السلام عليكم.

تعرض أخي لحادث، وأصيب إثر ذلك بنزيف الدماغ، وقال الأطباء: بأنه لا يحتاج لتدخل جراحي، ودخل على إثرها في غيبوبة مدة خمسة أشهر، والآن وخلال الشهر السادس بدأ يفيق.

لكنه لا يتذكر إلا الماضي القديم، والأشياء التي حدثت خلال هذه السنة لا يتذكرها، فقط يتذكر أشياء قديمة جداً، وصوته تغير، وأيضاً مخارج الحروف ليست سليمة عنده، وهو الآن بصحة جيدة، ولا يشتكي من كسور ولا أي شيء آخر، وأيضاً نزيف الدماغ توقف، لكنه لا يتحرك ولا يستطيع الجلوس والمشي، فقط يحرك يديه ورجليه.

أفيدوني، جزاكم الله خيراً...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى لأخيك العافية والشفاء.

أيتها الفاضلة الكريمة: أولاً لا بد أن تجلسوا مع الطبيب المعالج، طبيب الأعصاب أو جراح المخ أو طبيب العلاج التأهيلي الذي يشرف على أخيكم، تجلسوا مع هؤلاء الأطباء، ومن حقكم أن تعرفوا كل المعلومات، الآن لا أحد يُخفي معلومة، وهذا واجب، والطبيب الذي يخفي معلومة من الحق الأهل معرفتها، من وجهة نظري مثل كاتم الشهادة كما قال تعالى: {ولا تكتموا الشهادة}، فالمعلومات متوفرة، ومن يريد أن يطلع عليها ذلك من حقه، فمن وجهة نظري هذا مهم، وأنا متأكد أن الأطباء يتعاملون بسرية واحترام فيما يخص الأهل بالمعلومات.

من ناحية أخرى: هذا الأخ – حفظه الله – لا شك أن الإصابة الدماغية التي تعرض لها كانت كبيرة، هذا الرشح أو النزف الذي حدث له أثر على مراكز هامة في الدماغ، مثل مركز الذاكرة، مركز الكلام، وهذه كلها موجودة في الفص الصدغي والفص الجنبي والفص الجبهي، وكذلك أثر على الجهاز العصبي الذي يتحكم في الحركة، وأنا أرى أن هنالك - إن شاء الله تعالى – بوادر تحسُّنٍ، هذا التحسُّن قد يكون بطيئًا، لكنه سوف يحدث - إن شاء الله تعالى -.

من رحمة الله أن خلايا الدماغ الآن اتضح أنه يمكن إعادة تعليمها، يمكن إعادة تدريبها، وهذا يتم من خلال العلاج التأهيلي.

هذا الأخ – حفظه الله – محتاج لأخصائي العلاج الوظائفي ليدربه على الأشياء التي افتقدها، محتاج لأخصائي التخاطب، ومحتاج لأخصائي العلاج الطبيعي، هؤلاء يمثلون الـ (team) أو الفريق العلاجي الحقيقي الذي يستفيد منه الأخ - إن شاء الله تعالى –، وأنا أعرف أن المملكة العربية السعودية - بفضل الله تعالى – بها خدمات طبية متميزة، فأرجو أن يستفيد هذا الأخ من هذه الخدمات - إن شاء الله تعالى-.

التحسُّن كما ذكرت لك سوف يأتي، لكن يجب ألا نضيع فرصة التمارين التخاطبية وتمارين الإدراك والتوعية عن طريق العلاج الوظائفي، وتمارين تحريك العضلات، وهذه كلها معروفة لدى الأطباء.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد..