السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أود أن أعرف ما هي حبوب سبرالكس؟ وما جميع استخداماتها؟ وما جميع آثارها الجانبية؟ ومدة استمرار الآثار الجانبية؟ ومدة فاعلية الدواء وبداية التحسن؟ والجرعة الممتازة والصحيحة لعلاج المخاوف والقلق والتوتر والإحباط والملل والوسواس القهري؟ علمًا بأن حالتي شخصت منذ عشر سنوات بأنها وسواس قهري، وشخصت لثاني مرة منذ أربعة أشهر بأنها وسواس قهري، ولماذا البعض يقولون: أنهم تحدث لهم انتكاسة بعد الانتهاء من العلاج؟ هل إذا التزمت بالجرعة التزامًا تاماً من حيث الكمية وكل شيء لا تحدث انتكاسة؟ وهل هذا الدواء مهدىء وحينما يتم الانتهاء من الكورس العلاجي تعود الأعراض أم أنه يعالج المشكلة من جذورها بإذن الله ؟ وما معنى كلمة البناء الكيميائي؟ وهل أتناول سبرالكس بمفرده أم أتناول أدوية أخرى؟ وما جرعتها؟ علماً بأني لا أحب الأدوية ذات الآثار الجانبية السيئة؟ هل الأدوية النفسية مخدرات وأنها تحدث تبلداً في المشاعر والأحاسيس والسلوك أم أن هذا الكلام غير صحيح إطلاقًا؟ وهل الأفضل أن أعالج الوسواس سلوكياً فقط أم لا بد من العلاج الدوائي؟ بالنسبة لحبوب موتيفال ما تكوينها واستخداماتها؟ وهل تنفع مع القلق والتوتر والخوف والوسواس القهري؟ وإذا كانت تنفع فما الجرعة الصحيحة الممتازة بحيث لا يكون هناك انتكاسة بإذن الله ؟.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الفاضل: لا بد أن تبدأ في القول بأن العلاج ليس فقط عن طريق الدواء، نعم الأدوية لها دور إيجابي كبير جداً في علاج الكثير من الحالات، لكن الدواء أبعاده مختلفة؛ لأن المرض ذاته أسبابه مختلفة، فلذا يتطلب الأمر رزمة علاجية كاملة، رزمة تأهيلية كاملة، الوسواس القهري يتطلب العلاج السلوكي المنتظم مع تناول الدواء، والدراسات كلها أشارت أن تناول الدواء زائد العلاج السلوكي دائماً يعطي نتائج ممتازة جداً، ويقلل من فرص الانتكاسة، أما تناول الدواء وحده فهو يعالج في وقت تناول الدواء، لكن الإنسان يكون عرضة للانتكاسات حين يتوقف من الدواء.

فيا أخي الكريم: إذاً تطبيق الآليات السلوكية مهم جداً، وبما أنك تعاني مع الوسواس القهري لمدة 10 سنوات أنا أنصحك بأن تزور الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي على الأقل؛ لتجلس معه جلسات وتتدرب على كيفية مواجهة الوساوس وتفكيكها، والتخلص منها، الآليات السلوكية إذاً مهمة جداً.

بالنسبة للسبرالكس والذي يعرف باسم الاستالبرام دواء ممتاز جداً، تنتجه شركة لومبك الدنماركية، وهذه الشركة يحمد لها أنها تعمل فقط في مجال الأدوية الخاصة بالجهاز العصبي، السبرالكس دواء أصلاً حين قدمته الشركة قدمته كمضاد للاكتئاب، وبالفعل هو من أفضل مضادات الاكتئاب، ثم بعد ذلك اتضح أنه علاج ممتاز للقلق وكذلك المخاوف والوسواس القهري.

بعض الآثار الجانبية الرئيسية لهذا الدواء هو أنه قد يؤخر القذف المنوي عند الرجال، وقد يؤدي إلى زيادة في الوزن لدى البعض، كما أن 5 إلى 10% من الرجال قد اشتكوا من ضعف جنسي نسبي، بخلاف ذلك توجد الآثار البسيطة مثل: الشعور بسوء الهضم في الأيام الأولى للعلاج، البعض يشتكي أيضاً أنه قد سبب له بعض النعاس، وفئة أخرى من الناس تقول: أنه قد زاد اليقظة لديها وهكذا، هذا ليس مستغربا؛ لأن كل إنسان له تركيبته البيولوجية الخاصة به، جرعة الدواء تعتمد على وزن الإنسان وجنسه، وحدة الحالة؛ ولذا الجرعة تبنى بناء حسب الاستجابة، وهذا يقودنا إلى أن المتابعات مهمة مع الأطباء.

جرعة السبرالكس هي من 5 مليجراما حتى 30 مليجراماً في اليوم، ومعظم الناس يستجيبون لجرعة 20 مليجراماً كعلاج أساسي للوسواس القهري، أخي الكريم: الإنسان إذا تناول دواء واحداً وبجرعة صحيحة هذا أفضل من الإكثار من الأدوية، والإنسان يجب أن لا يتناول الدواء إلا باستشارة الطبيب.

البناء الكيميائي هو مصطلح اتفق عليه: وهو درجة الاستعداد والاستجابة التي تصل إليها المستقبلات العصبية.

هذه الأدوية تعمل من خلال تأثيرها على المستقبلات العصبية، وهي خلايا خاصة جداً موجودة في أماكن معينة في الدماغ، ويعرف أنها لا تتشبع أو لا تتأثر بالدواء من أول جرعة، إنما هذا البناء الكيميائي أو هذه الاستجابة الدماغية غالباً تحدث بعد أسبوعين من تناول الدواء.

بالنسبة لسؤالك حول المويتفال، المويتفال يتكون من مركبين هما: النوريتربتلين، والفلوفنازين وهو دواء جيد لعلاج القلق والتوترات والمخاوف، وكذلك الاكتئاب البسيط، ولكنه ليس علاجاً جيداً للوسواس القهري.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.
.