سؤال و جواب . كوم
سؤال وجواب | نبذة عن حياة الشيخ الطاهر ابن عاشور وعقيدته ومنهجه في التفسير
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | قيام الليل يحصل بتلاوة القرآن- سؤال وجواب | ما علاج النحافة والنحنحة أثناء القراءة؟
- سؤال وجواب | بنتي عنيدة ولا تسمع النصح، ما توجيهكم؟
- سؤال وجواب | كفارة تأخير القضاء هل تدفع للجمعية الخيرية وهل تصرف في إفطار الصائمين
- سؤال وجواب | اشترى ذهبا فوجد فيه عيبًا، فهل يرده أم يستبدله؟
- سؤال وجواب | هل يجوز الإفطار لتناول الدواء؟ وهل تلزم الكفارة من لم يستطع قضاء الصيام؟
- سؤال وجواب | كيفية توجيه المراهقة غير الملتزمة
- سؤال وجواب | هل أجاز ابن حجر العسقلاني الاحتفال بالمولد النبوي
- سؤال وجواب | تفاعلت من الوساوس التي أصابتني وأريد التخلص منها، ساعدوني
- سؤال وجواب | لو ساعدا غارما وجيها يستطيع أن يرفع عنه ظلما هل يكون رشوة؟
- سؤال وجواب | يزال التشوه بعملية تجميلية وليس بالوشم
- سؤال وجواب | حكم التعامل مع شركة كليك نت القائمة على التسويق الشبكي
- سؤال وجواب | كيفية التغلب على وساوس الطهارة والصلاة
- سؤال وجواب | الوساوس المتعلق بالطهارة والصلاة وعلاجها السلوكي والدوائي
- سؤال وجواب | قراءة سورة الإخلاص بعد الدفن بدعة
نريد منكم نبذة عن كتاب "التحرير والتنوير" وصاحبه محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله ، ومنهجه وعقيدته ، ورأيكم في الكتاب بشكل عام ؟.
الحمد لله.
أولاً : ابن عاشور هو : العلامة المفسر محمد الطَّاهر بن محمد بن محمد الطَّاهر بن عاشور ، ولد في تونس سنة (1296) هـ ، الموافق (1879) م ، وهو من أسرة علمية عريقة.
برز في عدد من العلوم ونبغ فيها ، كعلم الشريعة واللغة والأدب ، وكان متقنا للُّغة الفرنسية ، وعضواَ مراسَلاً في مجمع اللغة العربية في دمشق والقاهرة ، تولى مناصب علمية وإدارية بارزة كالتدريس ، والقضاء ، والإفتاء ، وتم تعيينه شيخاً لجامع الزيتونة.
ألف عشرات الكتب في التفسير ، والحديث ، والأصول ، واللغة ، وغيرها من العلوم ، منها تفسيره المسمَّى : " التحرير والتنوير" ، و" مقاصد الشريعة " ، و" كشف المغطا من المعاني والألفاظ الواقعة في الموطأ " ، و" أصول الإنشاء والخطابة " ، و" النظر الفسيح عند مضايق الأنظار في الجامع الصحيح " ، وغيرها من الكتب النافعة.
توفي في تونس سنة (1394) هـ ، الموافق (1973) م، عن عمر يناهز الـ (98) عاماً.
قال عنه صديقه الشيخ محمد الخضر حسين شيخ الجامع الأزهر رحمه الله : " وللأستاذ فصاحةُ منطقٍ ، وبراعةُ بيانٍ ، ويضيف إلى غزارة العلم وقوّة النظر : صفاءَ الذوق ، وسعة الاطلاع في آداب اللغة.
كنت أرى فيه لساناً لهجته الصدق ،.
وهمَّةً طمَّاحة إلى المعالي ، وجِداً في العمل لا يَمَسه كلل ، ومحافظة على واجبات الدين وآدابه.
وبالإجمال ليس إعجابي بوضاءة أخلاقه وسماحة آدابه بأقل من إعجابي بعبقريته في العلم" انتهى.
ووصفه العلاّمة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله قائلاً : " عَلَم من الأعلام الذين يعدّهم التاريخ الحاضر من ذخائره ، فهو إمام متبحِّر في العلوم الإسلامية ، مستقلّ في الاستدلال ، واسع الثراء من كنوزها ، فسيح الذرع بتحمّلها ، نافذ البصيرة في معقولها ، وافر الاطلاع على المنقول منها ، أقْرَأ ، وأفاد ، وتخرَّجت عليه طبقات ممتازة في التحقيق العلمي" انتهى.
ثانياً : أما تفسيره ، فاسمه الكامل : " تحرير المعنى السديد ، وتنوير العقل الجديد ، في تفسير الكتاب المجيد" ، ثم سمي اختصاراً بـ " التحرير والتنوير".
وهو تفسير قيم ، أمضى في تفسيره قرابة الأربعين عاماً ، وقد اشتمل على كثير من الفوائد واللطائف والتحريرات ، مع الحرص على تلمس الحِكم من الأحكام والتشريعات , والإكثار من النقول عن الأئمة والعلماء في شتى العلوم سواء كانت شرعية أو لغوية أو بلاغية أو غيرها من فروع العلم.
وقد بين منهجه فيه في مقدمته فقال : " وَقَدِ اهْتَمَمْتُ فِي تَفْسِيرِي هَذَا بِبَيَانِ وُجُوهِ الْإِعْجَازِ ، وَنُكَتِ الْبَلَاغَةِ الْعَرَبِيَّةِ ، وَأَسَالِيبِ الِاسْتِعْمَالِ ، وَاهْتَمَمْتُ أَيْضًا بِبَيَانِ تَنَاسُبِ اتِّصَالِ الْآيِ بَعْضِهَا بِبَعْضٍ.
وَلَمْ أُغَادِرْ سُورَةً إِلَّا بَيَّنْتُ مَا أُحِيطُ بِهِ مِنْ أَغْرَاضِهَا ؛ لِئَلَّا يَكُونَ النَّاظِرُ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ مَقْصُورًا عَلَى بَيَانِ مُفْرَدَاتِهِ وَمَعَانِي جُمَلِهِ كَأَنَّهَا فِقَرٌ مُتَفَرِّقَةٌ تَصْرِفُهُ عَنْ رَوْعَةِ انْسِجَامِهِ وَتَحْجُبُ عَنْهُ رَوَائِعَ جَمَالِهِ.
وَاهْتَمَمْتُ بِتَبْيِينِ مَعَانِي الْمُفْرَدَاتِ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ ، بِضَبْطٍ وَتَحْقِيقٍ مِمَّا خَلَتْ عَنْ ضَبْطِ كَثِيرٍ مِنْهُ قَوَامِيسُ اللُّغَةِ.
وَعَسَى أَنْ يَجِدَ فِيهِ الْمُطَالِعُ تَحْقِيقَ مُرَادِهِ ، وَيَتَنَاوَلَ مِنْهُ فَوَائِدَ وَنُكَتًا عَلَى قَدْرِ اسْتِعْدَادِهِ ، فَإِنِّي بَذَلْتُ الْجُهْدَ فِي الْكَشْفِ عَنْ نُكَتٍ مِنْ مَعَانِي الْقُرْآنِ وَإِعْجَازِهِ خَلَتْ عَنْهَا التَّفَاسِيرُ ، وَمِنْ أَسَالِيبِ الِاسْتِعْمَالِ الْفَصِيحِ مَا تَصْبُو إِلَيْهِ هِمَمُ النَّحَارِيرِ ، بِحَيْثُ سَاوَى هَذَا التَّفْسِيرُ عَلَى اخْتِصَارِهِ مُطَوَّلَاتِ الْقَمَاطِيرِ ، فَفِيهِ أَحْسَنُ مَا فِي التَّفَاسِير ِ، وَفِيهِ أَحْسَنُ مِمَّا فِي التَّفَاسِير ، وَسَمَّيْتُهُ : تَحْرِيرَ الْمَعْنَى السَّدِيدِ وَتَنْوِيرَ الْعَقْلِ الْجَدِيدِ مِنْ تَفْسِيرِ الْكِتَابِ الْمَجِيدِ، وَاخْتَصَرْتُ هَذَا الِاسْمَ بِاسْمِ : التَّحْرِيرِ وَالتَّنْوِيرِ مِنَ التَّفْسِير".
