السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا متزوجة منذ 13 سنة، وزوجي حاد الطباع ويثور لأتفه الأشياء، فكنت أصبر وأحتوي نوبات عصبيته، ولكن منذ عام مرضت واكتشفت أني أعاني من حمى روماتيزمية، وضيق في الصمام المترالي، وأصبحت آخذ دواء للضغط، وأصبحت صحتي ضعيفة.

مع العلم بأن لدي ثلاث بنات (الكبيرة في الصف السادس الابتدائي، والثانية في الصف الرابع، والثالثة في الصف الثاني)، وأنا مسئولة عن كل أمورهم ودراستهم بالإضافة إلى أعمال المنزل، وطلبات زوجي التي لا تنتهي، وثورانه وعصبيته لأبسط الأشياء، فلم أعد أستطيع تحمل ما كنت أتحمله من قبل.

أرجو النصيحة؟ وجزاكم الله خيراً.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنحن ننصحك بتفادي ما يثير غضب الزوج لأن في ذلك مصلحة لك وله، ولا مانع من مناقشته في لحظات الهدوء والصفاء، وذكريه بخطورة التوترات عليك وعلى صحتك، وإذا أحسنت اختيار الوقت والألفاظ فإن زوجك سوف يتفهم ظروفك.

كما نتمنى أن تحافظي على هدوئك واستقرارك النفسي، وتذكري أنك مأجورة على صبرك على هذا الرجل، وإذا كنت قد صبرت لمدة ثلاثة عشرة عاماً فلن يصعب عليك مواصلة مشوار الصبر.

وأرجو أن تعودي البنات تحمل بعض المسئوليات، فإن في ذلك مصلحة لك ولهن، وغداً سوف يصبحن بتوفيق الله أمهات، كما أرجو أن تهتمي بالكبرى وتعطيها مكانتها وتشعريها بحاجتكم إليها، وإذا شعرت بالغضب فعليك بالصمت وبذكر الله وترك المكان وتغيير الهيئة والوضوء والصلاة، وإذا شعرت بضيق الصدر فعليك بما ورد في قوله تعالى: ((وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ))[الحجر:97]، فما هو العلاج؟ ((فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ))[الحجر:98-99].

ثم تذكري ما في زوجك من إيجابيات، وأعلني له سعادتك به، ثم اطلبي منه أن يقدر أحوالك الصحية، وتجنبي ما يغضبه فإنك مأجورة على طاعته.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله وبإصلاح ما بينكم وبين الله وسوف يصلح الله لك ما بنيك وبين بناتك وزوجك، واعلمي أن بيوتنا تصلح بطاعتنا لصاحب العظمة والخيرات.

ونسأل الله أن يسهل أمرك.

وبالله التوفيق.
.