السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب في كلية الطب الفرقة الثانية، مررت بأزمات نفسية سيئة، وزاد القلق فيها، ولكن ارتبطت بمشاكل مثلا التنميل في اليد أو الرجل، ثم ذهبت لأكثر من طبيب أعصاب، وقال لا يوجد شيء بل هو شيء نفسي.

كما أجريت MRI والحمد لله فقد كان سليما، وكذلك cbc، وكذلك تحليل الغدة، ولكني أشعر بانقباضات عضلية، وعندما أنام تزداد ضربات قلبي كثيرا، وأشعر كأني أرتعش أو أهتز، لكن هذا لا يكون واضحا.

وعند النوم خاصة فترة العصر أو المغرب أستيقظ على هزة في رجلي أو يدي توقظني؛ وهذا يجعلني أفكر كثيرا، خاصة أني أشك في أي مرض، حتى أصبحت أحسد من ينام وقت العصر، فما سبب حالتي والهزة التي تنتابني أيضا؟ فهذا الموضوع جعلني لا أطيق الحياة...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كل ما تشكو منه هي أعراض بدنية للقلق والتوتر، وارتباطها بالنوم والأعراض كلها التي ذكرتها يا أخي الكريم هي أعراض للقلق والتوتر، أعراض بدنية وجسدية للقلق والتوتر؛ فكل الفحوصات سليمة؛ لأن القلق والتوتر مرض نفسي وليس عضويا، وأعراضه الجسدية مربوطة بالقلق والتوتر؛ ولذلك الفحوصات تكون سليمة.

الشيء الآخر المهم الذي أحب أن ألفت النظر إليه هو: أن دراسة الطب دراسة مرهقة، وفي كثير من الأحيان يكون هناك ضغوط على الطلاب؛ لأن مواد الطب كثيرة والتنافس فيها قوي، وقد يكون هذا أحد العوامل التي تؤدي إلى القلق والتوتر، ودائماً طلبة الطب يلجؤون إلى نومة العصر لتساعدهم في الاستذكار ليلاً والتركيز، وهذا أيضاً يكون يسبب الضغط، فدائماً وأنت مقبل على النوم تحب أن تنام في العصر لتحس باسترخاء وتجديد الطاقة للمذاكرة ليلاً.

فعليك يا -أخي الكريم- بمحاولة فعل أشياء تؤدي إلى الاسترخاء، وتنظيم الوقت، وعمل جدول؛ هذا يساعد كثير جداً، كما أن الرياضة مثل رياضة المشي يومياً لمدة نصف ساعة -لا تأخذ وقتاً طويلاً- تساعد في الاسترخاء.

وإذا كانت هناك أي مشاكل يجب عليك العمل على التعامل معها وحلها؛ فإن هذا يساعد كثير في التخلص من القلق في مرحلة الدراسة، ودائماً أيضاً يجب عليك أن تتحدث مع صديق؛ لأن الحديث عن المشاكل مع شخص صديق يساعد أيضاً في الاسترخاء، ويجعل الشخص لا يلجأ إلى الحل البدني، أي تتحول هذه المشاكل إلى أعراض بدنية بدلاً من أن يخرجها من داخل نفسه إلى الهواء مباشرة.

وفقك الله وسدد خطاك..