السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد خطبت فتاة منذ سنة و9 أشهر، وتزوجنا منذ 6 أشهر، ولكن منذ بداية تعارفنا وهي تشتكي من تصرفات أهلها معها، ومع حدوث الكثير من المشاكل بيني وبين أهلها زادت كراهيتي لهم، مع أني اكتشفت أن كل المشاكل كانت بسببها.

حدثت الكثير من المشاكل بيننا بسبب عصبيتنا -نحن الاثنين-، وعندما نواجه بعضنا أمام أهلنا تكذب وتقول أمامهم: إنها لم تقل مثل هذه الأشياء عن أهلها، وتشتكي كثيراً مني ومن تصرفاتي منذ أن تقابلنا، وكثيراً من الوقت تتمارض ويعلو صوتها علي، ويتمادى الأمر لأن تدفعني بيديها.

أفيدوني؛ لأني أفكر جدياً في الطلاق، علماً بأنه لا يوجد أطفال.

وشكراً.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يصلح ما بينك وبين زوجتك، وأن يصلحها لك ويصلحك لها، وأن يجمع بينكما على خير، وأن يذهب عنكما تلك المنغصات والمكدرات، وأن يحول خلافاتكما إلى ألفة ورحمة ومحبة.
الله م آمين.

أخي خالد: أتصور أن مدة الستة أشهر ليست كافية لإثبات أن الحياة مستحيلة، وأن الطلاق هو الحل، خاصة في ظل الظروف المادية والاجتماعية والأخلاقية التي لا تخفى على أحد، وزوجتك بتصرفاتها التي ذكرتها تعتبر بالنسبة لهذه الأيام -وللأسف- طبيعية جداً، بل لعلها أحسن من غيرها، فمشاكل الناس الآن الأسرية تفوق الحصر والتصور في كثير من البيوت، خاصة الأسر الحديثة.

هذه نتائج طبيعية لتلك التربية التي تفتقد إلى روح الإسلام والدين، فزوجتك في نظري قد تكون ضحية تربية مستهترة وضعيفة، فقدت فيها الأسرة دورها التربوي الهام، وشغل الأب والأم أحياناً بلقمة العيش والسعي من أجل كسب مزيد من الكماليات، أو حتى القوت الضروري، انشغالاً عن الدور التربوي الهام الذي كان يقوم به الأب مع الأم بجوار المجتمع والمسجد والمدرسة، قل لي بربك من الذي يتولى التربية في بلادنا الآن؟ للأسف الإجابة مؤلمة، والحقيقة مرة أمر من العلقم.

لذا أقول لك: إن زوجتك تحتاج منك إلى مزيد من الصبر وسعة الصدر، والحلم والعطف والحنان، حتى تستطيع أن تعينها على معرفة الحق وأصول العشرة التي لم تتعلمها للأسف من أسرتها، فاعتبرها طفلة رزقك الله بها، ثم أتت بتربيتها وتوجيهها والعناية بها، وأنا على يقين من أنك إذا أخلصت النية وأخذت بالأسباب وأكثرت من الدعاء وسؤال الله لها الهداية والصلاح ستكون من أحسن النساء.

اصرف عنك فكرة الطلاق، ولا تدخل أحداً في حل مشاكلكم، واجعلها بينك وبينها أولاً بأول، وسترى النتائج بعون الله رب العالمين، مع تمنياتي لك بالتوفيق والسداد.
.