السلام عليكم.

أرجوكم ردوا علي؛ لأني أعاني، والذي لا يعاني لا يعرف حقيقة الألم، أرسلت رسالتين, أنا شاب عمري 20 ، أمارس العادة السرية منذ 8 سنوات، -والحمد لله- تركتها، وأنا الآن في حالة نفسية سيئة جدا، فقدت الثقة بنفسي، وفي الحالة الجسدية.

الانتصاب أصبح عندي غير منتظم، وأشعر دائما بأني غير سليم، حيث أصبحت منعزلا عن الناس منذ 5 سنوات، وتركت الدراسة منذ 5 سنوات، وأنا الآن مع ضغوطات الحياة، أريد الرجوع إلى الدراسة، وأواصل الجامعة، لكن أشعر أن الانتصاب لدي ليس عندي تحكم فيه، وحجم العضو غير طبيعي -يتراوح من 10 إلى 12سم.

وكيف أعالج الحساسية الزائدة في العضو؟ وكيف أتخلص من الطول الزائد؟ وكيف أعيد ثقتي بنفسي؟ وكيف أتخلص من الوساوس؟ أنا وصلت لدرجة أني لا أصلي الجمع في المسجد منذ 3 سنوات بسبب هذا الموضوع! وجزاكم الله خيرا، وجعله في ميزان حسناتكم...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأنت تعاني من القلق، وتعاني من الوسوسة، وكلها متمركزة حول العضو التناسلي، وألاحظ أيضًا أنك تعاني من شعور بالكآبة والكدر، وهذا من وجه نظري إفراز ثانوي لتركيزك على الأمور المتعلقة بالعادة السرية، وكذلك العضو التناسلي لديك.

كل ما هو وسواسي وقلقي يجب أن يحقّر، لأنه سخيف، وهذه الأفكار إذا لم تقاومها من خلال تحقيرها، فسوف تجعلك دائمًا مشغولاً حيالها، وهذا يؤدي إلى المزيد من الكآبة، وعدم الاستمتاع بالحياة.

اطرد هذه الأفكار، حقر هذه الأفكار، لا تهتم بهذه الأفكار، حجم العضو الذكري لديك طبيعي جدًّا، توقفك عن العادة السرية هو أمر مفرح وطيب وجميل، هذه عادة قبيحة وسيئة، ولا نعتقد أنها سرية الآن؛ لأن الكل يتحدث عنها بكل أسف.

أنا أعتقد أن شعورك بعدم الارتياح، والحالة النفسية السيئة التي أصبت بها ناتجة أيضًا من شعورك بالذنب حول ممارستك لهذه العادة، لأن هذا بالطبع لا يليق بمسلم متمسك بدينه، لكن أقول لك أن رحمة الله واسعة، وأنك اتخذت المسار الصحيح، ويحب ألا تقنط من رحمة الله أبدًا.

ما قمتَ به لم يكن صحيحًا، لكن في ذات الوقت ليس بالجسامة، وليس بالحجم الذي يجعلك تحس بكل هذا الكدر.، هي تجربة سيئة، أتركها خلف ظهرك، وابدأ حياة جديدة تقوم على التفاؤل، تقوم على الإنتاجية، وتأكيد الذات، وتنميتها وقبولها وتقديرها تقديرًا صحيحًا.

يجب ألا تحل مشكلة بمشكلة أخرى، لماذا تركت الوساوس تجعلك لا تذهب إلى الصلاة في المسجد؟! ليس صلاة الجمعة فقط، إنما الصلوات كلها يجب أن تؤديها في المسجد، فراجع نفسك، ولا بد أن تقتحم هذا التفكير السلبي الذي أطبق عليك، وأنا أحمل لك بشرى كبرى؛ وهي أن الأدوية المضادة للوساوس موجودة وفاعلة ومتميزة، وإن شاء الله تعالى سوف تعود عليك بخير كبير.

إذا تمكنت من الذهاب، ومقابلة طبيب نفسي، فهذا جيد، وإن لم تستطع، فيمكنك أن تتحصل على الدواء المضاد للوساوس من الصيدلية، وفي معظم الأحيان هذه الأدوية لا تحتاج لوصفة طبية.

من أفضل الأدوية التي نصفها في مثل حالتك الدواء الذي يعرف علميًا باسم (فلوكستين) ويعرف تجاريًا باسم (بروزاك) وله مسميات تجارية كثيرة، لكن الذي نعرفه أنه في السودان يوجد منتج هندي ممتاز، تنتجه شركة دوائية اسمها (صان فارما) فأرجو أن تسأل عن الدواء تحت مسماه العلمي.

جرعة البداية هي كبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة هي عشرين مليجرامًا، تناولها ليلاً بعد الأكل، وبعد شهر اجعلها كبسولتين في اليوم، وهذه هي الجرعة العلاجية الصحيحة المطلوبة في حالتك.

مدة العلاج على هذه الجرعة أربعة أشهر، بعد ذلك تخفض الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء، وهذا دواء سليم، فاعل وممتاز جدًّا.

اصرف انتباهك تمامًا عن هذا القلق، وهذه الوساوس والشعور بالإحباط، وذلك من خلال أن تكون فعالاً في حياتك، التواصل الاجتماعي في السودان متميز جدًّا، فأرجو أن يكون لك نصيبًا في ذلك، لأن ذلك سوف يطور من مهاراتك، ويساعدك على إدارة وقتك، ارجع إلى الدراسة، اترك الماضي خلفك، واعتبره فقط عبرة وخبرة.

ومن وجهة نظري أن من أهم الأشياء التي تساعد الناس على الإنجاز هو ألا يحكم الإنسان على نفسه بمشاعره، ولا ينقاد حسب هذه المشاعر، إنما يصر ويثابر ويبدأ في التطبيق لما يود أن يصل إليه.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك كثيرًا على التواصل مع في موقعنا سؤال وجواب..