أرجو أن تسع رحابة صدركم سؤالي.
فعندي مشكلة اجتماعية حاولت الانتحار من أجلها وأرجو مساعدتكم كي لا أعود للانتحار.
أنا متزوجة من رجل كل ما أقول عنه إنه جيد بكل المواصفات، ومشكلتي هي مع أهلي الذين انقلبوا علي بعد زواجي منه، علما أني زواجي منه برضاهم واختيارهم لأنني لم أكن أعرف زوجي قبل الزواج ولا أي رجل آخر والحمد لله رب العالمين، ولكن بعد الزواج والسفر للسعودية لمرافقة زوجي بدأت المشاكل مع أمي التي بدأت تصفني بالمغفلة، وكل الصفات السيئة؛ لأنني لا أتكلم لها عن حياتي الزوجية الخاصة بناء على رغبة زوجي ولقناعتي بعدم جدوى ذلك، وبسبب ذلك كادت لي أمي ومنعت إخوتي بالتواصل معي، وأنا هنا وحيدة وكلما كلمتها نعتتني بأبشع الصفات؛ لأنني أثق بزوجي وحاولت كثيرا الإصلاح دون جدوى، وتقوم بمخاصمتي وعدم التكلم معي لأي سبب بسيطا كان أو كبيرا، مما أوصلني للانتحار لذلك، والحمد لله لم أنجح في ذلك وتبت إلى الله ، ورجعت إلى سوريا لإصلاح الأمر معها، وهي على ما هي عليه دون أي تحسن، واكتشفت مؤخرا سبب العداء ذلك هو كرهها لزوجي وحقدها عليه لأسباب والله العظيم كلها غير مقنعة، ولكن للأسف ماذا أقول عن أمي هل أصفها بالحقد أم ذلك من عقوق الوالدين؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فطاعة المرأة لزوجها من أوجب الواجبات التي فرضها الله عليها، قال صلى الله عليه وسلم: إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي من أي أبواب الجنة شئت.
رواه أحمد.وعن حصين بن محصن قال: حدثتني عمتي قالت: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في بعض حاجة فقال: أي هذه، أذات بعل أنت؟ قلت نعم: قال: كيف أنت له؟ قالت ما آلوه إلا ما عجزت عنه.
قال: فأين أنت منه، فإنما هو جنتك أو نارك.
رواه مالك والحاكم وغيرهما.ولتعلم الزوجة أن حق الزوج مقدم على سائر الحقوق بعد حق الله وحق رسوله صلى الله عليه وسلم، وطاعته مقدمة على طاعة الأم والأب ، والقيام بحقوقه مقدم على القيام بحقوق الوالدين فمن دونهما، وهذا أمر معروف وأدلته مستفيضة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى: المرأة إذا تزوجت كان زوجها أملك بها من أبويها وطاعة زوجها عليها أوجب.
انتهى.وعلى ذلك فالواجب عليك أن تسافري لزوجك حيث طلب ذلك منك، وأن أدى ذلك إلى غضب أمك عليك، فإن غضبها في هذه الحالة لا عبرة به، لأنه في معصية الله .وعليك بعد ذلك أن تصبري على أمك وعلى إساءاتها إليك، وأن تقابلي تصرفاتها بالعفو والصفح، فحقها عليك عظيم، واعلمي أن تقصيرها في حقك وإساءتها إليك لا يسوغ لك مقابلته بالمثل، وليكن الإحسان إليها ومجاملتها في غير معصية الله ، فلا يجوز لك مثلا أن تخرجي أسرار بيتك التي يكره زوجك خروجها إرضاء لأمك؛ لأن هذا من الخيانة.
وقد بينا هذا في الفتويين رقم:
ولمزيد الفائدة يمكن مراجعة الفتوى رقم: