السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني منذ ثلاثة أشهر من آلام شديدة جداً في القولون والمستقيم، وخروج مخاط كثيف، ودم بلون أحمر قانٍ في البراز، وقمت بعمل منظار للقولون، وتم أخذ عينات منه ومن المستقيم، وكانت النتيجة أنها التهابات في القولون بأكمله، وفي الطبقة المخاطية له، وكتب لي الطبيب دواء (نيكسيوم) ودواء آخر باسم (بنتازا 500 مجم) وباستخدامه زالت الآلام، ولكنها عادت مرة أخرى بعد مدة شهر ونصف بألم ومخاط ودم في البراز، رغم اتباعي لحمية غذائية أعاني من شدة الآلام وخاصة في منطقة المستقيم عند وبعد التغوط، وأشعر بحرقة شديدة وألم.

أريد أن أعرف هل هذا التهاب قولون تقرحي؟ أم ماذا؟ وهل لطول فترة استخدام البنتازا أي آثار جانبية ضارة؟ وهل هناك دواء آخر تنصحونني به؟ مع العلم أنه بإجراء اختبار لفحص البراز تبين أنه لا توجد أي أنواع من الفطريات أو الميكروبات.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه الأعراض هي أعراض التهاب القولون التقرحي، وهذا المرض يسبب التهاب المعي الغليظ فقط، أي الطبقة الداخلية المخاطية من القولون والمستقيم، حيث يؤدي إلى الالتهاب، وتكوّن قرح أكالة.

هو غالباً ما يبدأ في المستقيم ثم يمتد إلى القولون، ومع أن سببه لا يزال غير معروف، إلا أنه يؤدي في النهاية إلى التهاب بطانة المعي الغليظ وتقرحها لاحقاً، وخروج المخاط والدم والإسهال، وأحياناً ارتفاع درجة الحرارة، وعادة يصيب التهاب القولون التقرحي الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 – 40 سنة، وهو يصيب النساء أكثر من الرجال.

تحدث نوبات التهاب القولون التقرحي على فترات متباعدة، تتخللها في العادة فترات خالية من الأعراض، لذا يجب الاستمرار بالأدوية التي تمنع عودة أعراض المرض، ومنها البنتازا.

أما العلاج فيكون باستخدام الأدوية المضادة للالتهابات، وتعتبر الخطوة الأولى في العلاج، وتتضمن أكثر من نوع من الأدوية، منها (السلفاسالازين Sulfasalazine) والبنتازا، ولها بعض الأعراض الجانبية مثل الغثيان، والقيء، والصداع، وحموضة المعدة.

منها أيضاً: (الميزالامين Mesalamine) وتوجد في صورة أقراص أو لبوس شرجي أو حقنة شرجية، ولها أعراض جانبية أقل.

من الأدوية أيضاً: أدوية (الكورتيزون Corticosteroids) وهي تقلل من الالتهابات، وتستخدم في الحالات المتوسطة والشديدة من المرض، والتي لا تستجيب لأنواع الأدوية الأخرى.

تستخدم لمدة محددة من 3-4 شهور فقط، أو قد تستخدم بشكل حقنة شرجية في حال وجود أعراض، مثل الأعراض التي تشتكي منها، ويكون الالتهاب في القولون.

من الأدوية أيضاً مثبطات جهاز المناعة، وتؤدي إلى تقليل نشاط جهاز المناعة الذي يعتقد أن له دور في الإصابة بالمرض، كذلك تقلل من الالتهابات المسببة للمرض.

استخدام مسكنات الألم في حال وجود ألم يتم إعطاؤها تحت إشراف الطبيب، وبعض الحالات قد يلزم إجراء جراحي.

نسأل الله شفاءً عاجلاً، والله الموفق.
.