السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أتمنى من الدكتور محمد حمودة الإجابة عن سؤالي، قبل شهر ظهرت لي حبة بجانب الشرج بنفس لون الجلد، وأصبحت لا أتحكم بخروج الغازات، حيث تخرج لا إراديا، والآن لا أقابل أحد من الإحراج، وتركت المدينة، وجدت على النت لباس طبي يمنع خروج الغازات ولكن غير متوفر في بلدي، فما العمل؟ وشكرا.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من المهم معرفة إن كانت الحبة خارج فتحة الشرج فهذا يعني أنها ناسور شرجي، وهي فتحة غير طبيعية بين داخل المستقيم والخارج، أي أنها فتحة إضافية وتخرج منها براز وريح دون التحكم بها، أي أن الإنسان لا يشعر بخروج البراز ويجده على الملابس الداخلية.

أما إن كانت الحبة عند حافة الشرج فهي إما أن تكون باسور خارجي أو أن تكون زائدة، وعادة الزائدة إما أن تأتي نتيجة وجود شرخ شرجي أو تكون بسبب بواسير قديمة، أو أحيانا إن كان هناك التهابا في منطقة الشرج.

ومهم جدا أن نعرف إن كان الريح يخرج لا إراديا، أي أنه يخرج دون أن تتحكم فيه، وهذا يحصل في حالتين، فإما أن يكون هناك سلس في الريح، وهذا يحصل إما لأن معصرة الشرج فقدت وظيفتها، وفي هذه الحالة أيضا يخرج البراز دون التحكم فيه، وهذا لا يبدو أنها المشكلة عندك.

والسبب الآخر أن يكون هناك ناسور شرجي، وهي التي تكلمنا عنها، وهي تكون بعيدة قليلا عن فتحة الشرج، ويمكن تمييزها عن فتحة الشرج.

ومن ناحية أخرى ففي بعض الأحيان وبسبب وجود بواسير مثلا فإنه قد يخرج الريح مع صعوبة كبته، وهو هنا ليس لا إراديا، وإنما بسبب كثرته يشعر الإنسان أنه من الصعب احتفاظه داخل الشرج.

يفضل في مثل حالتك مراجعة طبيب مختص بالجهاز الهضمي أو الجراحة العامة للفحص، لأنه إن كان السبب هي بواسير فقد تحتاج لإجراء عملية، وإن كان أي شيء آخر مثل الزوائد شرجية أو لحميات تخرج من فوهة الشرج فكلها تحتاج للاستئصال للتخلص من هذا الوضع.

لا يفيد منع خروج الغازات، وإنما يجب أن نعرف السبب ونعالج وبالتالي نتخلص منه.

وأريد أن أشير إلى أن بعض الناس يشعرون بالحرج من عرض نفسهم على الأطباء، وهذا طبيعي، إلا أن الطبيب يعرض عليه يوميا مثل هذه الحالات، وبالتالي فرؤية المنطقة يمكن أن يعطي التشخيص مباشرة، وكذلك وضع خطة العلاج.

تقول تركت المدينة بسبب الغازات، فهل كان عندك ترك المدينة أهون من عرض نفسك على الطبيب وترك الأمور والتي يمكن أن تتفاقم إن لم يتم معرفة السبب.

بارك الله فيك وعافاك.
.