السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سألتكم قبل هذه المرة، ولكنني لم أوضح السؤال بالطريقة الصحيحة، لذلك سوف أعيد لكم السؤال مرة أخرى.

عند انتهاء الدورة، أدخلت القطن في مهبلي وأخرجته ثلاث مرات في الوقت نفسه، ولم يظهر لي سوى ثلاث نقاط صغيرة جداً، لونها أصفر، ولم يظهر الدم، وقد فعلت ذلك للتأكد من انتهاء الدورة، أعلم بأنني أخطأت، ونادمة على ذلك، بعدها شعرت بألم استمر خمسة أيام، لا أخفيكم سراً بأنني شعرت بالخوف الشديد؛ لأنني ظننت بأنني فقدت بكارتي، فالألم الذي شعرت به أدخلني في دوامة الخوف، ولا يمكنني الذهاب إلى الطبيبة لأن عائلتي محافظة.

وبعدها بحوالي (12) ساعة، نزل مني دم لونه بني، وأصبح يأتي بين فترة وأخرى لمدة يومين، وبعد ما فعلته بأسبوعين أو ثلاثة أسابيع، أصبحت تنزل مني الإفرازات المخاطية اللزجة على شكل خيوط، وصرت أجد صعوبة في نزولها، لأنها لزجة، وتكون ملاصقة للمهبل، فلا ينزل إلا جزء بسيط منها، ويتبقى الآخر معلقاً لا ينزل إلا عند رش الماء عليه، أو عند سحبه بالمنديل -لا أستطيع التوضيح، لكنني أرجو أن تكونوا قد فهمتم قصدي-، واستمرت الإفرازات لمدة أربعة أيام، وكلما نزلت شعرت بالألم، فهل فقدت بكارتي أم لا؟ علماً بأنني لأول مرة أقوم بإدخال شيء في المهبل.

بعد شهر نزلت الدورة، وأصبح ينزل مني الدم البني، أو قطع بنية مائلة إلى السواد لمدة ثلاثة أيام، فما هو سببها؟ وهل هي بسبب ما فعلت من إدخال القطن؟ علماً بأن هذا الدم البني كان ينزل مني عند انتهاء الدورة، ولكنها كانت تنزل لمدة يوم واحد، لكن المدة زادت عن السابق.

وأخيراً بعد فعلتي تلك التي حدثت منذ شهر تقريباً، أشعر بالألم في تلك المنطقة حينما أرقص، ومرة بعد الانتهاء من الرقص نزلت مني تلك الإفرازات المخاطية، علماً بأن رقصي لطيف، وليس فيه أي نوع من أنواع العنف أو القوة، فهل الدم البني الذي ينزل مني بعد الانتهاء من الدورة يعد طاهراً؟ وهل تقبل مني الصلاة والصيام؟

وشكراً.

الجواب :

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أطمئنك ثانية -يا ابنتي-، فأن ما قمت بفعله من إدخال قطنة للتأكد من الطهر, لم ولن يكون له تأثير على غشاء البكارة, أما سبب الألم الذي حدث لمدة خمسة أيام من تلك الحادثة, فهو التخريش الذي سببته القطنة لفتحة المهبل وفتحة البول.

وبالنسبة للدم الذي نزل بلون بني بعد (12) ساعة, فهو ليس من غشاء البكارة بكل تأكيد, بل هو من بقايا الدورة الشهرية.

وبالنسبة للإفرازات المخاطية التي نزلت بعد أسبوعين, واستمرت أربعة أيام, فهي ناتجة عن حدوث الإباضة, وهذا أمر لا يستدعي الخوف، بل على العكس هو أمر مطمئن, ويدل على أن الخصوبة عندك جيدة -إن شاء الله تعالى-.

