السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني كثيرا في الدراسة، فعندما أدرس أشعر بأن رأسي يؤلمني كثيرا، حتى أني أخفقت في جميع المواد قبل الامتحانات، وأصبحت أشعر بأن دماغي فارغ، فهل تنصحونني باستخدام منشطات للذاكرة؟ وما هي أوقات الدراسة الصحيحة؟ وكم عدد الساعات التي يجب أن أذاكر فيها؟ كما أن الأحلام ترهقني كثيرا، فقد حلمت بأن أستاذ الفيزياء أعطاني القرآن، وأنا أقول لقد ختمته مرة ونصف، وأستاذ الرياضيات أعطاني ورقتين بيضاء.

أنا خائفة كثيرا من أن أخفق مرة أخرى، ومع أني فتاة مجتهدة، لكني خائفة من تحقق الأحلام، فهي بمثابة كابوس، وفي يوم بعد قيام الليل وصلاة الحاجة نمت على وضوء، فحلمت أن في بيتنا حفرة، ونزلت وأخرجت منها مفتاحين، فهل سأرسب في الفصل القادم؟.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الواضح أنك فتاة طموحة، فأحلامك تشير لهذا، وبشكل واضح، كأن تحلمي بمدرسيّ المواد المختلفة من فيزياء ورياضيات، وهذا أمر يسعدنا من بناتنا الشابات، وفقك الله ، وجعلك من المتفوقات.

ولكن في نفس الوقت ربما تشير هذه الأحلام لبعض القلق، والخوف من المستقبل، ومن نتائج الامتحانات والدراسة.

نعم.

ما تطلبينه من تنظيم الوقت يطلبه الكثير من الطلاب في كيفية تنظيم الوقت والتركيز، فدوما تنتاب الطالب الأسئلة الكثيرة في كيفية توزيع الواجبات -على الأوقات المتاحة-.

طبعا لا يوجد نظام واحد للدراسة والمذاكرة، وما ينفع طالبا قد لا يفيد طالبا آخر، فعليك أن تكتشفي النظام الذي يلائمك، وتذكري أن بعض الطلاب يميلون للنشاط والهمة العالية في فترة الصباح، بينما يميل البعض الآخر للنشاط في المساء، فانظري أي الوقت أكثر مناسبة لك، وحاولي عندها أن تستفيدي من هذه الأوقات، وتختلف عدد ساعات الدراسة من طالب لآخر، فانظري ما هي الساعات المناسبة والممكنة لك، كذلك من الطلاب من يميل للدراسة في جوّ خاص داخل البيت، وفي شيء من الهدوء، بينما هناك من يحب الدراسة أمام الناس في المكتبة العامة أو مكتبة المدرسة -إن وجدت-، أيضا انظري أي الأجواء أكثر مناسبة لك، فاستغلي هذه الأجواء.

لا أنصحك باستعمال "منشطات الذاكرة"، فإذا كانت شهيتك للطعام لا بأس بها، وكانت تغذيتك متوازنة بين أنواع المأكولات، فالفيتامينات الهامة والمواد المطلوبة موجودة في الأطعمة العادية.

لاشك أن الالتزام بالصلاة على وقتها سيساعدك كثيرا على ضبط الوقت، وخاصة أنك سألت أيضا عن موضوع الصلاة، ولاشك أن هذا السؤال إنما هو من إيمانك الطيب، جزاك الله خيرا، فاحرصي على الصلاة.

ومن معرفتي بالكثيرين من الطلاب المتفوقين، فقد كانوا يؤدون الصلاة على وقتها، وكان هذا سببا رئيسا ساعدهم كثيرا في تنظيم يومهم وليلهم، فحاولي قدر الإمكان الصلاة على وقتها، وستشعرين بالراحة الشديدة، مما يعزز عندك الرغبة في العمل المتقن، وفي التركيز على المذاكرة.

حاولي هذا الأسبوع، -ولو لأسبوع واحد- أن تنهضي للصلاة فور سماعك للأذان، مهما كان العمل الذي بين يديك، إلا أن يكون هذا مستحيلا وليس بيدك، وإذا استطعت القيام بهذا لمدة أسبوع؛ فستلاحظين أن الأسابيع التالية أصبحت أسهل عليك بكثير، وأنا أضمن لك أنك إن فعلت هذا فسيخف عندك القلق والعصبية، وكما نعرف {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.

أريد منك أن لا تشعري بالأسى الشديد إن اضطررت لتأخير الصلاة، فالله تعالى رحيم بعباده، والمهم أن تحاولي، وقدر الإمكان، وإذا اضطررت للتأخير فقد يأت الشيطان بلهجة الناصح ويعذب ضميرك لأنك أخرّت الصلاة، ويقول لك "إنك أخرّت الصلاة، فأنت غير جيدة.
" فما هذه إلا محاولة منه لإبعادك عن طاعة الله ، فلا تستمعي إليه، وأقبلي على الله بالرغم من بعض التأخير.

وفقك الله وحفظك، وجعلك من المتفوقات المصليات.
.