مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | هل يجوز لخطيب الجمعة أن يستشهد بالشعر ويكثر منه؟
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | ما هو علاج آثار العادة السرية على المنطقة الحساسة؟- سؤال وجواب | تزكى الأسهم بقيمتها وقت وجوب الزكاة
- سؤال وجواب | حكم تشكيل الأشياء بالورق وذِكر ما يجوز منه وما لا يجوز
- سؤال وجواب | أحس بشهوة جنسية قوية وأفكر بالزنا. أريد نصيحتكم؟
- سؤال وجواب | من مفاسد مشاهدة الأفلام
- سؤال وجواب | هل ما أعانيه رهاب أم اضطراب الشخصية التجنبية أم غير ذلك؟
- سؤال وجواب | تعرفت على شاب وأرسلت له صورتي وأنا نادمة وخائفة، أفيدوني.
- سؤال وجواب | كيف أنهي علاقتي بشاب أخذ صوري بقصد التعارف للزواج؟
- سؤال وجواب | ماذا على القاتل خطأ إذا عفى أولياء القتيل عن الدية؟
- سؤال وجواب | حكم سقوط بعض قطرات من الماء المستعمل في ماء الوضوء
- سؤال وجواب | الطهارة بماء مغصوب أو سُخِّن بمغصوب
- سؤال وجواب | طفل لا يستطيع تحريك أطرافه ولا الجلوس، ما الحل؟
- سؤال وجواب | نصح العلماء للحاكمين من أفضل الجهاد
- سؤال وجواب | وضوء صاحب السلس بعد دخول وقت كل صلاة
- سؤال وجواب | ما رأيكم في التواصل بين الشاب والفتاة إلى حين التمكن من الزواج؟
في منطقتنا إمام شاب ، وهو كل جمعة في الخطبتين يستدل كثيراً بالشعر ، فما هو رأيكم ؟.
الحمد لله.
أولاً: أثنى الرسول صلى الله عليه وسلم على الشعر الذي يستعمله صاحبه لنصرة الإسلام ، ورد افتراءات المشركين ، فقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَسَّانَ بن ثابت رضي الله عنه : (اهْجُهُمْ وَجِبْرِيلُ مَعَكَ) رواه البخاري (3814) ومسلم (4541).
وقال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (اهْجُوا قُرَيْشًا ، فَإِنَّهُ أَشَدُّ عَلَيْهَا مِنْ رَشْقٍ بِالنَّبْلِ ) رواه مسلم (4545).
ومع ذلك فقد ذم الرسول صلى الله عليه وسلم من يشتغل بالشعر ، ويُقبل عليه ، ويعرض عن القرآن والعلم الشرعي.
فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْراً ).
رواه البخاري ( 5802 ) ومسلم ( 2258 ).
والحديث بوَّب عليه البخاري بقوله : " ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر حتى يصده ".
وعلَّق الحافظ ابن حجر بقوله : "تنبيه : مناسبة هذه المبالغة في ذم الشعر : أن الذين خوطبوا بذلك كانوا في غاية الإقبال عليه والاشتغال به ، فزجرهم عنه ؛ ليُقبلوا على القرآن ، وعلى ذِكر الله تعالى ، وعبادته " انتهى.
" فتح الباري " ( 10 / 550 ).
وقال النووي رحمه الله : "الصواب : أن المراد أن يكون الشعر غالباً عليه ، مستولياً عليه ، بحيث يشغله عن القرآن وغيره من العلوم الشرعية وذِكر الله تعالى ، وهذا مذموم من أي شعر كان ، فأما إذا كان القرآن والحديث وغيرهما من العلوم الشرعية هو الغالب عليه : فلا يضر حفظ اليسير من الشعر مع هذا ؛ لأن جوفه ليس ممتلئا شعراً " انتهى.
" شرح مسلم " ( 15 / 14 ).
وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله : "واعلم أن التحقيق الذي لا ينبغي العدول عنه أن الشعر كلام ، حسنه حسن ، وقبيحه قبيح ، ومن الأدلة القرآنية على ذلك : أنه تعالى لما ذم الشعراء بقوله : ( والشعرآء يَتَّبِعُهُمُ الغاوون أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ ) استثنى من ذلك الذين آمنوا وعملوا الصالحات في قوله : ( إِلاَّ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات وَذَكَرُواْ الله كَثِيراً ) الشعراء/ 227 ، وبما ذكرنا تعلم أن التحقيق أن الحديث الصحيح المصرح بأن امتلاء الجوف من القيح المفسد له خير من امتلائه من الشِّعر محمول على من أقبل على الشعر ، واشتغل به عن الذِّكر ، وتلاوة القرآن ، وطاعة الله تعالى ، وعلى الشعر القبيح المتضمن للكذب ، والباطل كذكر الخمر ومحاسن النساء الأجنبيات ونحو ذلك " انتهى.
" أضواء البيان " ( 6 / 165 ).
فليحذر الدعاة إلى الله وطلبة العلم والخطباء من فتنة الشِّعر ؛ فإن لها بريقاً يخطف الأبصار ، ولها حلاوة تسلب العقول ، وليحرص أن يمتلأ جوفه بكتاب الله ، ونصوص السنَّة ، ولا بأس من حفظ بعض الأشعار ، لكن ليس على حساب نصوص الوحي.