انتهى من "التحرير والتنوير" (1/8).
والكتاب يعد بحق من أحسن تفاسير المعاصرين وأرسخها علما ، وأقواها تحقيقا ، مع ما فيه من بعض المآخذ والتي لم يسلم منها كتاب من كتب التفسير في الغالب ، وهي مغمورة في بحر فوائده.
ثالثاً : أما عقيدته ، فالطاهر ابن عاشور رحمه الله كان في مسائل الاعتقاد وعلم الكلام : على مذهب الأشاعرة من حيث الأصل.
وهذا معروف مشهور ، ويدل عليه قوله في تفسير قوله تعالى : ( قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) البقرة/38-39 ، والخلاف بين المعتزلة والأشاعرة في مسألة "الهداية والتوفيق" : ".
كانت الْآيَةُ أَسْعَدَ بِمَذْهَبِنَا أَيُّهَا الْأَشَاعِرَةَ مِنْ عَدَمِ وُجُوبِ الْهُدَى كُلِّهِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى لَوْ شِئْنَا أَنْ نَسْتَدِلَّ بِهَا عَلَى ذَلِكَ كَمَا فَعَلَ الْبَيْضَاوِيُّ وَلَكِنَّا لَا نَرَاهَا وَارِدَةً لِأَجْلِهِ " انتهى من "التحرير والتنوير" (1/443).
وقال أيضا رحمه الله : "وَوَصْفُ الضَّلَالِ بِالْمُبِينِ دُونَ وَصْفِ الْهُدَى بِالْمُبِينِ لِأَنَّ حَقِيقَةَ الْهُدَى مَقُولٌ عَلَيْهَا بِالتَّوَاطُؤِ وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ أَصْحَابِنَا الْأَشَاعِرَةِ: الْإِيمَانُ لَا يَزِيدُ وَلَا يَنْقُصُ فِي ذَاتِهِ ، وَإِنَّمَا زِيَادَتُهُ بِكَثْرَةِ الطَّاعَاتِ ، وَأَمَّا الْكُفْرُ فَيَكُونُ بِإِنْكَارِ بَعْضِ الْمُعْتَقَدَاتِ ، وَبِإِنْكَارِ جَمِيعِهَا ، وَكُلُّ ذَلِكَ يَصْدُقُ عَلَيْهِ الْكُفْرُ.
وَلِذَلِكَ قِيلَ كُفْرٌ دُونَ كُفْرٍ ، فَوَصَفَ كُفْرَهُمْ بِأَنَّهُ أَشَدُّ الْكُفْرِ ، فَإِنَّ الْمُبِينَ هُوَ الْوَاضِحُ فِي جِنْسِهِ الْبَالِغُ غَايَة حَده " (22/193).
وينظر أيضا : "التحرير والتنوير" (16/187) ، (30/147).
وينظر أيضا كتاب : "أليس الصبح بقريب" له (184).
ويظهر اعتقاد العلامة ابن عاشور رحمه الله واضحا في موقفه من نصوص الصفات ، فهو إما أن يؤولها ، وإما أن يفوضها ، وهذان طريقان معروفان للأشاعرة ، وكلاهما مخالف لمذهب السلف في باب الصفات : حيث يثبتونها على ما يعرف من معناها في لغة العرب ، من غير تأويل لها ، أو تشبيه لصفات الله تعالى بصفات خلقه ، أو تمثيل لها ، جل الله تعالى عن كل عيب ونقصان.
وينظر في ذلك تفسيره للإتيان (2/284) والاستواء (16/187) ، واليدين (23/302).
وعلى كل حال ، فهذا أمر واضح ظاهر لمن طالع تفسيره بأدنى نظر ، فلا حاجة لنقل نصوص تدل عليه هنا.
ولا يمنع هذا أن العلامة الشيخ ابن عاشور ربما خالف أصحابه الأشاعرة في بعض المسائل ، أو بعض التقريرات ؛ فقد كان عالما كبيرا ، محققا مجتهدا ، ينفرد ببعض التحقيقات ، ويورد بعض انتقادات على ما يقرره أصحابه ، أو بعضهم.
ففي تفسير قول الله تعالى : (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ) النساء/164 ، يورد كلاما كثيرا ، ومباحث حول الآية ، ويذكر خلاف المتكلمين حول صفة الكلام ، ثم يقول : "فَاحْتِجَاجُ كَثِيرٍ مِنَ الْأَشَاعِرَةِ بِهَذِهِ الْآيَةِ عَلَى كَوْنِ الْكَلَامِ الَّذِي سَمِعَهُ مُوسَى الصِّفَةَ الذَّاتِيَّةَ الْقَائِمَةَ بِاللَّهِ تَعَالَى احْتِجَاجٌ ضَعِيفٌ " (6/39).
وينظر أيضا : نقده لتقرير الأشاعرة في مسألة "وجوب النظر" وأنه لم ير جوابا للأشاعرة عن بعض ما اعترض عليهم به.
(6/42).
وكذلك نقده لتقرير أصحابه في نفي "الحكمة والتعليل" عن أفعال الله تعالى (1/380).
وللاستزادة والوقوف على تفاصيل حياته والتعرف على منهجه ومؤلفاته ، ينظر : * كتاب : " شيخ الجامع الأعظم محمد الطاهر بن عاشور " تأليف : بلقاسم الغالي.
* كتاب : " محمد الطاهر بن عاشور علامة الفقه وأصوله ، والتفسير وعلومه " تأليف : خالد الطباع.
* مقدمة كتاب : " مقاصد الشريعة لابن عاشور " تحقيق : محمد الطاهر الميساوي.
* كتاب : " التقريب لتفسير التحرير والتنوير" تأليف: محمد بن إبراهيم الحمد.
* كتاب " تراجم لتسعة من الأعلام " تأليف : محمد بن إبراهيم الحمد.
والله أعلم.
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | المسح على اللصقة في الوضوء- سؤال وجواب | مات عن أم وزوجة وخمس بنات وأخوين وأختين
- سؤال وجواب | زكاة من لديها ذهب للزينة لم يبلغ النصاب وعندها مال
- سؤال وجواب | كيف يمكنني التخلص من الأفكار السلبية؟
- سؤال وجواب | سبب كون الاستغاثة بغير الله شركا
- سؤال وجواب | ما سبب ألم الثدي وانتفاخ القدمين والصدفية؟
- سؤال وجواب | عدم زواج الابن إلا بعد مرور عيد على وفاة أبيه من البدع
- سؤال وجواب | أعاني من فصام ووسواس قهري وصديقتي أيضاً
- سؤال وجواب | قيام الليل يحصل بتلاوة القرآن
- سؤال وجواب | ما علاج النحافة والنحنحة أثناء القراءة؟
- سؤال وجواب | بنتي عنيدة ولا تسمع النصح، ما توجيهكم؟
- سؤال وجواب | كفارة تأخير القضاء هل تدفع للجمعية الخيرية وهل تصرف في إفطار الصائمين
- سؤال وجواب | اشترى ذهبا فوجد فيه عيبًا، فهل يرده أم يستبدله؟
- سؤال وجواب | هل يجوز الإفطار لتناول الدواء؟ وهل تلزم الكفارة من لم يستطع قضاء الصيام؟
- سؤال وجواب | كيفية توجيه المراهقة غير الملتزمة
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا