أنا امرأة في هذا السن، محتارة في اختيار الزوج المناسب، فالذي يتقدم لي لايناسب طموحي العلمي، فأنا أريد أن أسافر لطلب العلم، وللاستزادة منه، حتى أحقق كفاءة عالية في علاج المرضى.

ولي أيضاً أهداف علمية كثيرة، والمدينة التي أسكنها ليس فيها ملتقيات أو ندوات، وهذا يجعلني أفكر في الارتباط بشخص يسكن في مدينة أخرى مزدهرة، في هذه الناحية، فما رأي الشرع في هذا؟.

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، فإنّه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك سؤال وجواب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يوفقك لما فيه صلاحك في الدنيا والآخرة.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه ومما لا شك فيه أن الطموح والرغبة في التميز تكلف صاحبها كثيراً؛ لأنها مطالب لا تتحقق إلا ببذل من الجهد والطاقة، فإذا كنت حريصة فعلاً على مواصلة مشوارك العلمي فلابد لك من الرضا بمن تتوافر فيه ولو بعض شروطك لأنه من الصعب أن تجدي من يناسبك من جميع الوجوه، فتنازلي عن بعض الشروط حتى تجدي الشخص المناسب لظروفك سواءً كان من بلدك أو من غيرها من المدن المجاورة، شريطة أن يكون على خلق ودين؛ لأن هذا أهم ما يجب أن تحرصي عليه؛ لأن الحياة بدون هذا جحيمٌ لا يطاق، وسجن طويل العقوبة، فخذي بالأسباب، وتوكلي على الله ، وخففي من شروطك إلا شرطي الدين والخلق، وعليك بالدعاء والإلحاح على الله أن ييسر لك ذلك، وأن يعجل به، وثقي من أن الله على كل شيء قدير، فأحسني الظن به وتوكلي عليه، وخذي بالأسباب، واعلمي أن الله لا يضيع أهله.

وبالله التوفيق والسداد.
.