ثانياً : اختلف العلماء في حكم إنشاد الشِّعر في خطبة الجمعة ، فذهب بعضهم إلى المنع منه ، وأجازه آخرون بشرط عدم الإكثار منه.
والذين ذهبوا للمنع قالوا : لم نجد في السنَّة النبوية أي دليل على أنه صلى الله عليه وسلم كان ينشد الأبيات من الشعر على المنبر ، والذين قالوا بالجواز قالوا إن النبي صلى الله عليه وسلم أثنى على بعض الشعر ، وقال إن فيه حكمة ، فلا مانع من أن يأتي الخطيب في خطبته ببعض الأبيات ، على أن لا يكثر من ذلك ، وعلى أن لا يكون ذلك على حساب الأدلة الشرعية.
وممن قال بالمنع : الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله حيث قال : "ولا أعرف في خطب النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا في خطب الصحابة رضي الله عنهم الاستشهاد بالشعر ببيت فصاعداً ، وعلى هذا جرى التابعون لهم بالإحسان.
وقد استمرأ بعض الخطباء في القرن الرابع عشر تضمين خطبة الجمعة البيت من الشعر فأكثر ، بل ربما صار الاستشهاد بمقطوعات شعرية متعددة ، وربما كان إنشاد بيت لمبتدع ، أو زنديق ، أو ماجن ".
وقال أيضاً : "والمقام في خطبة الجمعة مقام له خصوصيات متعددة يخالف غيره من المقامات ، في الدروس ، والمحاضرات ، والوعظ ، والتذكير ، وهو مقام عظيم لتبليغ هذا الدين صافياً ، يجهر فيه الخطيب بنصوص الوحيين الشريفين ، وتعظيمهما في القلوب ، والبيان عنهما بما يليق بمكانتهما ومكانة فرائض الإسلام ، فلا أرى لك أيها الخطيب للجمعة إلا اجتناب الإنشاد في خطبة الجمعة ، تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وهو بك أجمل ، وبمقامك أكمل ، والله المستعان " انتهى.
" تصحيح الدعاء " ( ص 99 ).
وقد ذهب الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ، إلى جواز أن يستشهد خطيب الجمعة بأبيات من الشِّعر ، على أن يكون ذلك بقدر ، وبحسن اختيار.
فقد سئل الشيخ رحمه الله : هل الاستشهاد ببعض الشِّعر في خطبة الجمعة مما يحث على مكارم الأخلاق ، والجهاد في سبيل الله أمر مشروع ؟.
فأجاب: "لا شك بذلك ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ مِن الشِّعر لحكمة ) ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينشد مع الصحابة وهم يبنون المسجد ، ينشد معهم عليه الصلاة والسلام : والله لولا الله ما اهتدينا.
ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينةً علينا.
وثبت الأقدام إن لاقينا إن الألى قد بغوا علينا.
إذا أرادوا فتنة أبينا كان رافعا بها صوته يقول: أبينا ، أبينا ، أبينا ، كما أن عليه الصلاة والسلام أنشدهم وهم يحفرون الخندق.
فالمقصود : أن إنشاد الشعر الحق الطيب في الخطب ، والمواعظ ، والمحاضرات ، وخطب الجمعة ، والأعياد : لا بأس به ؛ لأنه يؤثر ، ويحصل به خير عظيم " انتهى.
" جريدة المدينة " العدد 9170 ، الثلاثاء 22 / 12 / 1412 هـ.
وهذا القول هو الراجح ، فلا بأس أن يستشهد خطيب الجمعة بما يراه مناسباً لخطبته من شعر يحتوي على بلاغة وفصاحة وتأثير في الناس ، على ألا يكثر من ذلك ، ولا يكون ذلك مقدماً عنده على نصوص الوحيين : القرآن والسنة.
والله أعلم.
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | هل أعود إليه وقد تركني وترك الحديث معي؟- سؤال وجواب | جرح يخرج دماً في أسفل الظهر.
- سؤال وجواب | تعمد إنزال المني مفسد للصوم موجب للقضاء
- سؤال وجواب | جواز حضور الجنب تغسيل الميت
- سؤال وجواب | أحكام التخلص من المال الحرام بعد التوبة
- سؤال وجواب | متى تجب زكاة الأسهم ومتى لا تجب
- سؤال وجواب | ما حكم مشاهدة الأفلام الوثائقية المشتملة على بعض المحاذير الشرعية؟
- سؤال وجواب | أشعر بألم في أصبع قدمي وآلام متنوعة في جسمي، فما العلاج لها؟
- سؤال وجواب | كلمة الحق عند السلطان الجائر هل تعني الخروج عليه؟
- سؤال وجواب | ما سبب التعب والوهن الذي ينتابني في فصلي الربيع والخريف؟
- سؤال وجواب | أتقلب بين التوبة والعودة للذنب، فماذا أفعل؟
- سؤال وجواب | لا يكون الحديث مضطربا إذا أمكن الجمع والترجيح
- سؤال وجواب | هل لرخاوة المفاصل علاج يخلصني منها؟
- سؤال وجواب | قراءة (فلا يخاف عقباها) (ولا يخاف)
- سؤال وجواب | يستقبل الطوارئ والحوادث في المستشفى ، فهل يجوز له ترك صلاة الجمعة ؟
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا