لدى طفل عمره خمس سنوات، يُعاني من الكهربا الزائدة في المخ، له سنة يُعالج منها، ومنذ 7 أشهر عملت رسماً للمخ، فوجدت أن الكهرباء زائدة عما قبل ، وهذه الحالة تأتيه على هيئة عصبية شديدة.

عملت له جلسات سلوك، فأحياناً يكون طبيعياً وأحياناً لا.

العلاج الذي أعطيه له هو تيجراتول 2% وسيكودال ، يأخذ التيجراتول 5 سنتى الصبح، و5 سنتى الظهر، و7 ونصف بالليل، أما السيكودال فنصف قطارة بالليل، وألاحظ أن العلاج بطيء جدا.

عملت تحليل كبد وكلى، وكانت النتيجة 14و16، ولا أعرف ماذا أعمل! أرجوك رد علي بسرعة!..

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد، فإن زيادة كهرباء الدماغ تعني أنه توجد بؤرة نشطة داخل الدماغ، وهذه البؤرة النشطة يتم إخمادها أو تعطيلها عن طريق الأدوية المضادة للتشنجات، ومنها عقار (تجراتول) يعتبر من أفضل الأدوية لعلاج مثل هذه الحالات.

أيها الفاضل الكريم: التحكم في زيادة الكهرباء ليس بالأمر الصعب، ويتم ذلك من خلال إعطاء الدواء الصحيح مع الجرعة الصحيحة، والتي يجب أن تناسب عمر ووزن الطفل، وهذا لا يتحقق إلا بالمتابعة مع الطبيب المختص، وفي مثل حالة ابنك أفضل طبيب هو طبيب الأطفال المختص في أمراض الأعصاب، والحمد لله تعالى مصر مليئة بالكفاءات الطبية، فيا أخي الكريم هذا هو الذي أنصحك به -أي المتابعة الطبية المنتظمة مع الطبيب المختص، وهذه الحالة دائمًا تحتاج لعلاج ما بين سنتين إلى ثلاث، وفي بعض الحالات ربما يحتاج المريض لفترة أطول من ذلك-.

لا تنزعج أبدًا لما ذكر أن رسم المخ الكهربائي لم يكن مشجعًا، فهذا لا يعني أبدًا أن الحالة متدهورة، فقط يعني أن الحالة لم يتم فيها التحكم بصورة كاملة، وهذا يعني أن الطبيب يجب أن يقوم بمراجعة الأدوية من ناحية جرعتها أو من ناحية استبدالها، فهنالك أدوية أخرى بجانب التجراتول والسيكودال يمكن أن تساعد في مثل هذه الحالة، لكن هذا الأمر يُترك للطبيب المختص.

بالنسبة للعصبية الشديدة، أنا حقيقة أربط ما بين العصبية الشديدة وما بين هذه البؤر النشطة، فهنالك علاقة موجودة، والعصبية الشديدة في حد ذاتها هي مؤشر ودعوى حقيقية لأن يعاد النظر في الدواء، فأرجو أيضًا أن تلفت نظر الطبيب لهذه المشكلة.

ومن جانبكم من الضروري جدًّا أن تعاملوا الطفل معاملة عادية جدًّا، فأرجو أن لا يدلل الطفل كثيرًا؛ لأننا كثيرًا ما نخطئ حين يكون أطفالنا من ذوي الاحتياجات الخاصة أو إذا كان الطفل لديه علة أو مرضاً معيناً، تجدنا ومن منطلق العطف الشديد والغريزة الجبلية في الآباء والأمهات نرتكب أخطاء تربوية كبيرة جدًّا في حقوق أطفالنا، فأنا أنصح حقيقة بأن يعامل الطفل معاملة عادية، يُشجع على الأشياء الإيجابية ويتم تجاهل السلبيات.

هذا شرط تربوي مهم جدًّا.

أخي الكريم: أبشرك أن هذه الحالات يمكن التحكم فيها، والآن توجد أدوية كثيرة جدًّا فعالة، والعلم يسير في تقدم، فأنا أكرر للمرة الثالثة أن موضوع المتابعة هو الضروري جدًّا في مثل هذه الحالات.

إن شاء الله تعالى فحوصات الكبد جيدة ولا بأس بها، وحتى إن ارتفعت أنزيمات الكبد قليلاً فهذا ليس بالأمر المزعج، لأن معظم أدوية علاج التشنجات وزيادة كهرباء الدماغ قد تؤدي إلى زيادة مؤقتة في بعض أنزيمات الكبد.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله له الشفاء والعافية..