السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولا أحب أن أشكركم على جهودكم في موقعكم المبارك.

أنا شاب متزوج، لدي ابن عمره 16 سنة، مصاب بالوسواس القهري هو وأمه كذلك، عند زيارتنا للرياض أخذناه لعيادة نفسية، فشخصوه بأنه يعاني من وسواس مصحوب بالاكتئاب، ووصف له الطبيب أنتابرو 20 ملجرام كل يوم، هل هناك دواء آخر أفضل يصرف من غير وصفة لكي أشتريه له؟ علما بأنني لا أستطيع الرجوع به إلى الطبيب لظروفي المادية، ولبعد بلدتنا أيضاً، فهل للوسواس القهري علاقة بالاكتئاب، لأن الولد كثير الحزن، وهل دواء أنتابرو هو ذاته السيبراليكس؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: الأخ الكريم: نسأل الله أن يشفي ابنك الكريم، وأن يشفي زوجتك الفاضلة، لكنك لم تذكر هل الزوجة تتعاطى علاج أم لا، لأنك ذكرت أنها أيضًا تُعاني من الوسواس، ولكن الابن هو الذي أُعطي العلاج؛ لأنه من المهم أن تتلقى الأم علاجًا لشفاء الابن أيضًا، حتى لا تؤثّر في مسيرته العلاجية وشفائه من هذا المرض.

أما بخصوص سؤالك عن (انتابرو)، فنعم الانتابرو هو الذي يُعرف علميًا باسم (استالوبرام)، ويُعرف تجاريًا (بسبرالكس)، وهو يأتي في شكل حبوب عشرة مليجرام، أي حبة (انتابرو) الواحدة العشرين مليجرامًا تساوي حبتين من السبرالكس.

الشيء الآخر: هناك علاقة وطيدة بين الوسواس القهري والاكتئاب، الوسواس القهري كمرض ممكن تُصاحبه أعراض اكتئاب نفسي، والاكتئاب النفسي كمرض يمكن تُصاحبه أعراض وسواس قهري، أي هنا يكون التشخيص وسواس قهري مع أعراض اكتئابية، التشخيص الرئيسي يكون وسواس قهري مع أعراض اكتئابية، أو يكون التشخيص الرئيسي اكتئاب نفسي مع أعراض وسواس قهري، وأهمية هذا الشيء تكمن في العلاج النفسي، أما العلاج الدوائي تقريبًا فواحد، أدوية الاكتئاب هي نفسها تُعالج الوسواس القهري الاضطراري، ولكن في حالة العلاج النفسي فالوسواس القهري يحتاج إلى علاج سلوكي معرفي بطريقة مُحددة ومُعيَّنة، أما الاكتئاب فيحتاج إلى علاج نفسي بطريقة مختلفة.

إذًا هذا هو المهم في التفريق بين الوسواس القهري الاضطراري والاكتئاب النفسي، أما من ناحية العلاج الدوائي فواحد، ويمكن الاستمرار في الانتابرو إذا كان الحصول عليه سهلاً، وإذا كان ابنك تحسَّن عليه، فيمكنه الاستمرار في تناوله حتى تختفي كل أعراض الوسواس القهري، وقد يأخذ ذلك وقتًا، أي فترة لا تقل عن ستة أشهر، ومن بعدها يُستحسن ترك ووقف الدواء بالتدريج، أي تخفيض ربع الجرعة كل أسبوع.

من الأدوية المفيدة للوسواس القهري ما يُعرف (بالسترال) أو يعرف تجاريًا أيضًا (زولفت)، ويسمى علميًا (سيرترالين)، ويأتي في حبوب تركيزها عادةً يكون خمسين مليجرامًا، ويستحسن أن يبدأ الشخص بنصف حبة -أي خمسة وعشرين مليجرامًا- بعد الأكل ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك حبة كاملة (خمسون مليجرامًا) وتحتاج لفترة لا تقل عن شهرٍ ونصف حتى تختفي الأعراض، وبعد ذلك يتم الاستمرار في تناوله لفترة ستة أشهر، وأيضًا يتم تخفيض الجرعة بالتدريج، ربع حبة كل أسبوع، وهو مناسب جدًّا للأطفال في عمر ولدك، وأعطى نتائج طيبة معهم.

وفقك الله وسدد خطاك.
.