ، ونحن نعلم بالتجربة أن كثيرا ممن تصاحبهم أشد المصاحبة من الإنس ، يتبين لك أنهم لا يصلحون ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ) التغابن/14 هذا في الإنس الظاهر ، فما بالك بالجن الذين قال الله تعالى فيهم : ( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ) الأعراف/27 " انتهى.
وقد سبق في موقعنا نقل فتاوى أخرى لأهل العلم في هذا الموضوع في أجوبة الأسئلة الآتية : (
10518
) ، (11114
) ، (78546
) ثانيا : أول ما ينبغي لطالب العلم في طلبه تخير العلماء الثقات ، أهل الديانة والأمانة والورع ، فلا يحمل العلم إلا عَمَّن يؤخذ عنه بحقه ، وحقه العمل به بطاعة الله والتزام شرعه وأمره ، فإن للمعلم أكبر الأثر في نفس الطالب المتعلم ، ولا بد أن يتزين ذلك بتقوى الله عز وجل.عن إبراهيم النخعي قال : " كانوا إذا أتوا الرجل ليأخذوا عنه نظروا إلى سمته ، وإلى صلاته ، وإلى حاله ، ثم يأخذون عنه " انتهى.
"الجامع لأخلاق الراوي" (1/127) وقد ذكر العلماء ذلك فيما ينبغي على متعلم القرآن الكريم خاصة.
يقول النووي رحمه الله في "التبيان في آداب حملة القرآن" (ص/13) : " ولا يتعلم إلا ممن تكملت أهليته ، وظهرت ديانته ، وتحققت معرفته ، واشتهرت صيانته ، فقد قال محمد بن سيرين ومالك بن أنس وغيرهما من السلف : هذا العلم دين ، فانظروا عَمَّن تأخذون دينكم " انتهى.
وقال الزرنوجي رحمه الله في "تعليم المتعلم" (ص/7) : " ينبغي أن يختار الأعلم والأورع والأسن ، كما اختار أبو حنيفة حماد بن أبي سليمان بعد التأمل والتفكر ، وقال : وجدته شيخا وقورا حليما صبورا " انتهى.
ويقول ابن جماعة الكناني في كتابه "تذكرة السامع والمتكلم" (ص/133) : " ينبغي للطالب أن يقدم النظر ، ويستخير الله فيمن يأخذ العلم عنه ، ويكتسب حسن الأخلاق والآداب منه ، وليكن إن أمكن ممن كملت أهليته ، وتحققت شفقته ، وظهرت مروءته ، وعرفت عفته ، واشتهرت صيانته ، وكان أحسن تعليما ، وأجود تفهيما.
ولا يرغب الطالب في زيادة العلم مع نقص في ورع أو دين أو عدم خلق جميل ، فعن بعض السلف : " هذا العلم دين ، فانظروا عمن تأخذون دينكم ".
وإذا سبرت أحوال السلف والخلف لم تجد النفعَ يحصل غالبا ، والفلاحَ يُدرِك طالبًا إلا إذا كان للشيخ من التقوى نصيبٌ وافر ، وعلى نصحه للطلبة دليل ظاهر.
وكذلك إذا اعتبرت المصنفات ، وجدت الانتفاع بتصنيف الأتقى الأزهد أوفر ، والفلاح بالاشتغال به أكثر " انتهى.
ثالثا : فالنصيحة لهذا الطالب أن يترك ذلك المعلم الذي يستخدم الجن – إن ثبت ذلك عنه يقينا - ، ولا يأخذ عنه شيئا من العلم أو الخلق أو الدين ، فذلك أحوط لدينه ونفسه ، وأبرأ لذمته ، إن كان بمقدوره أن يعوض ما فاته ، ويكمل دراسته عند شيخ من أهل السنة والاستقامة.
وأما إن كان لا يوجد في بلده من أهل الاستقامة من يقوم له بذلك ، فالذي نراه أنه يكمل القدر اليسير المتبقي له من دراسته ، إذا كان الحال ما ذكر من أنه إنما يستخدم الجن في علاج المسحورين أو المرضى ، ولم يعرف عنه أنه يعمل بالسحر أو أذى المسلمين ، أو العدوان على أموالهم أو أعراضهم ، والقاعدة عند أهل العلم أنه يغتفر في الاستدامة ما لا يغتفر في الابتداء ؛ فنحن ، وإن كنا نمنع ابتداء أن يتعلم الطالب على شيخ من أهل البدع ، أو ممن يظهر عليه انحراف في علمه أو عمله ، ففي مثل حال السائل ، يرخص له في استمراره في هذه الدراسة حتى ينتهي ، لا سيما إن كان القدر المتبقي يسيرا ، ولا سيما ـ أيضا ـ إن كان في بلد يعز عليه أن يجد بديلا من أهل الاستقامة والسنة.
على أنه يؤيد ما ذكرناه هنا ـ أيضا ـ أن هذا الشيخ ربما كان يأخذ بقول من يقول بجواز استعمال الجن في الأمور المباحة ، كالتي ذكرت في السؤال ، فيكون متأولا معذورا ، لا نستطيع أن نبدعه أو نضلله.
وهذا القول ، وإن كان قال به بعض علماء أهل السنة ، إلا أن الصواب هو ما ذكرناه أولا ، من المنع من استخدام الجن مطلقا.
لكن الراجح في المسألة شيء ، وأعذار المتأولين شيء آخر.
رابعا : نصيحتنا في شأن الصدقة أيضا الاستغناء عنها ، والسعي الدائم إلى تحصيل العيش من كسب اليد ، من غير تقصير في طلب العلم ولا انهماك في طلب الرزق ، بل يكون معتدلا ، يتكفف عما في أيدي الناس ، ويجتهد في تعلم مسائل الدين ، وبذلك ينال رضى الله عز وجل.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ ) رواه مسلم (2699) لكن إن أعوزت الطالب الحيلة ، واضطر إلى الصدقة التي يعطيه إياها هذا المعلم ، فلا حرج عليه إن شاء من قبولها وأخذها.
والله أعلم ..
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | تنتابني دوخة وخفقان في القلب وضيق التنفس حينما أطيل السجود!- سؤال وجواب | من يدركه المغرب وهو في الطريق
- سؤال وجواب | حكم الصلاة خلف الكذاب
- سؤال وجواب | أصابني ألم في الساقين بعد استخدام جهاز المشي. فما السبب؟
- سؤال وجواب | طفلي مصاب بالصرع، كيف أتعامل معه؟
- سؤال وجواب | ضوابط جواز الألعاب الإلكترونية
- سؤال وجواب | هل يثبت الإسلام لمن يعتقد أن عيسى ابن الله ؟
- سؤال وجواب | حكم أخذ مكتب خدمات مبلغا من العميل مقابل تسديد رسوم حكومية
- سؤال وجواب | منهج مقترح لدراسة العلوم العربية
- سؤال وجواب | أم زوجي تتدخل في حياتي ولا تحسن معاملة أهلي، فما الحل؟
- سؤال وجواب | قراءة الكتب المنشورة دون إذن صاحبها
- سؤال وجواب | هل يتذكر الإنسان ما نسيه من القرآن يوم القيامة
- سؤال وجواب | كلما علمت أن أمي حامل أتضايق نفسيا. ماذا أفعل؟
- سؤال وجواب | نصيحة لفتاة معجبة بشاب معها في الجامعة.
- سؤال وجواب | عند القذف تصبح الخصية اليمنى كأنها غير موجودة! ما دلالة ذلك؟
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا