أنا شاب ملتزم -بفضل الله -، عمري 27 سنة، حاصل على شهادة جامعية، لكني لم أعمل بها بعد، خطبت قريبة لي في مثل سني، ذات دِين وخلق عال، ووعدتها بالزواج بعد عامين من الخطبة، وقد كانت عندي تجارة خفيفة في بيع بعض المواد التجميلية، لكني تركتها بعدما سمعت أن فيها شبهة من حيث كونها مقلدة، وليست أصلية، ولما تحتويه من بعض المكونات المحرمة -كالكحول، وغيرها-، وكنت أحتسب ذلك لوجه الله ، وأطمع أن يعوّضني الله خيرًا من تلك التجارة، وأن الزواج في حد ذاته يجلب الرزق..
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فنسأل الله تعالى أن يجزيك خيرًا على الحرص على الكسب الحلال الذي لا شبهة فيه، وحرصك أيضًا على النكاح، وإعفاف نفسك.والمرجو أن يغنيك الله من فضله، وييسر لك أمر النكاح، فهو القائل سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2}، وثبت في مسند أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنك لن تدع شيئًا اتقاء الله ، إلا أعطاك الله خيرًا منه.فاستعن بالله ، وتضرّع إليه، وسله التوفيق، وابذل الأسباب في البحث عن العمل، مستعينًا بمن تثق بهم من أقربائك وأصدقائك.
والفقر ليس مانعًا شرعًا من النكاح، بل هو من أسباب الغنى، كما ثبتت بذلك نصوص الكتاب والسنة، وسبق بيان ذلك في الفتوى: 7863.فللفقير أن يقدم على النكاح؛ بشرط إخبار المرأة بذلك، كما بينا في الفتوى:
والله أعلم..