قال لي رجل: هنالك أرض كأنها مهجورة، وصاحبها قد توفي؛ والورثة لا يعلمون عنها، فابحث عن مالكها؛ لكي ندلّ الورثة عليها، ونأخذ سعينا لقاء ذلك، وهو لا يعلم شيئًا عن الأرض إلا هذا الظن، ثم بحثت بخبرتي عن أصحاب الأرض، فوجدتهم يعرفونها ويملكونها، وهي بحيازتهم الحيازة الشرعية، فأخبرته بذلك، ثم بعد فترة توسطت أنا لبيع هذه الأرض؛ إذ عرضتها للبيع، ووفّقت في جلب مشترٍ لها، وباعها أصحابها له، وأخذت عمولة سمسرة عن ذلك، فهل للرجل الأول حق في أجرة السمسرة؟ مع العلم أنه لم يتدخل بالبيع إطلاقًا، ولم يدرِ عنه، وإنما بدر منه الذي أسلفته لكم في مقدمة السؤال.

جزاكم الله خيرًا، ونفع الله بكم..

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فإن كان الحال كما ذكرت؛ فلا حقّ للرجل المذكور في شيء من العمولة التي أخذتها مقابل الدلالة على بيع الأرض، إلا أن تتبرع له بشيء بطِيب نفس.والله أعلم..