سؤال و جواب . كوم
سؤال وجواب | يسأل : لماذا غُفر للعبد في حديث ( هم القوم لا يشقى بهم جليسهم ) مع أنه إنما جاء لحاجة؟
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | حكم من أرضعت طفلا ولم تلد قط- سؤال وجواب | أعيش في وحدة مع أطفالي وعلاقتي بزوجي تخلو من المشاعر!
- سؤال وجواب | هل زيادة وزني وأنا حامل طبيعية؟
- سؤال وجواب | كيف أتخلص من رهاب الاجتماعات وأكون واثقة بنفسي منطلقة؟
- سؤال وجواب | مكان قبر (هاشم بن عبد مناف)
- سؤال وجواب | أشعر بالخوف من أشياء كثيرة وأهمها الخوف من مواجهة الناس والحديث معهم
- سؤال وجواب | هل تقطع البول يعني سلس البول؟
- سؤال وجواب | الوظائف بين الأذان والإقامة
- سؤال وجواب | ما رأيكم في أخذ حبوب (Acai Berry)؛ لتخفيف الوزن؟
- سؤال وجواب | لا كفارة لعدم الوفاء بالوعد
- سؤال وجواب | أعاني من قلة التركيز والدوخة وقد تم تشخيص ورم دموي في المخيخ، ماذا أفعل؟
- سؤال وجواب | الدواء النافع لداء الوسوسة
- سؤال وجواب | هل لمن سلم عليه النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فضل معين ؟
- سؤال وجواب | سبب الالتهاب الدهني وعلاجه
- سؤال وجواب | درجة حديث (ما أطفئ المصباح بين قوم.)
هل بالإمكان أن تشرحوا لي لماذا غُفر لذاك الرجل الذي ورد ذكره في حديث اجتماع الملائكة في حلق العلم ، رغم أن نيته لم تكن صحيحة ؟ هل هذا استثناء من القاعدة العامة ، إنما الأعمال بالنيات.
؟.
الحمد لله.
روى البخاري (6408) ومسلم (2689) - واللفظ له – عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَةً سَيَّارَةً فُضُلًا ، يَتَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ ، فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ ، وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ ، حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ ، قَالَ : فَيَسْأَلُهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ ، مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ : جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الْأَرْضِ ، يُسَبِّحُونَكَ ، وَيُكَبِّرُونَكَ ، وَيُهَلِّلُونَكَ ، وَيَحْمَدُونَكَ ، وَيَسْأَلُونَكَ ، قَالَ : وَمَاذَا يَسْأَلُونِي ؟ قَالُوا : يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ ، قَالَ : وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا : لَا ، أَيْ رَبِّ ، قَالَ : فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتِي ؟ ، قَالُوا : وَيَسْتَجِيرُونَكَ.
قَالَ : وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي ؟ قَالُوا : مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ.
قَالَ : وَهَلْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا : لَا ، قَالَ : فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا : وَيَسْتَغْفِرُونَكَ ، قَالَ : فَيَقُولُ : قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ فَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا ، وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا.
قَالَ : فَيَقُولُونَ : رَبِّ فِيهِمْ فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ.
فَيَقُولُ : وَلَهُ غَفَرْتُ ، هُمْ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ ).
وفي رواية البخاري : ( قَالَ يَقُولُ مَلَكٌ مِنْ الْمَلَائِكَةِ : فِيهِمْ فُلَانٌ لَيْسَ مِنْهُمْ إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ ، قَالَ هُمْ الْجُلَسَاءُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ ).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : " فِي الْحَدِيث فَضْل مَجَالِس الذِّكْر وَالذَّاكِرِينَ , وَفَضْل الِاجْتِمَاع عَلَى ذَلِكَ , وَأَنَّ جَلِيسهمْ يَنْدَرِج مَعَهُمْ فِي جَمِيع مَا يَتَفَضَّل اللَّه تَعَالَى بِهِ عَلَيْهِمْ إِكْرَامًا لَهُمْ وَلَوْ لَمْ يُشَارِكهُمْ فِي أَصْل الذِّكْر " انتهى.
أما لماذا غفر الله لهذا العبد الخطّاء الذي جاء لحاجة لم يجيء للذكر والاستغفار ؟ فليُعلم أن الله تعالى واسع المغفرة يختص برحمته على من يشاء ، ولا يُسأل عما يفعل سبحانه.
وقد أخبر سبحانه عن نفسه أنه يهدي من يشاء ويضل من يشاء ، ويغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ، ويرزق من يشاء ، ويزكي من يشاء ، ويتوب على من يشاء ، ويصيب بفضله من يشاء ، ويدخل في رحمته من يشاء ، وأنه سبحانه واسع المغفرة ، وأن رحمته وسعت كل شيء.
وقد روى البخاري (2268) عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَثَلُكُمْ وَمَثَلُ أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَأْجَرَ أُجَرَاءَ فَقَالَ : مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ غُدْوَةَ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ ؟ فَعَمِلَتْ الْيَهُودُ ، ثُمَّ قَالَ : مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ عَلَى قِيرَاطٍ ؟ فَعَمِلَتْ النَّصَارَى ، ثُمَّ قَالَ : مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ عَلَى قِيرَاطَيْنِ ؟ فَأَنْتُمْ هُمْ ، فَغَضِبَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالُوا : مَا لَنَا أَكْثَرَ عَمَلًا وَأَقَلَّ عَطَاءً ؟ قَالَ : هَلْ نَقَصْتُكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ ؟ قَالُوا لَا ، قَالَ : فَذَلِكَ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ ).
