السلام عليكم أنا أم لطفلين، وعمري 37 سنة، استخدمت لولباً هرمونياً، وبعدها بدأت الدورة الشهرية تأتي متقطعة ثم انقطعت نهائياً، وأصبحت أعاني من حساسية في وجهي، وأصبحت أستخدم حقنة ديكسوميثازون شهرياً، وعندما ذهبت لطبيب النساء المختص، أبلغني أن اللولب الهرموني ليس له علاقة بالحساسية والخمول الذي أعاني منه، وبناء عليه عملت تحليلاً للغدة الدرقية وكانت سليمة، مع العلم أن الطبيب لجأ لهذا النوع من اللولب بعدما عانيت من مشاكل من اللولب النحاسي.

انتهت المشاكل التي سببها لي اللولب النحاسي، لكن سؤالي: هل انقطاع الدورة الشهرية خطر على صحتي؟ مع العلم أن الدكتور أكد لي أنه أسلم وأفضل حل لمنع الحمل بالنسبة لي، وهل الخمول والصداع والحساسية التي أعاني منها، لها علاقه بهذا الموضوع أم لا؟ وشكراً.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل -يا عزيزتي- إن طبيبك محق في كلامه، فاللولب الهرموني ليس هو السبب في حدوث الحساسية عندك، كما أنه ليس السبب في الأعراض التي تعانين منها، وأغلب الظن أن الصداع والخمول لهما علاقة بحالة الحساسية التي تصيبك في الوجه، وقد تكون هذه الحساسية ناتجة عن اختلال في مناعة الجسم، أي قد يكون لديك مرض من الأمراض التي تنتمي إلى فصيلة ما نسميه بـ(أمراض المناعة الذاتية)، وأغلب الأمراض المناعية علاجها هو الكورتيزون، وهو نفسه (الديكساميتازون) الذي تأخذينه على شكل حقن شهرية، والكورتيزون نفسه يسبب الصداع والخمول، فهذه من الأعراض الجانبية الشائعة جداً له.

إذاً -يا عزيزتي- على الأغلب أن حالة الحساسية عندك، والعلاج المستخدم لها وهو(الديكساميتازون) قد تكون هي الأسباب الأساسية في ظهور الصداع والخمول عندك.

إن اللولب الهرموني يقوم بإفراز كمية بسيطة من هرمون البروجسترون يومياً، وهذا الهرمون يوجد أصلاً في الجسم، وهو يجعل بطانة الرحم ضامرة غير قادرة على الانسلاخ، مما يؤدي لحدوث تباعد في الدورة، ثم انقطاعها مع الوقت، وهذا لا يسبب أي مشكلة للسيدة أو ضرر، بل هو كما قال لك طبيبك أفضل للرحم، وأفضل للجسم، فهرمون البروجسترون في هذه الحالة يؤدي لحماية بطانة الرحم من أي تضخم غير حميد، ومن تشكل الأورام –لا قدر الله -، كما أن عدم نزول الدورة يوفر كمية الدم التي تتم خسارتها شهرياً، فيمنع حدوث فقر الدم، وهذا النوع من اللوالب آمن جداً، وهو لا يستخدم فقط كطريقة لمنع الحمل، بل يستخدم في علاج بعض الأمراض النسائية، لذلك اطمئني فلا خطر من وجوده، والخصوبة والدورة ستعود لطبيعتها بعد نزعه -إن شاء الله -.

نسأل الله -عز وجل- أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية.
.