وبالنسبة للدم البني الذي نزل مدة ثلاثة أيام بعد انتهاء الدورة, فإذا كان طول مدة الحيض, مضافاً إليها هذه الأيام الثلاثة, لم يتجاوز تسعة أيام, فهنا يجب اعتبار هذه الثلاثة الأيام من أيام الحيض, حتى لو كان شكل الدم فيها مختلفاً عما اعتدت عليه, أما إذا كان المجموع أكثر من تسعة أيام, فهنا يجب اعتبار أول تسعة أيام هي الحيض, وما زاد عن تسعة أيام هي استحاضة, وهذا الكلام هو من الناحية الطبية, والعلم عند الله عز وجل.

إن الرياضة أو الرقص أو أي مجهود يزيد الضغط داخل البطن, يمكن أن يؤدي إلى خروج الإفرازات التي تكون متجمعة بشكل طبيعي في قناة عنق الرحم, وهذا لا ضرر منه, بل هو أمر طبيعي ومتوقع, وسيتشكل بدلاً عنها إفرازات جديدة تغطي عنق الرحم مرة ثانية.

اطمئني -يا ابنتي-, فأنت طبيعية وسليمة -والحمد لله-.

نسأله عز وجل أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى دائماً.

+++++++++++++++++
انتهت إجابة: د. رغدة عكاشة … استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم.

تليه إجابة: الشيخ/ أحمد الفودعي … مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
+++++++++++++++++
مرحباً بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات .

من الناحية الشرعية الكلام عن الكدرة والصفرة كالتالي:
أولاً: ماهي الصفرة؟ وماهي الكدرة؟
الصفرة هي: سائل أصفر يشبه صفار البيض، والكدرة يشبه الماء الذي وضع فيه تراب وخلط به فتكدر لونه، فإذا كان البني الذي تقصدينه من هذا القبيل فهو الكدرة.

ثانياً: متى نعتبر الكدرة والصفرة حيضاً؟ ومتى نعدها استحاضة؟
الجواب: إن الكدرة والصفرة تعتبر حيضاً في حالتين:
الحالة الأولى: إذا كانت متصلةً بالدم ولم يتجاوز مجموعها مع الدم خمسة عشر يوماً، فإذا نزلت متصلةً بالدم، بمعنى إنه لم يفصل بينها وبين الدم فاصل، وكان مجموعها مع الدم خمسة عشر يوما أو أقل، فهذه الكدرة والصفرة حيض.
الحالة الثانية: أن يفصلها فاصل من النقاء والطهر عن الدم، ولكنها لا تزال داخل أيام العادة في هذه الحالة تعتبر حيضاً أيضاً، هذا ما نفتي به نحن في موقعنا من خلاف طويل بين الفقهاء، وهو سهل واضح بين -إن شاء الله-.

أما الإفرازات الأخرى الذي تكلمت عنها البيضاء الذي تنزل بعد انقطاع الدم بأيام، فهذه قطعاً ليست حيضاً؛ لأنها ليست من ألوان الدماء إذا عرفت هذا، فاعلمي أنه في الأحوال التي تعد الكدرة والصفرة حيضاً فإنها تعطى أحكام الدم، أعني دم الحيض، وتنتظرين إلى انقطاعها، وبعد انقطاعها تغتسلين اغتسال الحيض، أما الأحوال التي لا تعد فيها الكدرة والصفرة حيضاً، فهي استحاضة لا تمنع الصوم ولا الصلاة، بل الواجب أن تتوضئي لكل صلاة بعد دخول وقتها بعد الاستنجاء، وشد خرقة على الفرج، لتمنع نزول هذه الإفرازات وانتشارها، وإذ توضأت كذلك، أعني على هذه الصورة، فلك أن تصلي ما شئت من الصلوات، إلى أن يخرج وقت هذه الصلاة، فإذا دخل وقت الصلاة الثانية، احتجت إلى وضوء جديد وهكذا.

نرجو بهذا -إن شاء الله- أن يكون الحكم الشرعي قد اتضح لك بارك الله فيك.