سؤال و جواب . كوم
سؤال وجواب | شاب عنده بعض المشكلات التي أثرت على حياته ويسأل عن العلاج .
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | ضوابط جواز الدعاء بهذا الدعاء- سؤال وجواب | التردد بين الاكتئاب والشفاء . نظرة طبية
- سؤال وجواب | أصابني الاكتئاب والخوف من الموت، ما العلاج؟
- سؤال وجواب | قلة الأكل، والخمول والكسل، والإرهاق، هل هي أعراض نفسية؟
- سؤال وجواب | رعشة في الأطراف تلازمني أغلب الأوقات . ما علاجها؟
- سؤال وجواب | حكم سب الوالد وانتقاصه في حال غيابه
- سؤال وجواب | النصح والدعاء والمصاحبة بالمعروف للأبوين الفاسقين
- سؤال وجواب | كيفية التخلص من الرعشة في اليدين وأسباب ذلك؟
- سؤال وجواب | الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها
- سؤال وجواب | أعاني من انتشار دغدغة كالنبض في أنحاء من جسمي
- سؤال وجواب | حدود طاعة الأب غير المسلم
- سؤال وجواب | كنت محبة للحياة والآن أسأل لماذا أنا في الحياة! هل أحتاج لطبيب نفسي؟
- سؤال وجواب | متى تنتهي رحلة معاناتي مع الوسواس والخوف؟
- سؤال وجواب | لدي خوف وهلع بسبب اتهامي بشرفي في صغري.
- سؤال وجواب | حامل وزوجي لا يتفهم متاعب الحمل النفسية، كيف أتصرف؟
أنا شاب في العشرين من عمره ، لدي عدة مشاكل : الأولى: أنني من عائلة صوفية تنطبق عليها معظم نواقض الاسلام العشرة ، وأنا سلفي العقيدة أظهر لهم أني معهم ، وعندما بلغت العشرين أوضحت منهجي كأفكار وليس كتطبيق ، فهددت بقطع النفقة والاعتزال ، وأبي متشدد جدا في الصوفية ، ويحبني جدا ، وقد يتأذى إن أنا رفضت الرجوع عن أفكاري ، وأخشى بذلك من عقاب الله.
فما واجبي تجاه عائلتي وأبي خاصة ؟ مشكلتي الثانية : أنني قد أخفيت أمر عائلتي عن أصدقائي والناس فأخشى أن أخسرهم ، وفي المقابل أخشى على عائلتي منهم ومن القدح فيهم ، وكنت أكذب لأخفي ذلك الأمر ، حتى أصبح الكذب عادة لي يعرفني بها جميع أصحابي وذلك يسوؤني جدا ، وحاولت التخلص منها ولكن بلا فائدة ، واقترفت ذنوبا كثيرة وتبت منها لكن آفة الكذب لم أقدر عليها ، فأنا أمازح الناس كثيرا من عرفت ومن لم أعرف ، حتى أفقدني هيبتي أمام الجميع ، فأصبح لا يؤبه لي ، فكون ذلك صورة عند أصحابي أنني طيب ، ساذج ، كذاب ، هذلي ، ولا أحد يرغب أن يتخذني صديقا ، وإن كانوا يحبونني ، فأدركت بذلك أنني شخصية تافهة ؛ فماذا أفعل لعلاج ذلك ؟ مشكلتي الثالثة : أنني أحفظ القران ، ومتعني الله بقدرات عالية أحس أنها بدأت تندثر ، أحب أهل الدين ؛ درجاتي في المدرسة لا تفارق التفوق ، وأنا الآن أدرس في كلية الطب ، وأهم بتركها لجميع الأمور السابقة وأتوجه إلى دراسة الشريعة فقد متعني الله بفهم جميل لها ، والآن أصبح ليس لدي ثقة بنفسي ، قلبي مشغول دائما بانتقادات أصدقائي لي ، وجرحهم ، لا أستطيع التركيز في الصلاة ولا في الدراسة ، فأرجو منكم المساعدة ..
الحمد لله.
أولا : الواجب عليك تجاه أهلك أن تجمع بين برهم ونصحهم ، فإن بر الوالدين واجب على الأبناء ، مطلقا ، أيا كان حال الوالدين ، وإن كان مشركين ، بل وإن أمرا ولدهما بالشرك بالله ، فقد حرم الله طاعتهما في ذلك ، ولم يسقط عن الابن حقهما في بره ، قال الله تعالى : ( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) العنكبوت/8.
ثانيا : وأما عن خصلة الكذب ، وهي شر ما وقعت فيه ، وشر ما يتصف به العبد من خلق ذميم ، عافا الله وإياك ، بمنه وكرمه ؛ فالواجب عليك أن تقلع عنها تماما ، فالكذب لا يصلح من المسلم في شيء ، لا في جد ولا هزل ، بل الواجب عليه أن ينتهي عنه كله ، ويلزم نفسه الصدق في أمره كله ؛ قال تعالى : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) التورة/119 ومما يعينك على التوبة من هذه الكبيرة ، والتخلص من تلك الخصلة الذميمة أمور : أولها : الاستعانة بالله جل في علاه ، فقد ورد في الحديث: (وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ) متفق عليه.
وقال تعالى : ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ) سورة الفاتحة/5-7.
فالتعبد لله بالصدق ، ومثله سائر شعب الإيمان ، وطرائق المهتدين ، لا يسلم للعبد إلا بالاستعانة به سبحانه ؛ فإنه لا حول ولا قوة لنا إلا بالله ؛ أي : أننا لا نتحول من حال إلى حال ، ولا نقوى على فعل من الأفعال إلا بالله الكبير المتعال ! 2- التعبد لله سبحانه باسمه [ السميع ] ، ذلك الاسم الرفيع الجليل من أسمائه تعالى الحسنى ؛ قال جل وعلا معاتبا عباده في استفهام إنكاري بديع : ( أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ) الزخرف/80.
فالله سبحانه يسمع السر والنجوى ، ويسمع الجهر والعلانية ، ورسله من الملائكة تكتب ما نتلفظ به في الحالين ؛ قال تعالى : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) ق/16-18.
3- التأمل في عاقبة الصدق ، وأنه في ذاته يهدي إلى الخير كله ، فعن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى البِرِّ، وَإِنَّ البِرَّ يَهْدِي إِلَى الجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا ، وَإِنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ، وَإِنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا) رواه البخاري (6094) ، ومسلم (2607).
قال الإمام النووي في " شرح مسلم " ( 16/160 ) : "قال العلماء: معناه : أن الصدق يهدي إلى العمل الصالح الخالص من كل مذموم ، والبر اسم جامع للخير كله ، وقيل : البر الجنة ، ويجوز أن يتناول العمل الصالح والجنة.
وأما الكذب : فيوصل إلى الفجور ، وهو الميل عن الاستقامة ، وقيل : الانبعاث في المعاصي" انتهى.
ثم قال رحمه الله : "قال العلماء : هذا فيه حث على تحري الصدق ، وهو قصده والاعتناء به ، وعلى التحذير من الكذب والتساهل فيه ؛ فإنه إذا تساهل فيه : كثر منه ، فعرف به.
وكتبه الله لمبالغته [ يعني :في الصدق ] : صديقا ، إن اعتاده.
أو كذابا ، إن اعتاده [ أي اعتاد الكذب] " انتهى.
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ ، وَإِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ ، وَمَنْ يَتَحَرَّ الْخَيْرَ يُعْطَهُ ، وَمَنْ يَتَوَقَّ الشَّرَّ يُوقَهُ ) رواه الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " (9 / 127) وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة "(342).
فلا تلتمس – يا عبد الله - رضى الناس في سخط رب الناس ! تصالح مع نفسك ، ولا يكن همك رضاهم عنك ، وعن أهلك ، فإنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (مَنِ الْتَمَسَ رِضَى اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ : رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَأَرْضَى النَّاسَ عَنْهُ ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ ، سَخَطَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، وَأَسْخَطَ عَلَيْهِ النَّاسَ) رواه ابن حبان (276)، وصححه الألباني في " الصحيحة " (2311).
ثالثا : يا عبد الله ، أنعم الله عليك ووفقك للاجتهاد في حفظ القرآن ، ومحبة أهل العلم والدين ، وهذا في ذاته دافع عظيم للتأدب بآداب أهل القرآن ، الذين هم أهل الله وخاصته.
ومن هذه الآداب أن تكون من أهل السكينة والوقار ، والعمل بطاعة العزيز الغفار ، وهذا لا يتعارض مع المزاح والتبسم وملاطفة أقرانك ، بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أكثر الناس تبسما فعن عبد الله بن الحارث قال : "مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ تَبَسُّمًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".
رواه الترمذي (3641) ، وصححه الألباني.