وهذا الحديث يدل على واسع رحمة الله وعظيم جوده وكرمه وإحسانه وبره ولطفه بعبده المسيء ، وأنه يهب المسيئين للمحسنين ؛ ذلك بأن رحمته تغلب غضبه ، وعفوه يسبق عقوبته.
يضاف إلى ذلك أن الله عز وجل أعلم بعباده ، وأخبر بمن يستحق العفو منهم ممن لا يستحقه ، فجائز أن يكون لهذا الرجل سابقة خير عامله الله بلطفه بها ، وجائز أن يكون الله قد علم من قلبه تشوفه للتوبة وقربه منها ، وجائز أن يكون الله قد تفضل عليه بما تفضل به كرامة لهؤلاء الذاكرين ، وبيانا لشرف الذكر وشرف مجالسه وفضله وفضل أهله.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله : " صحبة الأخيار ومجالستهم من أسباب العفو عن المسيء المسلم ، فهم القوم لا يشقى بهم جليسهم ، ولكن لا يجوز للمسلم أن يعتمد على مثل هذه الأمور لتكفير سيئاته ، بل يجب عليه أن يلزم التوبة دائما من سائر الذنوب ، وأن يحاسب نفسه ويجاهدها في الله ، حتى يؤدي ما أوجب الله عليه ، ويحذر ما حرم الله عليه ، ويرجو مع ذلك من الله سبحانه العفو والغفران " انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (6 /346).
وخصه بهذا التفضل بمقتضى حكمته وعلمه سبحانه ، وهو الحكيم العليم ، وقد قال تعالى : ( وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ) الأنعام/ 53.
قال ابن القيم رحمه الله : " أَيْ: هُوَ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يَشْكُرُهُ عَلَى نِعْمَتِهِ ، فَيَخْتَصُّهُ بِفَضْلِهِ وَيَمُنُّ عَلَيْهِ مِمَّنْ لَا يَشْكُرُهُ ، فَلَيْسَ كُلُّ مَحَلٍّ يَصْلُحُ لِشُكْرِهِ ، وَاحْتِمَالِ مِنَّتِهِ ، وَالتَّخْصِيصِ بِكَرَامَتِهِ.
فَذَوَاتُ مَا اخْتَارَهُ وَاصْطَفَاهُ مِنَ الْأَعْيَانِ وَالْأَمَاكِنِ وَالْأَشْخَاصِ وَغَيْرِهَا مُشْتَمِلَةٌ عَلَى صِفَاتٍ وَأُمُورٍ قَائِمَةٍ بِهَا لَيْسَتْ لِغَيْرِهَا، وَلِأَجْلِهَا اصْطَفَاهَا اللَّهُ ، وَهُوَ سُبْحَانَهُ الَّذِي فَضَّلَهَا بِتِلْكَ الصِّفَاتِ، وَخَصَّهَا بِالِاخْتِيَارِ، فَهَذَا خَلْقُهُ، وَهَذَا اخْتِيَارُهُ ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ).
" انتهى من "زاد المعاد" (1/ 53).
ولا علاقة لهذا الخبر بحديث ( الأعمال بالنيات ) ؛ فإن ذلك محض تفضل الله على عبده وكرامته لأوليائه الذاكرين ، فإن الله تعالى لم يحاسبه على عمله الذي عمله ، ولم يعطه أجر هذا الجلوس الذي جلسه من غير نية الطاعة ، إنما أعطاه ذلك تفضلا منه وكرما ورحمة وبرا ، ولا حجر على فضل الله وعطائه سبحانه ؛ فكما أعطى أهل الذكر لأجل ذكرهم ، وهذا جالس معهم ، جبره الله تعالى ، وأكرمه لأجل مجلس الذكر الذي شارك أهله فيه ، وهكذا شأن الكرم والبر والرحمة ، من رب العالمين ، جل جلاله.
والقطع بأن نية هذا العبد كانت غير صحيحة غير صحيح ؛ لأن معرفة النوايا وما انطوت عليه النفوس مرد علمه إلى الله وحده ، ولعل الرجل كان قد جاء لحاجة ثم ألقى الله على قلبه بعد ذلك التوبة والإنابة ، وانتفع بهذا المجلس الذي لم يجيء من أجله.
والله تعالى أعلم .
.
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | ما رأيكم في أخذ حبوب (Acai Berry)؛ لتخفيف الوزن؟- سؤال وجواب | لا كفارة لعدم الوفاء بالوعد
- سؤال وجواب | أعاني من قلة التركيز والدوخة وقد تم تشخيص ورم دموي في المخيخ، ماذا أفعل؟
- سؤال وجواب | الدواء النافع لداء الوسوسة
- سؤال وجواب | هل لمن سلم عليه النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فضل معين ؟
- سؤال وجواب | سبب الالتهاب الدهني وعلاجه
- سؤال وجواب | درجة حديث (ما أطفئ المصباح بين قوم.)
- سؤال وجواب | موت الجنين في بطن أمه بسبب قلة الماء
- سؤال وجواب | ما أسباب تناقص الوزن؟
- سؤال وجواب | أشكو من خفقان في القلب ورعشة وبرودة في الأطراف. أفيدوني
- سؤال وجواب | حكم الاستفادة من العلوم التي كان شرط جهة تعليمها حلق اللحية
- سؤال وجواب | المعيار في صحة نكاح الكفار
- سؤال وجواب | نصيحة للفتاة التي تقدم لها شاب ذو خلق ودين من غير بلدها ورفضه والدها
- سؤال وجواب | ما هي أيام التبويض بالنسبة لزوجتي؟ وكم مرة يتم فيها الجماع؟
- سؤال وجواب | الزواج ببنت الخالة من الرضاع غير ممنوع
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا