أعاني من اضطراب في تديني, أكون في فترة طويلة كثيرة العبادة ثم أقع في ذنب ما فيقسو قلبي وأفتر في عبادتي وتكثر مع هذا الفتور زلاتي و ذنوبي, ثم ما ألبث أن أعود إلى ربي بعد أن أوجعني ألم البعد عنه، فهذا حالي منذ زمن طويل، وقد أذن لي ربي أن أدرك أن أكثر الذنوب التي أقع فيها ذنوب شهوة فابن خالتي يسكن معنا في البيت ويأكل معي ويتحدث إلي دون ضرورة وأنا كذلك دون مراعاة أنه أجنبي عني وذلك بدعوى أنه في مقام أخي، كما أني أدرس في جامعة مختلطة ورغم أنني لا أكلم الرجال فيها إلا لحاجة إلا أني لا أغض بصري أثناء التحدث إليهم وأبتسم في بعض الأحيان، وقد جاهدت نفسي أيما مجاهدة لترك هذا الذنب، لكنني أفلح ثم ما يلبث أن يغلب طبعي تطبعي، وأدعو الله منذ عام تقريبا وفي كل أوقات الإجابة خصوصا في القيام أن يرزقني الزوج الصالح الذي يعفني، لكن دعائي لا أراه يستجاب لكثرة ذنوبي وتذبذبي في علاقتي بخالقي فكيف الخلاص من ذنوبي؟ وكيف السبيل لاستجابة دعائي؟ فإني على حافة اليأس والقنوط..

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقد أصابت الأخت السائلة في حكمها على الاختلاط الذي يخلو من مراعاة الضوابط الشرعية بأنه معصية سواء في الجامعة، أو مع ابن خالتها، والأخير أشد لما علم من التساهل معه وترك الإنكار، فالواجب الحذر منه أعظم من غيره، وهذه الذنوب تجب التوبة النصوح منها وذلك بالإقلاع عن المعصية فورا، والندم والعزم على عدم العود لمثلها، وراجعي في شؤم المعاصي والتوبة منها، وما يعود على العبد من آثار الذنوب والمعاصي والبعد عن الله ، في الفتاوى التالية أرقامها:

56211�

49228�

41620�

56444.

وراجعي في الشروط الواجب توافرها لجواز مخاطبة المرأة للرجال الفتويين رقم:

12562�

136661

ولكننا نلفت نظرها في الوقت نفسه إلى أن القنوط واليأس من رحمة الله تعالى أعظم وأكبر من هذا الذنب الذي ذكرته في سؤالها، فلا يصح أن يوقعها الخوف من الذنب في ذنب أكبر وأعظم، وراجعي في اليأس والقنوط الفتويين رقم:

134641

كما لا يصح أن يحملنا استعجال الإجابة على ترك الدعاء، وراجعي في تفصيل ذلك الفتويين رقم:

140414

111052

وراجعي في عوامل الفتور وكيفية علاجه وبيان وسائل تقوية الإيمان وكيفية المحافظة على الهداية والاستقامة، الفتاوى التالية أرقامها:

17666�

10800�

30035.

والله أعلم..