ياشيخ أنتم تقولون: أعرض عن الوسواس وتنصحوننا بعدم الانقياد له، لكن السؤال: إذا جاء الوسواس في العبادة، فهل أحاسب عليه؟ وهل أعبد الله حسب استطاعتي؟ يا شيخ أدخل في الصلاة وأحس ببطلانها وأقاوم بصعوبة وأحس أنني أبطلت صلاتي وأكمل حتى لو بطلت، فهل إذا بطلت أكملها؟ لأنني مريض وأخاف أن أخطئ في الصلاة أو الطهارة؟ وهل إذا بطلت صلاة المسلم يحس بها الإنسان الطبيعي الموسوس؟ وهل إذا قطعت الصلاة أوجاءني أمر بالقطع وأكملت فصلاتي صحيحة؟ فأنا مستعد لو قطعت الصلاة أن أكملها، فهل تقبل أم لا؟..

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فالذي ينبغي للموسوس هو أن يعرض عن الوساوس وألا يلتفت إلى شيء منها وإلا تعرض لما يشق احتماله من العناء، ومن ثم فعليك مهما عرض لك الوسواس أن تعرض عنه وألا تعيره اهتماما، فمهما أوهمك الشيطان أن صلاتك قد بطلت أو أن طهارتك قد فسدت فلا تقطع صلاتك ولا تلتفت إلى هذا الوسواس وامض في عبادتك عالما أنها صحيحة متقبلة ـ إن شاء الله ـ فإنك إنما تحاسب على ما شرعه الله لك وكلفك به، وقد كلفك في هذه الحال بما ذكرنا من عدم الالتفات للوسوسة، فإذا فعلت ما أمرك الله به فلا تبعة عليك وبرئت ذمتك بذلك، وانظر الفتوى رقم:

160599