أنا طالبة في الصف الأول الثانوي، أعاني من التملل من الدراسة وعدم القدرة على المذاكرة، وذلك لأنني أشعر بعدم الرغبة في الدراسة، علماً بأن مستواي قد انخفض كثيراً.

أعلم بأن سؤالي فيه شيء من التفاهة، ولكن الأمر يهمني جداً؛ لأنني دائماً أعمل جدولاً لمراجعة المواد، ولكن لا أعمل به فأصنع جدولاً آخر وهكذا.

إنني أستيقظ من الفجر لكي أذاكر ولكن يضيع مني الوقت فأرجع للنوم، علماً بأنني لا أشعر بالراحة النفسية في البيت، مع أنه لا توجد مشاكل في البيت ولله الحمد، ولكن ربما لأنني لا أجد من يهتم بي فكل اهتمامات أسرتي على الأشياء المادية كالأكل والشرب والنوم، ويدعون أن هذه هي الراحة.

جزاكم الله خيراً، والرجاء الإجابة سريعاً، لأنه قرب موعد الامتحانات، وآسفة جداً جداً على الإطالة.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أقول لابنتنا السائلة: إنه من الضروري بالنسبة لها أن تبني في ذاتها وعقلها ووجدانها تفكيراً معرفياً إيجابياً نحو التعليم والتعلم.

عليها أن تعرف قيمة التعليم، حيث إن الإنسان إذا لم يعرف قيمة الأشياء بجدية لن يحافظ عليها، ولن يسعى للحصول عليها، كما أنه لابد من معرفة أن الإنسان يمكن أن ينزع منه كل شيء في هذه الدنيا عن طريق الآخرين ما عدا علمه ودينه.

أود أن أطمئنها أن سؤالها ليس تافهاً، وأنما هو سؤال مهم جداً؛ ولكن الشيء الذي أزعجني قليلاً هو الملاحظات التي أبدتها ناحية أسألتها حيث إني لا أريدها أن تكون تحت التأثيرات الأسرية، وأن لا تسعى لاستدرار عطف أو انتباه أعضاء أسرتها، فبنفس المستوى الذي ذكرتِه من أهتماماتهم بالأشياء المادية فقط فعليها أن تهتم هي فقط بالأشياء المعنوية أكثر، وستكون عضوة فاعلة من أجل إنقاذ نفسها وأسرتها إن شاء الله.

في بعض الحالات ربما تكون عدم الرغبة الدراسية والتدهور الأكاديمي مرتبط ببعض حالات الاكتئاب النفسي، وإذا كان لدى ابنتنا عسر في المزاج، وقلق داخلي فمن المستحسن لها أن تتناول بعض الأدوية البسيطة المضادة للاكتئاب، ولكن يجب أن تكون هذه تحت إشراف طبيب نفسي مقتدر.

والله الموفق ونسأله أن يزيل همك دعاء الكرب: (لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم).

دعاء الهم والحزن والكسل: (الله م إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والهرم والبخل، وأعوذ بك من عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات).
.