أنا فتاة في سن الزواج، وهناك إقبال كبير ممن يودون الزواج مني ـ ولله الحمد ـ إلا أنني أعاني من مشكلة عويصة سببها أني فقدت بكارتي بسبب حادث، وأنا الآن لا أستطيع قبول من يتقدم لخطبتي حيث إن البكارة تعد بالغة الأهمية في المجتمع الذي أعيش فيه، ورفضت الكثير ممن تقدموا لي، ولست أدري إن كنت أستطيع الاستمرار في هذا، فأهلي بدؤوا في الضغط علي ولا يعلمون بحالي، أما سؤالي لكم فهو: هل يجوز لي أن أطلب من الله أن يأخذ روحي وأن يتوفاني قبل أن يأتي يوم أفضح فيه؟ فأنا حريصة جدا على إرضاء ربي، ولكني سمعت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله م أحيني ما دامت الحياة خيرا لي وأمتني ما دام الموت خيرا لي، فهل يجوز لي توظيف هذا الحديث في سياق مشكلتي؟ وجزاكم الله عنا كل الخير.
.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالأمر أهون وأيسر مما تظنين، ولا يتطلب كل هذا القلق والخوف، فتوكلي على الله ، واقبلي بمن يتقدم إليك من أصحاب الدين والخلق، وإذا سألك عن البكارة فلتخبريه بأنها زالت بسبب حادث، وهذا أمر غير مستنكر عند العقلاء، فإن البكارة تزول بالوثبة والحيضة الشديدة، وانظري في ذلك الفتوى رقم:

44914.

أما عن تمني الموت بسبب خوفك من الافتضاح فلا ينبغي، ولكن اسألي الله العافية، فعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، فَإِنْ كَانَ لاَ بُدَّ مُتَمَنِّيًا فَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي.

متفق عليه.
وانظري الفتوى رقم:

129336

.
واعلمي أنّك إن توكلّت على ربك وأحسنت الظنّ به فسوف يكفيك كلّ ما أهمك، قال تعالى: ومن يتق الله يجعل له مخرجاً {الطلاق: 2}.

وقال: ومن يتوكل على الله فهو حسبه {الطلاق:3}والله أعلم.
.