أعاني من إمساك مزمن منذ سنة، بالرغم من أني أشرب ماء كثيرا، وآكل خضروات كثيرة جدا، وتفاحاً، ولا أشعر بألم، وإنما أشعر بعدم راحة في أسفل البطن من الجانب الأيمن إلى الجانب الأيسر، ربما بسبب الإمساك، وعدم التفريغ الكامل.

عندما أفرغ بسرعة يكون شكل البراز طبيعياً، وعندما أفرغ متأخراً يكون شكل البراز أسود.

أرجو التشخيص لحالتي، مع كتابة الفحوصات اللازمة، والعلاج.

ولكم جزيل الشكر.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعرف الإمساك بأنه الحالة التي يكون فيها: 1.

عدد مرات التغوط أقل من 3 مرات أسبوعيا خلال فترة 12 أسبوعا.

2.

أو إذا تطلب التغوط جهدا لإكماله.

3.

أو إذا كان التغوط ناقصا، وعدم الارتياح الكامل بعد التغوط، وعدم الإحساس بالإفراغ الكامل.

4.

إذا كان البراز قاسيا وصلبا.

5.

أو إذا احتاج المريض الاستعانة بالأصبع من أجل التغوط، أو دفق الماء ليتم البدء بالتغوط.

تعتبر حالة الإمساك عرضا للعديد من الأمراض في الجهاز الهضمي، والسبب الأهم هو السبب الوظيفي: عدم وجود أي مرض عضوي كمسبب للإمساك، ويحدث: 1.

إما نتيجة عادات غذائية؛ كنقص كمية الألياف في الغذاء -والمتوفرة بالخضر والفواكه، والخبز المصنع من القمح الكامل-.

أو نقص في الحركة والرياضة؛ حيث يساعد ذلك على تسريع وانتظام حركة الأمعاء, 3.

أو نقص في شرب الماء.

بسبب بعض الأدوية: كالمسكنات والمهدئات، ومضادات التقلص والتشنج، والمدرات البولية، وأدوية الضغط.

استخدام الملينات بشكل دائم، والتي تسبب بعد طول فترة استخدامها لتأذي الأعصاب المحركة للأمعاء، والقولون، وتزيد شدة الإمساك.

6.

والتقدم في السن من الأسباب الشائعة للإمساك، وتقدم العمر يترافق مع تراجع في انتظام حركة الأمعاء؛ لتراجع في عمل الأعصاب المحركة للأمعاء والقولون.

7.

وهناك الأسباب النفسية كذلك.

أسباب الإمساك العضوي: 1.

داء هيرشبرنغ، أو تضخم القولون الخلقي الذي يتمثل بالإمساك الناجم عن ضررٍ في أعصاب الجهاز الهضمي.

ومرض التليف الكيسي، وهو مرضٌ وراثيٌ يتمثل بإصابة غدد الإفرازات، وبالإمساك.

أمراض الاستقلاب السكري، قصور الغدة الدرقية، أو قصور الغدة النخامية، ارتفاع مقدار الكالسيوم أو البوتاسيوم في الجسم، فائض/ نقص الصوديوم في الجسم، أمراض الكليتين، وأورام تفرز الهرمونات.

أمراض الجهاز العصبي المركزي والمحيطي: باركنسون السكتة الدماغية (Stroke) أورام في الدماغ، إصابة أو تضرر في الدماغ، أو في العمود الفقري.

أمراض الأمعاء الغليظة: أورام، التهاب المستقيم، انفتال الأمعاء، داء الرتوج، والشق الشرجي.

أسباب الإمساك الناجمة عن ضعف أو اضطراب في حركة وأعصاب الأمعاء والكولون: 1.

هبوط في الأداء الحركي للأمعاء الغليظة، يتمثل في انخفاض وتيرة إخراج الفضلات، في معظم الحالات تكون هناك إصابة في أعصاب الحوض أو في الجهاز العصبي للقولون نفسه، وفي حالات نادرة تكون هنالك إصابة في عضلة القولون نفسه.

اضطراب في تفريغ القولون، هذه المجموعة تشمل صعوبات في التغوط، وشعورا بالتغوط غير الكامل، في حالات مثل: التشنج في عضلات فتحة الشرج، وقاع الحوض، خلال عملية التغوط، بدلا من الارتخاء، هبوط عضلات قاع الحوض، والهبوط الشرجي، وغيرها.

وفيما يخص شكواك أخي الفاضل: فإن حدوث الإمساك منذ سنة يحتاج منا التدقيق في الأسباب الوظيفية: كقلة الحركة، أو اتباع نظام الوجبة الواحدة، أو تجاهل الحاجة للتغوط بسبب الانشغال بالعمل مثلا.

وكونك قد ذكرت تبدل لون الغائط للأسود عند تأخر التبرز نحتاج للتأكد من عدم وجود دم في البراز؛ حيث أن أي نزف في الجهاز، وخاصةً في أقسام الجهاز الهضمي العلوية في المعدة أو في الأمعاء، أو بالقولون عند تأخر طويل للقيام بالتغوط يحيل لون البراز للأسود، أما في حالة عدم وجود أي نزف يصبح اللون غامقا دون مستوى اللون الأسود.

أنصح بإجراء تحليل للدم هيموغلوبين الدم ESR، ووظائف التخثر بالدم كزمن البروترومبين، وزمن النزف، وزمن التخثر، وصفيحات الدم، مع إجراء الدم الخفي بالبراز Occulte Blood.

مع طمأنتي لك، وعدم القلق، فهذه الإجراءات روتينية في حالة الإمساك الحديث، فإن كان فحص الدم الخفي بالبراز Occulte Blood إيجابيا -أي وجود نزف ما في الجهاز الهضمي- فلابد من تنظير للقولون لنفي وجود أي مرض فيه.

وحتى يتم إجراء هذه الفحوص، ومعرفة سبب الحالة التي تعاني منها يمكن استخدام الـDuphalac وهو بشكل شراب يستعمل ثلاث ملاعق يومياً.

مع تمنياتي لك بدوام الصحة والعافية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
.