السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ عدة سنوات حللت سائلاً منوياً فكان خالياً من النطاف، وحللت التسوستيرون والـ Fsh lh فكان طبيعياً والحمد لله، فطلب مني الدكتور أخذ خزعة من الخصية فرفضت وما زلت على حالي.

أريد أن أعرف ما هي الأسباب التي تجعل الخصيتين غير منتجتين للنطاف؟ وأريد أيضاً أن تذكر لي ما هي الصور والأشعة التي يمكن إجراؤها على الخصيتين؟ وما فائدة كل منها؟ وهل يمكن من هذه الصور معرفة إن كانت الخصيتان سليمتين، وأن هناك انسداداً بالبربخ؟ وما هي آخر الأبحاث العلمية في حل هذه المشكلة؟ وسمعت مؤخراً عن زرع الخصية، فإذا زرعت خصية أحدهم هل يكون الولد ابني أم ابن صاحب الخصية؛ لأني سمعت أنها جائزة شرعاً، فهل الخصية المزروعة ستنتج نطافاً لي أم لصاحب الخصية؟ وأنا صاحب الاستشارة ( )، هل هناك علاقة بين ما كتبته لك في هذه الاستشارة وبين الاستشارة السابقة؟ وشكراً...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسباب كثيرة تؤدى إلى عدم إنتاج الخصية للنطاف، ويمكن تقسيم ذلك في البداية إلى مجموعتين كبيرتين وهما: 1- مجموعة أسباب لا يكون فيها انسداد في مسار السائل المنوي، ويكون الخلل في وظيفة الخصيتين، ويكون ذلك بسبب خلل هرموني، نتيجة أمراض جينية ووراثية تؤثر على إفراز بعض الهرمونات من غدد في الرأس، فيؤدي ذلك إلى نقص الهرمونات المفروزة من الغدة الكظرية، وبالتالي إلى نقص هرمونات الذكورة التي تسبب بداية واستمرار إنتاج النطاف من الخصية، وهذه الحالات مستبعدة عندك؛ نظراً لأنك ذكرت أن هرمون Fsh.

lh في المعدلات الطبيعية.

وهناك أسباب أخرى تندرج تحت هذه المجموعة وتكون المشكلة فيها في الخصية ذاتها؛ حيث يكون هناك أيضاً مرض وراثي يصيب الخصية، ويسبب تليف الخصية وصغر حجمها وعدم إنتاجها للنطاف مثل متلازمة كلاينفلتر، وأيضاً قد يكون هناك أمراضٌ أصابت الخصية مثل التهابات أو أورام أو إشعاع قد تسبب في توقف الخصية عن نشاطها، وغالباً ما يصحب هذه الحالات ارتفاع في هرمونات Fsh,lh.

وأيضاً يمكن استبعاد ذلك عندك، ولكن يتبقى أسباب أخرى لا يكون هناك فيها خلل هرموني ولا هناك انسداد في مجرى السائل المنوي، ويكون الخلل في عمل الخصية نتيجة غياب الخلايا الجذعية التي يخرج منها النطاف ويكون فيها حجم الخصبة سليماً وكذلك الهرمونات، ولكن لا توجد نطاف في السائل المنوي.

2- أسباب تتعلق بانسداد قنوات مرور السائل المنوي، سواء في البربخ أو غياب القنوات الناقلة للنطاف نتيجة عيب خلقي، ويكون في هذه المجموعة من الأسباب معدل طبيعي للهرمونات مع حجم طبيعي للخصية.

لذا يجب في البداية تشخيص الحالة ويكون ذلك بأخذ عينة من الخصية لتحديد السبب فلا يمكن في كثير من الأحيان الوقوف على السبب إلا بأخذ عينة من الخصية؛ لمعرفة هل السبب هو غياب الخلايا الجذعية من الخصية، أم السبب توقف نشاط الخصية أم أن السبب هو انسداد في القنوات الناقلة للسائل المنوي؟ وقد يفيد عمل أشعة تليفزيونية على الخصية لتحديد البؤر النشطة في الخصية والتي يمكن منها أخذ عينة تحتوي على نطاف من أجل الحقن المجهري حيث في حالات غياب الخلايا الجذعية أو توقف نشاط الخصية أو وجود انسداد لا يمكن إصلاحه جراحياً يكون الحل هو أخذ عينة من الخصية والبحث عن حيوانات منوية من أجل الحقن المجهري.

ولا توجد أبحاث تتعلق بما ذكرت من زرع خصية من شخص آخر، فهذا أمر لم أره ولم أشاهد أحداً قام به، وأعتقد أن ما تعنيه هو استخدام الهندسة الوراثية لتحفيز نشاط الخصية والخلايا الجذعية.

لذا في النهاية لابد من أخذ عينة من الخصية وهذه العينة تكون تشخيصية، وكذلك يمكن إذا وجد فيها حيوانات منوية أن تستخدم في الحقن المجهري بعد إعداد الزوجة، أو يمكن الاحتفاظ بها لعشرات السنين من خلال التبريد.

والله المستعان..