السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا شاب، بعمر 29 سنة، أعاني من اكتئاب شديد بسبب ظروف اجتماعية قاهرة سيئة جداً، قبل نحو شهرين تناولت حبة من دواء الفافرين الخاص بالاكتئاب، وبعد تناولها بـ 12 ساعة استيقظت من النوم مفزوعاً، وأشعر بغثيان شديد، وفجأة ضربات قلبي تزداد بشدة، بدأ جسدي ينتفض، وبدأت أفقد شيئاً من الوعي، وحدثت معي هلوسات، كانت تجربة مرعبة جداً أقرب إلى الموت! شعرت بحمة تخرج من قلبي، وتنتفض إلى أطرافي الأربعة، إضافة لارتجاع في المريء، وأذكر أن معدتي حاولت أن تستفرغ ما فيها، خفت الأعراض بعد دقائق، وبدأ يعود الوعي، الليلة التالية حدث لي نفس الفيلم المرعب، لكن حدته هذه المرة كانت نصف المرة الأولى، الليلة الثالثة أعتقد لم يحدث شيء، لكن الأعراض نفسها تزورني ليلة وتختفي عدة ليالٍ.

الأعراض كانت تخف حدتها مع كل مرة إلى أن وصلت لحد معين حالياً، وتبقى منها الاستيقاظ بفزع فجراً، مع زيادة ضربات القلب لمدة دقيقة بشكل مفاجىء، مع ثقل بالصدر، وارتجاع في المريء، وكل مرة نفس الطعم.

شعوري الشخصي وكأن جسدي يحاول أن يخرج ما تبقى من هذه المادة، تحدث معي مرة كل 7-10 أيام، طبعاً لم أتناول إلا حبة واحدة، ولم أكمل الدواء بعد أعراض تلك الليلة المشؤومة! قبل أسبوع أعتقد أني بالغت في تناول المخللات، فحدث لي ارتفاع ضغط غير مسبوق، وارتفاع في دقات القلب، الأعراض كانت عبارة عن قلق، وضيق تنفس شديد، آلام مبرحة في الصدر، وفقدان قليل من الوعي، وعدم القدرة على الحركة، استمرت معي آثار المشكلة بضع أيام حتى بدأت أشعر بآلام في منتصف البطن والظهر، وأحياناً في الصدر، وأشعر بعسر هضم، لا أعرف ماذا يحدث في جهازي الهضمي، وماذا فعلت هذه المادة في جسدي!..

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الإنسان عندما يتناول أي نوع من الأدوية، هذه الأدوية إذا أخذها الإنسان عن طريق الفم تمتص في المعدة، تذهب إلى الدم، ويقوم الكبد بتمثيلها أيضيًّا، أي حصرها في المواد الأوليّة، ومن ثمّ تذهب إلى الدم، وتعمل عملها في الأماكن المرجوة لذلك، إمَّا في المخ مثلاً أو في أي جزء من أجزاء الجسم، والفائض منها يتخلص منه الجسم عن طريق الكلى، فالكلى تعتبر مصفاة للجسم يمرَّ عليها الدم وتتخلص من كل المواد الزائدة عن حاجة الإنسان، وهذا التنظيم الرائع يحصل بانتظام دون إدراكٍ مِنَّا.

أخي الكريم: حبة الفافرين هذه التي أخذتها في خلال أربع وعشرين ساعة يكون الجسم تخلص منها نهائيًا ولا يبقى منها أي شيء في الجسم، هذه الطريقة التي يتعامل معها الجسم مع أي مواد دخيلة ومن بينها الأدوية.

أمَّا ما يحصل معك فهو نتيجة القلق والمرض الذي تعاني منه، وليس نتيجة من تناول الفافرين، الفافرين انتهى من الجسم نهائيًا، وأنت الآن تعاني من أعراض قلق وتوتر، وكل هذه أشياء نفسية، وعليك - يا أخي الكريم - بمتابعة طبيب نفسي وعدم تناول الأدوية بنفسك، دائمًا - أخي الكريم - نحن نحذّر من أخذ هذه الأدوية دون استشارة طبيب نفسي، لأن الطبيب النفسي هو أدرى بأي الأدوية الأنسب للشخص المعني وما هي الجرعة التي يبدأها، ويتدخل عند حدوث أي أعراض جانبية.

وفقك الله وسدد خطاك..