وأما المزاح المنهي عنه فقال فيه الإمام النووي رحمه الله : "قال العلماءُ: المزاحُ المنهيُّ عنهُ، هُو الذي فيه إفراطٌ ، ويُداوم عليه ، فإنه يُورث الضحك وقسوةَ القلب ، ويُشغل عن ذكر الله تعالى والفكر في مهمات الدين ، ويؤولُ في كثيرٍ من الأوقات إلى الإِيذاء ، ويُورثُ الأحقاد ، ويُسقطُ المهابةَ والوقارَ، فأما ما سَلِمَ من هذه الأمور، فهو المباحُ الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلهُ ، فإنه صلى الله عليه وسلم إنما كان يفعلهُ في نادرٍ من الأحوالِ لمصلحةٍ ، وتطييب نفس المخاطب ومؤانستهِ ، وهذا لا منعَ منهُ قطعاً، بل هو سنةٌ مستحبةٌ إذا كان بهذهِ الصفةِ ، فاعتمدْ ما نقلناهُ عن العلماء وحققناهُ في هذه الأحاديث وبيان أحكامها، فإنه مما يعظمُ الاحتياجُ إليه ؛ وبالله التوفيق." انتهى من "الأذكار" (521).
رابعا : دراسة الطب فرض من الفروض الكفائية على عموم المسلمين ، إذا قام بها بعضهم سقط عن الباقين ، وهو ـ كذلك ـ باب عظيم من أبواب الدعوة ، وسبب كبير من أسباب قبول الناس لما تحمله من العلم الشرعي ؛ وذلك لأنه جرت عادة الناس بأن يربطوا ذهنيا ونفسيا ، بين التفوق في طب الأبدان والتفوق في طب الأديان ، فكونك طبيبا يمثل لهم في ذاته قدرا من المصداقية في دعوتك وكلامك ، وهذا مشاهد معروف لا يخفى.
ثم إن من أخطر ما يكون على العبد في سيره ، في مصلحة دينه ودنياه ، أن يشرع في أمر مشروع ، أو مباح ، وهو من الأمور الحسنة المحتاج إليها ، ثم هو يقطع شوطه قبل نهايته ، وينصرف إلى غيره.
وبناء عليه : فننصحك أخانا الكريم بالجمع بين طب الأبدان ، وطب الأديان في دراستك ، ولا تلتفت لفكرة التخلي عن دراسة الطب للتفرغ للعلوم الشرعية ، واضرب في كل غنيمة بسهم.
وحذار حذار من ترك ما أنت فيه ، لأجل فكرة عرضت لك ، أو بارق لاح لنظرك ؛ فكم من شباب فعلوا مثل هذا ، فتركوا دراستهم الدنيوية - بالرغم من تفوقهم فيها ، أو تأهلهم لها – على أمل أن يتفرغوا للدراسات الدينية ، فاضطرب دينهم وحالهم ، واضطربت دنياهم ، ولم يحصلوا شيئا في مآل أمرهم ، واكتشفوا في نهاية سعيهم : أن هذا لم يكن إلا بمثابة الهروب من واقعهم ، ومصاعب الطريق التي يسلكونها.
وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى وثبتنا وإياك على الكتاب والسنة وسبيل المؤمنين من سلف الأمة.
والله أعلم ..
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | متى تنتهي رحلة معاناتي مع الوسواس والخوف؟- سؤال وجواب | لدي خوف وهلع بسبب اتهامي بشرفي في صغري.
- سؤال وجواب | حامل وزوجي لا يتفهم متاعب الحمل النفسية، كيف أتصرف؟
- سؤال وجواب | أشعر أني ضعيف الشخصية وجبان، ما الحل؟
- سؤال وجواب | أنا فاشل وتافه في الدراسة والحياة، ساعدوني.
- سؤال وجواب | أشعر بملل وكآبة وتثاقل عن الطاعة واستبدالها بالمعصية.وجهوني!
- سؤال وجواب | إحضار من يقرأ القرآن في العزاء بدعة
- سؤال وجواب | ضوابط جواز الاستدلال بالنصوص الشرعية على العلوم المختلفة
- سؤال وجواب | لبس الجاكيت والبنطال جائز إذا خرج عن حد التشبه
- سؤال وجواب | رضى أحد الزوجين بعيب الآخر ينفي الظلم
- سؤال وجواب | صلاة الوتر في السفر
- سؤال وجواب | كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يضفّر شعره إذا طال ؟
- سؤال وجواب | ليس من العقوق مخالفة وصية الأم بعدم الزواج من امرأة معينة
- سؤال وجواب | رؤية المخطوبة والحديث معها عبر النت
- سؤال وجواب | لدي خلل في المادة البيضاء بالدماغ، هل هو مرض التصلب اللويحي؟
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا