السلام عليكم أنا شاب أعاني منذ سنة تقريبا من انقطاع النفس عند القيادة، وكأن شيئا ضغطني من الداخل، وألم فظيع في الصدر من جهة القلب، كأن شيئا يريد اقتلاع قلبي من محله، وتنميل قوي جدا في اليدين.

ظننت أنها أعراض جلطة، فأجريت كل الفحوصات والتخطيط والضغط، وكانت النتائج سليمة، وتم صرف ماغني ب ٦ لمدة شهر، ولكنني لم أطمئن كثيرا، فذهبت لدكتور القلب، وعملت التخطيط وفحص الجهد، وطلب الطبيب مجموعة فحوصات، من كولسترول ودم، كانت نتائجها سليمة، ووصف الحالة بأنها (تشس أتاك)، وأعطاني دواء لتنظيم دقات القلب.

انتهى الأمر لمدة سنة، وكل شيء كان على ما يرام، ولكن منذ شهر عادت لي الأعراض ذاتها، ولكن دون ألم في القلب، ولكنني أشعر بضيق من جهة القلب، وانقطاع في النفس لمدة ثوان، وألم خلف الكتف من جهة القلب، وتكرر ذلك منذ أسبوع.

هل تلك الأعراض بسبب مرض في القلب، أم أن هناك مشكلة أخرى؟ مع العلم أنني ذهبت لطبيب القلب منذ أسبوع، وأكد لي سلامة القلب، وطلب مني استخدام دواء لتنظيم دقات القلب، نصف حبة يوميا، مع العلم عند حصول هذه النوبة أتوقف عند أقرب صيدلية، وأقيس ضغط الدم فيكون طبيعيا جدا، وأغلب أوقات حصول النوبة أكون في العمل، أو أثناء قيادة السيارة، فما تشخيصكم لحالتي؟ أفيدوني مع الشكر.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: التشخيص في مثل تلك الأعراض يندرج تحت بند deferential diagnosis، بمعنى وجود أكثر من احتمال لتفسير مثل تلك الأوجاع والنغزات، وإجراء المزيد من الفحوصات والأشعات يساعد في الوصول إلى تشخيص دقيق، وأول تلك الاحتمالات هو وجود تقلص عضلي في عضلات الصدر، نتيجة الجلوس أو الاتكاء، أو الحركة المفاجئة.

وتناول المسكنات، بالإضافة إلى باسط العضلات، وعمل مساج، أو كمادات دافئة يعالج تلك المشكلة، ولا يحتاج الأمر في تلك الحالة إلى فحوصات أو تصوير.

الاحتمال الثاني: أن الرئتين محاطتان بغشاء يسمى الغشاء البلوري pleural cavity، وهذا الغشاء يحيط بالرئتين، ويبطن القفص الصدري، ويحدث في بعض الأوقات التهاب في ذلك الغشاء البلوري، مما يؤدي إلى نوبات من الألم المبرح، وعمل أشعة عادية على الصدر قد يوضح ذلك، إذا تم ملاحظة وجود تجمع سوائل في المنطقة السفلى من الصدر costo-phrenic angles حيث يؤدي الالتهاب إلى تجمع السوائل داخل الرئة، أو داخل الغشاء البلوري، والأشعة العادية والأشعة المقطعية تشخص الحالة، ويتم أخذ عينة من السوائل للتحليل، وللبحث عن الميكروب المتسبب في حدوث تلك السوائل، ومن ثم تناول العلاج المناسب.

يبقى بعد ذلك عمل إيكو على القلب، وتصوير الشرايين، وفحص نسبة الكوليستيرول والدهون الثلاثية، وتحليل أنزيمات القلب، وهذا احتمال غير وارد، خصوصا وأنت شاب في مقتبل العمر، ومن الواضح أن لديك سمنة، لذلك فإن الاحتمال الأول هو الأقرب، خصوصا إذا كنت مدخنا، وتعاني من حكة مزمنة، وعليك العمل على إنقاص الوزن، وممارسة قدر من الرياضة، وتناول المسكنات اللازمة، مع أخذ كبسولات فيتامين د الأسبوعية، ولا مانع من تجربة ارتداء حزام ضاغط على الصدر، وملاحظة الفرق.

وفقك الله لما فيه الخير.
.