بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على الكتابة إلينا، والتواصل معنا، وكم يسرنا أن نستلم رسالة من شاب طموح ويحب العلم والعلماء، وفقك الله وجعلك من المتفوقين.

يا لها من متعة عظيمة للدماغ الإنساني أن يدرس الإنسان العلوم المختلفة، هذه الفروع من العلوم القديمة الحديثة والمتطورة على الدوام وبسرعة في العصر الحديث.

طبعًا ليس من السهل في كثير من الأحيان في هذه الأيام أن يختار الشاب الفرع الدراسي الذي يريد دراسته والتخصص فيه؛ حيث كثرت التخصصات وتشعبت كثيرًا، ولكن لا مانع من أن تختار أحد الفروع التي وردت في سؤالك كالفيزياء والبرمجة.

كتخصص ومهنة طالما أحببتها، ويمكن أن تبقى الاهتمامات الأخرى هوايات تستمتع بها عندما تريد أخذ قسط من الراحة من عناء بعض الحقائق الميكانيكية والمعادلات والبرمجيات.

وليس سهلا اتخاذ القرار في بعض الأمور، وخاصة عندما تكون هناك عدة احتمالات، وأن هذا ليس بالضرورة له علاقة فقط بموضوع الدراسة، وإنما هي قضية عامة في الحياة، حيث تشعر بالحرج الشديد عند اتخاذ القرارات، فتؤخّر مثل هذا القرار حتى اللحظة الأخيرة.

وبالإضافة لميولك الخاصة فهناك مدى توفر الوظيفة المتعلقة بهذا التخصص، وشخصيًا لا أرى أن ينظر الإنسان فقط لأحد هذين الجانبين من دون الآخر، ولا بد من النظر للأمرين معًا، فإذا تأكد لنا 100% أنه لا فرصة للعمل، فقد لا يكون من الحكمة اختياره، وكذلك إذا تعرفنا على تخصص نضمن أن فيه عملا أو وظيفة إلا أنه لا رغبة لنا فيه أبدًا، ولا أي نوع من الميل، فمن الخطأ الكبير أيضا أن نختاره لمجرد وجود فرصة للعمل فيه.

اكتب على عدة بطاقات صغيرة التخصصات التي تريد الاختيار منها، واكتب تحت كل تخصص إيجابيات وسلبيات كل تخصص، ومن ثم استبعد التخصصات التي لا ترتاح إليها، إما لعدم وجود الرغبة أو أنه ليس لها حظ وافر من فرص العمل.

ومن ثم كرر نفس الأمر على الاختيارات القليلة التي بقيت أمامك، وهكذا حتى تنتهي باختيارين اثنين، وعندها أعد كتابة إيجابيات وسلبيات كل منهما.

ولكي تتمكن من اتخاذ القرار النهائي، يمكنك مثلا أن تقوم ببعض الأمور ومنها على سبيل المثال: • تحدث مع المرشد المهني في مدرستك الثانوية إن وجد.

• إذا كنت تفكر بالفيزياء فتحدث إلى مدرس مادة الفيزياء.

• ادخل إلى مواقع الانترنت للجامعات والفروع المختلفة، فهناك الكثير من الشرح والتوضيح.

• تحدث مع أحد المتخصصين في الفرع الذي تفكر فيه، فلعله يوضح لك بعض الجوانب الغامضة.

• وأخيرًا وليس آخراً: قم بصلاة الاستخارة، فلعل الله يشرح صدرك لأحد الأمور.

أرجو أن يكون في هذا ما يساعدك في أمرك، وفقك الله وجعلك من المتفوقين، ونفع الله بك.
.