السلام عليكم تحياتي لكم على مجهدكم الكبير في الموقع، وجزاكم الله خيرا.

أنا شاب أبلغ من العمر 21 سنة، يصاحبني اكتئاب ووسواس قهري حاد، ذهبت إلى دكتور مخ وأعصاب، وشخص لي حالتي وكتب لي على علاج البروزاك 20 مليجرام يوميا، وتربتيزول 50 مليجرام يوميا، وأمرني أن أستمر على العلاج لمدة ستة أشهر.

في بداية العلاج شعرت بتحسن، وبعد بضعة أشهر حصل ضعف إحساس بالتحسن، وفي كل يوم من الأيام عندما أقوم بأخذ العلاج أحس بالخمول والضيق، وعدم شعور بالسعادة.

الدكتور كتب علاج السيكروسات والدوجماتيل، وحالتي تحسنت، ما هي فترة العلاج والانسحاب عنه تدريجيا، وهل يوجد علاج أفضل من الدوجماتيل بجانب السيروكسات، وهل تعاطي الترامادول مع العلاج الآتي يؤدي إلى فقد مفعوله عن الشفاء؟ شكرا، جزاكم الله كل خير.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

العلاج النفسي الصحيح له مكونات ثلاثة، هي: العلاج الدوائي، والعلاج النفسي التأهيلي، والعلاج الاجتماعي، هذه الثلاثة إذا أخذ بها الإنسان مجتمعة ونفذها بدقة وبحذافيرها وبكل جد واجتهاد قطعًا يكون الإنسان هنا قد أخذ بالأسباب بصورة كاملة، وتكون نتائج العلاج رائعة جدًّا.

بكل أسف البعض يعتمد فقط على الأدوية، ولا يأخذ بالمحاور العلاجية الأخرى، أو هنالك من يقول أريد فقط العلاج السلوكي بالرغم من حاجته للأدوية، لكن الأغلبية الحمد لله تسترشد الاسترشاد الصحيح وتأخذ بالمكونات العلاجية كاملة.

أنت سؤالك يتمركز حول الأدوية، وأريدك أيضًا أن تعطي الجوانب العلاجية الأخرى التي تحدثت عنها، اهتمامًا خاصًا بالعلاج السلوكي الذي يقوم على مبدأ التفكير الإيجابي وتأكيد الذات بصورة صحيحة، والاستفادة من الوقت، وتطوير الذات، والمهارات، وأن يجعل الإنسان لنفسه حياة ذات معنى.

علاجك الدوائي: الزيروكسات يعتبر علاجًا رئيسيًا جيدًا جدًّا، والدوجماتيل لا أعتقد أنك تحتاج لتناوله لفترة طويلة، شهرين إلى ثلاثة أشهر تكفي تمامًا، وبعد ذلك استمر على الزيروكسات بالصورة التي ذكرها لك الطبيب، ويمكن أن تكون الجرعة حتى حبتين في اليوم على الأقل لفترة شهرين أو ثلاثة أشهر، وذلك في حالة أنك لم تحس بفعالية علاجية ممتازة، ولا داعي أن تُضيف أي دواء آخر.

بالنسبة للترامادول: هذه قضية أخرى، الترامادول له استعمالات طبية، فهو مفيد جدًّا للتحكم في الآلام، خاصة الألم المبرح مثل الآلام السرطانية، وهذا الدواء ذو صلة رئيسية مع الأفيونات من حيث تركيبته الكيميائية، لذا يؤدي إلى التعود، والدواء خادع جدًّا من حيث تركيبته، يؤدي أيضًا إلى شعور بالانشراح الداخلي، ولكن نسبة لإدمانيته يحتاج الإنسان أن يزيد من جرعته، والتوقف عنه يؤدي إلى الآثار الانسحابية، لذا نجد الكثير من الذين تورطوا مع الترامادول يتناولونه خوفًا منه وليس محبة فيه، وذلك بعد أن يستحوذ عليهم الدواء ويستعبدهم.

أرجو أن تبعد نفسك بالكلية عن تناول الترامادول، ومن الناحية العلمية الترامادول له فعل تضافري مع الزيروكسات، يعني لا أقول أنه يحسن من فعالية الزيروكسات، لكنه قد يؤدي إلى الشعور بالخمول والتكاسل وقد يزيد النوم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
.