سؤال و جواب . كوم
سؤال وجواب | معنى الذل والافتقار وكيف يحققهما العبد المسلم؟
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | كيف تنفصل المرأة عن زوجها إذا رفض الطلاق- سؤال وجواب | باب التوبة مفتوح
- سؤال وجواب | تحذير الفتاة من العلاقة والمكالمات مع الشباب
- سؤال وجواب | كيف تعامل زوجة أخيها سيئة الخلق
- سؤال وجواب | ما هي ولاية الفقيه عند الشيعة؟
- سؤال وجواب | فقدان الشهية وعلاقته بالدورة الشهرية
- سؤال وجواب | الزاد النافع للعبد في غربته
- سؤال وجواب | طريق العودة إلى الله . والتخلص من الذنوب
- سؤال وجواب | هل أدخل تجربة أطفال الأنابيب بعد الإجهاض بسبب التكيس؟
- سؤال وجواب | بعد ظهور أضراس العقل أصبحت أعاني من مشاكل صحية عديدة!
- سؤال وجواب | حكم تلبية دعوة الأقارب في حال وجود منكر
- سؤال وجواب | حكم طلاق الكناية المعلق
- سؤال وجواب | علاج وساوس الطهارة
- سؤال وجواب | برمجة موقع خاص بزيادة التفاعل على منصات التواصل دون العلم بكيفية الزيادة
- سؤال وجواب | الطرق الصوفية المعاصرة
قرأت في كتاب "مدارج السالكين" لابن القيم : يحكى عن بعض العارفين : دخلت على الله من أبواب الطاعات كلها ، فما دخلت من باب إلا رأيت عليه الزحام ، فلم أتمكن من الدخول ، حتى جئت باب الذل ، والافتقار ، فإذا هو أقرب باب إليه ، وأوسعه ، ولا مزاحم فيه ، ولا معوق ، فما هو إلا أن وضعت قدمي في عتبته : فإذا هو سبحانه قد أخد بيدي ، وأدخلني.
" مدارج السالكين ".
فما هو الذل ، والافتقار ، المقصود هنا الذي يوصل لهذا المقام العظيم ؟ يعني : هل يوجد في عبادة بعينها أكثر من أي عبادة ؟ فوالله محتاجون ، ضعفاء إيماناً.
والله المستعان .
.
الحمد لله.
أولاً: الحكمة من خلق الإنسان هي : عبادة الله وحده لا شريك له ، كما قال تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ ) الذاريات/ 56.
وأركان العبادة هي : كمال الذل والخضوع ، مع كمال المحبة ، لله تعالى.
قال ابن القيم رحمه الله : وعبادة الرحمن غاية حبه ** مع ذل عابده هما قطبان وعليهما فلك العبادة دائر ** ما دار حتى قامت القطبان " النونية " ( ص 35 ).
وقال ابن القيم رحمه الله أيضاً - : والعبادة تجمع أصلين : غاية الحب ، بغاية الذل والخضوع , والعرب تقول : " طريق معبَّد " أي : مذلَّل ، والتعبد : التذلل والخضوع ، فمن أحببتَه ولم تكن خاضعاً له : لم تكن عابداً له , ومن خضعت له بلا محبة : لم تكن عابداً له ، حتى تكون محبّاً خاضعاً.
" مدارج السالكين " ( 1 / 74 ).
فتحقيق الذل إذاً يكون بتحقيق العبودية لله تعالى وحده ، والعبد ذليل لربه تعالى في ربوبيته ، وفي إحسانه إليه.
قال ابن القيم – رحمه الله - : فإن تمام العبودية هو : بتكميل مقام الذل والانقياد ، وأكمل الخلق عبودية : أكملهم ذلاًّ لله ، وانقياداً ، وطاعة ، والعبد ذليل لمولاه الحق بكل وجه من وجوه الذل ، فهو ذليل لعزِّه ، وذليل لقهره ، وذليل لربوبيته فيه وتصرفه ، وذليل لإحسانه إليه ، وإنعامه عليه ؛ فإن مَن أحسن إليك : فقد استعبدك ، وصار قلبُك معبَّداً له ، وذليلاً ، تعبَّدَ له لحاجته إليه على مدى الأنفاس ، في جلب كل ما ينفعه ، ودفع كل ما يضره.
" مفتاح دار السعادة " ( 1 / 289 ).
قد يظهر الذل في عبادة أعظم منه في عبادة أخرى , وأعظم العبادات التي فيها عظيم الذل والخضوع لله هي : الصلاة المفروضة , والصلاة ذاتها تختلف هيئاتها وأركانها في مقدار الذل والخضوع فيها ، وأعظم ما يظهر فيه ذل العبد وخضوعه لربه تعالى فيها : السجود.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : لفظ " السجود " ، فإنه إنما يستعمل في غاية الذل والخضوع ، وهذه حال الساجد.
" جامع الرسائل ، رسالة في قنوت الأشياء " ( 1 / 34 ).
ثانياً : أما الافتقار إلى الله فهو مقام عالٍ يصل إليه العبد من طرق كثيرة ، لعل أبرزها : العبودية ، والدعاء ، والاستعانة والتوكل.
1.
فإذا تحصَّل العبدُ على مقام الذل لربه تعالى : ظهر مقام الافتقار ، وعلم أنه لا غنى له عن ربه تعالى ، بل صار مستغنٍ بربه عن غيره ، فكمال الذل ، وكمال الافتقار : يَظهران في تحقيق كمال العبودية للرب تعالى.
قال ابن القيم رحمه الله : سئل محمد بن عبد الله الفرغاني عن الافتقار إلى الله سبحانه ، والاستغناء به ، فقال : " إذا صح الافتقار إلى الله تعالى : صحَّ الاستغناء به ، وإذا صح الاستغناء به : صحَّ الافتقار إليه ، فلا يقال أيهما أكمل : لأنه لا يتم أحدهما إلا بالآخر ".
قلت : الاستغناء بالله هو عين الفقر إليه ، وهما عبارتان عن معنى واحد ؛ لأن كمال الغنى به هو كمال عبوديته ، وحقيقة العبودية : كمال الافتقار إليه من كل وجه ، وهذا الافتقار هو عين الغنى به.
" طريق الهجرتين " ( ص 84 ).
2.
ومما يظهر فيه مقام الافتقار إلى الله تعالى : الدعاء ، وخاصة بوصف حال الداعي ، كما قال موسى عليه السلام : ( رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ) النمل/ 24 ، وكما قال تعالى عن أيوب عليه السلام : ( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) الأنبياء/ 83 , وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : (اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلاَ تَكِلْنِى إِلَى نَفْسِى طَرْفَةَ ، عَيْنٍ وَأَصْلِحْ لِى شَأْنِى كُلَّهُ ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ) رواه أبو داود (5090) ، وحسَّنه الألباني في "صحيح أبي داود".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : والمقصود هنا : الكلام أولاً في أن سعادة العبد في كمال افتقاره إلى ربه ، واحتياجه إليه ، أي : في أن يشهد ذلك ، ويعرفه ، ويتصف معه بموجب ذلك ، من الذل ، والخضوع ، والخشوع ، وإلا فالخلق كلهم محتاجون ، لكن يظن أحدهم نوع استغناء ، فيطغى ، كما قال تعالى ( كَلاَّ إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَِآهُ اسْتَغْنَى ).
" مجموع الفتاوى " ( 1 / 50 ).
3.
ومما يظهر فيه مقام الافتقار إلى الله تعالى : حين يستعين العبد بربه ويتوكل عليه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : إذا تبين هذا : فكلما ازداد القلب حبّاً لله : ازداد له عبودية ، وكلما ازداد له عبودية : ازداد له حبّاً ، وفضَّله عما سواه ، والقلب فقير بالذات إلى الله من وجهين : من جهة العبادة الغائية ، ومن جهة الاستعانة والتوكل ، فالقلب لا يصلح ، ولا يفلح ، ولا ينعم ، ولا يسر ، ولا يلتذ ، ولا يطيب ، ولا يسكن ، ولا يطمئن ، إلا بعبادة ربه وحبه ، والإنابة إليه ، ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات : لم يطمئن ، ولم يسكن ؛ إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه من حيث هو معبوده ، ومحبوبه ، ومطلوبه ، وبذلك يحصل له الفرَح ، والسرور ، واللذة ، والنعمة ، والسكون ، والطمأنينة.
وهذا لا يحصل له إلا باعانة الله له ؛ فإنه لا يقدر على تحصيل ذلك له إلا الله ، فهو دائماً مفتقر إلى حقيقة : ( إياك نعبد وإياك نستعين ).
" العبودية " ( ص 97 ).
والعبد مفتقر إلى الله تعالى في كل شيء ، في خلقه ووجوده وفي استمراره وحياته ، وفي علومه ومعارفه ، وفي هدايته وأعماله ، وفي جلب أي نفع له ، أو دفع أي ضرر له ، وهذا هو معنى : "لا حول ولا قوة إلا بالله".
نسأل الله تعالى أن يغنينا بالافتقار إليه.
والله أعلم.
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | إلى أي سن يستمر نمو طول القامة؟- سؤال وجواب | تركها زوجها أربع سنوات بلا جماع ولا نفقة فهل تعتبر مطلقة
- سؤال وجواب | الزواج عند الحاجة إليه
- سؤال وجواب | حكم قيام صاحب بقالة بتأجير الجرائد
- سؤال وجواب | ما هي الأطعمة التي تقوي الأعصاب؟
- سؤال وجواب | اعاني من قلق وخوف واكتئاب وأريد علاجا لحالتي.
- سؤال وجواب | موقف طالب العلم إذا عصى في صغره فهدد بفضح أمره
- سؤال وجواب | مد الإنسان رجليه بين الجالسين يختلف حكمه حسب الأحوال
- سؤال وجواب | حديث: "إن من السرف أن تأكل كل ما اشتهيت" موضوع
- سؤال وجواب | فضل طلب العلم ومذاكرته وعدم إهماله
- سؤال وجواب | من يسيء إلي هل يصح معاملته بالمثل؟
- سؤال وجواب | أعاني من عسر المزاج مما يؤثر على دراستي، كيف أتخلص من ذلك؟
- سؤال وجواب | بيان وتفصيل حول الاختلاط بين الجنسين
- سؤال وجواب | حكم الزواج الذي تم بغرض التحليل بلا دخول
- سؤال وجواب | المعنى اللغوي لكلمة (شاة)
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا