أود في بادئ الأمر أن أقدم إعجابي بكم وبأسلوبكم المميز في طرح أي موضوع والإبداع في تقديمكم الحلول المناسبة لجميع الناس، جزاكم الله كل خير.

آمين.

أود أن أطرح عليكم مشكلتي والتي ومنذ عام وأن أعاني منها، وجع في مؤخرة الرأس وأحياناً دوخة، وعملت كل ما يخطر ببالك من أشعة وتحاليل، وذهبت إلى طبيب أنف وأذن وحنجرة بادئ الأمر وعملت فحص الاتزان وصورة للأنف؛ لأنه يوجد لدي جيوب أنفية، وأعطاني الطبيب بعض الأدوية للأنف وأدوية للدوخة، وقال لي أنه لا يوجد أي شيء مفزع، ولكني لم أستفد من الأدوية ومن ثم ذهبت إلى طبيب مخ وأعصاب وعملت ـ أم أر أي ـ للرقبة لأنه الشيء المهم الذي يريحني عندما أحس بالدوخة هو عندما أطق رقبتي يميناً ويساراً، وعملت ـ أم أر أي ـ للرقبة وأيضاً لم يكن هناك شيء ـ والحمد لله ـ.

ونصحني الطبيب بأخذ جلسات فيزيوترابي للرقبة، ولكن عندما لا أذهب أحس بوجع في رقبتي وأحس بالدوخة.

الذي أريد أن أسأله بماذا تنصحني يا دكتور؟ فوالله أشعر أن نفسيتي تعبانة جداً من هذا الموضوع، وأرجو منك الرد في أسرع وقت ممكن.

جزاكم الله كل خير، وأطال بأعماركم وأمدكم بالصحة والعافية.

آمين.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هناك أمور مهمة عند تقييم آلام الرقبة، فإن آلام الرقبة شائعة جداً، ومعظم أسبابها هو الشد العضلي والذي يعاني منه ناس كثيرون، وفي حال وجود أعراض قد تشير إلى ضغط على جذر الأعصاب فإن الصورة الشعاعية المغناطيسية ضرورية للتأكد من سلامة جذور الأعصاب، ـ ولله الحمد ـ أنها لم تظهر أي ضغط على جذور الأعصاب عندك، ولم تظهر أي دسك يذكر، وكذلك أنك تأكدت أيضاً من أنه لا يوجد أي سبب للدوخة عندك خاصة من موضوع الأذن الداخلية وجهاز التوازن.

وكثير من الناس يشكون من آلام الرقبة بسبب وضعية غير صحية وبسبب الجلوس على الكمبيوتر غير الصحي أو الإجهاد أثناء النهار وخاصة إن كان عملهم مكتبي يتطلب الجلوس وهم منحنون إلى الأمام، وقد يميلون كثيراً حتى تنحني أكتافهم للأمام ويصير الرأس للأمام وكأنه معاق، وبالتالي يحصل هناك شد وإرهاق لعضلات الرقبة.

لذا فإن أهم عامل هنا يجب التحري عنه هو أنه ما هي الوضعيات التي تريحك وكيفية جلوسك على المكتب لأنك مهما تعمل أو تأخذ أدوية مسكنة فهذا لن يحل المشكلة إلا إذا تجنبت السبب وصححت من وضعيتك، فهناك وضعيات صحيحة للجلوس على المكتب وأمام الكمبيوتر بحيث تكون العينان بمستوى الشاشة، والكتفان مرفوعان، والظهر مستقيم، واليدان مستريحتان على ذراع الكرسي، والرأس مستوىٍ وليس مائلاً إلى الأمام، وأن يكون الكمبيوتر أمامك مباشرة وليس على الجنب، وكل هذا يعني معرفة السبب وتجنب الوضعيات التي تشعر فيها أن العضلات بدأت تؤلمك.

وعند النوم يجب أن تكون الرقبة بنفس مستوى الرأس والجسم.

يقترح أخصائيو العلاج الطبيعي بعض التمارين للوقاية من هذه الآلام أو تخفيف الأثر الناتج عن إرهاق عضلات الرقبة وذلك من خلال بعض تمارين الشد والتقوية لعضلات الرقبة، ويبدأ التمرين عن طريق أخذ حمام ساخن وبعدها وضع منشفة دافئة على كتفيك.

وللحصول على منشفة دافئة ورطبة إما بتبليل المنشفة ووضعها في الميكرويف أو وضعها في ماء ساخن والحرارة الرطبة أفضل من الجافة، ثم تبدأ بعمل تمارين للرقبة ويمكن أن تجدها في الموقع التالي: Http://www.
des.
umd.
edu/os/erg/neck.
html ويجب الاستمرار على هذه التمارين لفترات طويلة ولو لعدة أشهر ثم بعد ذلك على الخفيف وتستمر بها وتراعى الرقبة دائماً لأن الألم قد يعود مرات كلما أرهقت العضلات إلا أن التمارين تقي وتقلل من عودتها إن شاء الله.

وبالله التوفيق.
.