السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أبي أصيب بقرحة معدة حادة، حيث كان يتقيأ بعد كل وجبة، وذهب إلى الطبيب، وعمل منظارا، وتم اكتشاف القرحة، فأخذ الدواء حتى تحسنت حالته، إلا أنه يرفض عمل الحمية، ويأكل كل شيء، إضافة إلى أنه يدخن.

هل هذا يؤثر على المعدة؟ مع العلم أنه لم يعد يتقيأ، لكن يخرج من فمه بلغم كثير، فما سبب البلغم؟ هل هو ناتج عن المعدة؟ وكيف يمكن معرفة إن شفي من القرحة؟ جزاكم الله خيرا.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قرحة المعدة تحتاج إلى وقت طويل للشفاء، مع ضرورة الاستمرار على تناول الأدوية الموصوفة، ولكن الأهم من تناول الأدوية هو الإقلاع تماما عن التدخين، لأن التدخين يعتبر أحد أهم أسباب قرحة المعدة، والاستمرار في التدخين معناه للأسف تأخر شفاء القرحة، أو تجدد الإصابة بها.

مع ضرورة الامتناع عن تناول الوجبات الحارة والدسمة، والتعود على تناول وجبات خفيفة ومتكررة، حتى تتهيأ للمعدة فرصة زائدة في الشفاء، ومن المهم فحص جرثومة المعدة في البراز، والتي تؤدي إلى القرحة والالتهاب المزمن في كثير من الأحيان، والجرثومة تسمى H-Pylori، وفي حال وجودها، فإن علاجها يساعد أيضا في علاج التهاب الرئتين المزمن في نفس الوقت.

والإرادة القوية، والعزيمة، والرغبة في الشفاء، هي الحافز الوحيد للإقلاع عن التدخين، ويحتاج المريض بعض الصبر لتجاوز مرحلة الغبة في التدخين، للتخلص من إدمان السيجارة إلى 15 يوما فقط، لكي تتخلص خلاياه، وبعد تلك الأيام وبعد انسحاب مادة النيكوتين المسببة للإدمان من دم المدخن، فلن يعود الوالد إلى السيجارة مرة أخرى، والعودة تكون بسبب ضعف الإرادة وضغط الأصدقاء، وليس بسبب الحنين والرغبة في التدخين.

وللمساعدة في الإقلاع عن التدخين يوجد في الصيدليات الكبرى Nicotine patches، وهي لصقات توضع على الكتف، ويوجد Nicotine gum أو اللبان بجرعات 2 و 4 مج، ويوجد البخاخ في الأنف Nicotine nasal spray، ويوجد بخاخ الفم Nicotine mouth spray، وقبل كل ذلك توجد العزيمة والإرادة القوية كما قلنا، فقط 10 أيام وسوف تنسحب كل المواد السامة من جسم الوالد -حفظه الله -، ويصبح العودة إلى السيجارة بسبب ضعف الإرادة، وليس بسبب الإدمان عليها.

والبلغم الذي يخرج من الرئتين وليس المعدة لوجود التهاب مزمن في القصبة الهوائية والرئتين، نتيجة للتدمير المتواصل في الحويصلات الهوائية، وفي حال عدم الامتناع عن التدخين فإن الأمر سوف يصل في النهاية إلى فشل في الجهاز التنفسي، وتدمير شبه كامل للحويصلات الهوائية، مما يقلل من فرص تناول الأكسجين مع ثاني أكسيد الكربون، وتقل كمية الأكسجين الواصلة للدم، مما يؤثر على العمليات الحيوية، ويؤدي إلى مزيد من ضيق التنفس.

ومن المهم عمل مزرعة للبلغم قبل البدء في تناول مضاد حيوي مناسب حسب نتيجة المزرعة، مع ضرورة استعمال بخاخ مضاد للالتهاب وموسع للشعب الهوائية مثل Symbicort 160، مرتين أو ثلاث مرات في اليوم، ولمدة أسبوعين أو أكثر؛ للمساعدة في توسيع مجرى التنفس لسهولة التخلص من البلغم.

وفقكم الله لما فيه الخير.
.