أعاني من ألم في الصدر، يأتي الألم كشد من أعلى الصدر إلى فم المعدة، قمت بزيارة الطبيب وعمل لي أشعة للصدر، وأشعة إيكو للقلب، وتحليل إنزيمات قلب، وتحاليل شاملة للجسم، ولله الحمد لم يجد أي شيء، وقال لي القلب سليم ولا يوجد شيء، حتى أني لم أعرف لماذا يأتي هذا الألم؟ أنا في حيرة من أمري، مع العلم بأنه أكثر من مرة تأتيني كتمة في الصدر ولم أعرف الحل.

وشكراً لكم.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ مازن حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد، فأنت لم تذكر لنا عمرك، فآلام الصدر قد تختلف أسبابها باختلاف العمر، فهناك آلام الصدر الناجمة عن تضيق شرايين القلب، فهذه تكون عادة في كبار السن، ولا نضعها في أعلى قائمة الأسباب عند الشباب.

على كل حال: الحمد لله أن أشعة الصدر والتخطيط والإيكو وإنزيمات القلب كانت كلها طبيعية، فهذا يطمئن أن الآلام على الأكثر ليس سببها تصلب شرايين القلب، أو أي مشكلة في صمامات القلب، وهناك أسباب أخرى لآلام الصدر، أذكر أهمها ومواصفاتها، فقد توافق مواصفات هذا الإحساس الذي تشعر به: - ارتجاع حموضة المعدة إلى المريء، وهذا يسبب الإحساس بألم وحرقة خلف وسط الصدر، ويكون عادة بعد وجبة دسمة وعند الاستلقاء، أو عند الانحناء إلى الأمام.

- آلام غشاء الجنب، وهو الغشاء الذي يغطي الرئتين ويزداد ألمه عند أخذ النفس، ويكون متوضعاً في مكان معين ويزداد مع السعال.

- آلام جدار الصدر، وهذا إما أن يكون من المفاصل التي تصل بين الأضلاع والغضاريف الأمامية لجدار الصدر، ويكون الألم متوضعاً في الأمام مكان اتصال الإضلاع بالغضاريف أو الغضاريف مع عظم القص، وهو العظم الذي في أوسط الصدر، ويستطيع المريض أن يتحسس هذه الأماكن ويدل الطبيب على مكان هذه الألم.

من أسباب آلام الصدر: آلام عضلات الصدر، ومنها العضلات التي بين الأضلاع أو عضلات الصدر الخارجية مثل عضلة الصدر الكبيرة، وعضلة الصدر الصغيرة، وعضلات الصدر الجانبية، فهذا قد يحصل فيها شد مثل شد آلام الظهر والرقبة، وتسبب ألماً يزداد مع حركة الصدر، وأحياناً مع أخذ تنفس عميق أو في وضعيات معينة من الجذع، ويخف في وضعيات أخرى.

وقد يخف الألم مع تناول البنادول أو أي مسكن آخر، ويمكن أن تلاحظ أن هذا الألم من أكثر آلام الصدر شيوعاً، وخاصة مع الجلسات الطويلة في وضعيات غير صحية، كأن يجلس مستنداً إلى مسند في وضعية واحدة، أو التعرض لتيار بارد، أو حتى الجلسة غير الصحية في العمل، وقد تسبب شداً على الصدر، ويشعر المريض أن هناك كتمة أو ضيق في الصدر، وكثيراً ما يراجع الطوارئ لهذا الألم ويتم عمل كل التحاليل والتخطيط ويكون كل شيء طبيعياً، ولذا يجب أن تراقب هذه الآلام وتتعرف على طبيعتها، والأشياء التي تزيدها وتتجنبها، والحمد لله أن القلب قد تم التأكد من سلامته.

نسأل الله شفاءً عاجلاً، والله الموفق.
.