السلام عليكم.

بعد حمد الله وشكره، أرجو منكم مساعدتي في حل مشكلتي بأسرع وقت ممكن؛ لأني في حيرة من أمري! فأنا متزوج منذ 4 سنوات، ولدي طفلتان، ونسكن مع أهلي، ولكن لنا شقة، وهم لهم شقة أخرى بجانبنا، مع العلم أن أبي متوفى منذ عشر سنوات، وأنا أكبر إخوتي.

في بداية زواجي كنت أعيش بسعادة أنا وزوجتي، ولكن بعد عام تحول كل شيء، فقد بدأت المشاكل بين زوجتي وأهلي، وأصبحت زوجتي عصبية لا تطاق! وتغضب لأتفه الأمور، وبالمقابل أمي أصبحت لا تحترمها، وإخوتي أيضاً.

مع العلم أني لم أر منهم أي شيء، ولكن هذا كلام زوجتي، وأنا أعلم أنها تخاف من الله ، وكانت تحبهم أشد الحب؛ لذلك أنا أصدقها، ومرت سنتان والمشاكل بازدياد بين أهلي وزوجتي من جهة، وبيني وبين زوجتي من جهة أخرى، مع العلم أن زوجتي بعد أن أنجبت الابنة الثانية أصبحت لا تحترمني، وتتلفظ علي بألفاظ بذيئة، لكن حينما تهدأ تتأسف لي، وتبكي، وتندم على ما قالته.

وبعد فترة من الوقت انقطعت العلاقة بين أهلي وزوجتي، وذلك بسببهم كلهم، فكل منهم لا يريد التنازل للآخر، وكل منهم يقول إن الآخر غلطان، وفي أثناء غياب زوجتي لزيارة أمها المريضة، أشارت أمي علي أن تخطب لي قريبتها، وأنا رفضت بالبداية، ولكن مع إلحاح أمي، وكثرة المشاكل علي، وافقت، والآن أنا نادم على ذلك، لأن زوجتي طلبت الطلاق، وأنا أحبها، وأحب بنتي! ولا أستطيع العيش بدونهما، ولكني في حيرة من أمري، كيف أقنع أمي، ووالد الخطيبة؟ وكيف ألغي هذه الخطبة بأقل الأضرار؟ مع العلم أن زوجتي وأهلي أصبحت العلاقة بينهم من أروع ما يكون، وزوجتي أيضاً تغيرت أخلاقها، وأصبحت الزوجة المثالية التي يتمناها كل رجل، أرجو الرد على مشكلتي بأقرب وقت ممكن، لأن أهل الخطيبة يريدون أن يقيموا الملكة بعد يومين، وأمي تلح علي من جهة، وزوجتي تقول: إذا ملكت، فسوف تطلقني.

للتوضيح فقط: أنا لا أريد هذه الخطبة، وأريد زوجتي، لكني أخاف من كلام الناس أن يقولوا: خاف من زوجته، وغير رأيه! حيث إن أمي دائماً تقول لي: إذا غيرت رأيك فلن أسلم عليك، وستوطي رأسنا بالتراب بين الناس، فما العمل؟.

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، تقبل الله منا ومنكم الطاعات، ووفقنا وإياكم لما فيه الخير والرضا.

علمت من استشارتك أنك متزوج منذ أربع سنوات، ولك طفلان والحمد لله، وعلمت بالمشاكل التي قامت بين زوجتك وأهلك، ثم بينها وبينك وما نتج من ذلك من خطبة.

أخي، وجود المشاكل بين الزوجة وأهل زوجها شيءٌ طبيعي، وهذا النوع من المشاكل موجود بكثرة؛ لأن النساء لا يتحملن بعضهن بعضاً، ولذا فإن أول ما يجب على الزوج عمله أن يسكن منفرداً وبعيداً عن أسرته؛ حتى يكون ذلك سبباً للمحبة والمودة بين زوجته وأهله، وأياً كان الأهل أو الزوجة، ففي سكناهم جميعاً لابد أن تقوم بينهم المشاكل، فهذه حقيقة أرى أن تُعالجها فوراً.

أما فيما يتعلق بالخطبة، فعلمت أنك غير مقتنع بها، وإنما فرضتها والدتك عليك، وسيترتب عليها هدم زوجية قائمة وشتات أطفال موجودين، وهذا لا يجوز لا سيما والآن علاقة زوجتك بأهلك صارت جيدة، فأرى أن لا مجال هنا للمجاملة أبداً، والله لا يستحي من الحق، فكن جريئاً واتصل بوالد المخطوبة وأخبره بأن هذه الخطوبة سيترتب عليها مشاكل أبدية؛ لأن الزوجة الأولى طلبت الطلاق وإن طلقتها ستلجأ للمحاكم طالبةً النفقات للأولاد، وهذه قضايا لن تنتهي، وسوف تؤثر على الزوجة الجديدة التي لن تستمر حياتها، ولذا أرى أنه ما دام لم يُكتب الكتاب بعد فلابد أن تنتهي هذه الخطبة، فلا علاج إلا الصراحة؛ أما كلام الناس فسوف ينتهي بعد أيام قلائل، فإكمال هذا الزواج ستستمر مشاكله سنين، ويا أخي أرجو ألا تهتم بكلام الغير، ولكن عليك بعمل الشيء الصحيح، فلا خيار لك إلا فسخ هذه الخطوبة.

وفقك الله لما فيه الخير والرضا.

وبالله التوفيق..