السلام عليكم هذا السؤال موجه للدكتور: محمد عبد العليم.

أنا طالبة طب وامتحاناتي اقتربت، عندي مشكلتان ظهرتا منذ سنتين تقريبًا، الأولى: عندما أفكر في معلومة أريد تذكرها وخصوصًا الأسماء تذهب عن ذهني ولا أتذكرها، ولكن حين أتركها وأنسى التفكير فيها تأتي إلى ذهني بسهولة.

الثانية أنني عندما أقرأ جملة، أو سؤالا في أحد المصادر مثلاً، ثم أجد في مصدر آخر سؤالاً شبيهاً بالذي قرأته سابقاً مع بعض الاختلاف، فإنني لا أرى الاختلاف في السؤال الجديد، وتبقى الصيغة السابقة في ذهني، أي أنني لا أدرك الاختلاف الذي حصل في السؤال الجديد رغم أنني أراه.

أنا أعاني من قلق، هل يمكن أن يكون هو السبب؟ أرجو الإجابة وإرشادي إلى حلول تساعدني.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في موقعنا.

لديك استشارة سابقة أجبنا عليها بتاريخ 29/3/2021، ورقم تلك الاستشارة ( ) فأرجو أن تكوني قد أخذت بالإرشادات التي ذكرناها لك في تلك الاستشارة.

وأنت الآن حقيقةً عبّرت عمَّا يمكن أن نسمّيه (قلق الأداء الوسواسي)، القلق هو طاقة نفسية مطلوبة في حياة الناس، وهو الذي يُحفّز الإنسان نحو الأداء، والأداء الإيجابي على وجه الخصوص، وكذلك النجاح، لكن القلق حين يزيد هو الذي يؤدي إلى التوترات وإلى النتائج العكسية.

مثلاً: أنت المعلومة تذهب عن ذهنك حين تكوني على درجة عالية من اليقظة، أي على درجة عالية من القلق، وهذا أمر طبيعي جدًّا، لكن في نهاية الأمر -وكما يحدث في بدايات الامتحانات- سوف يحدث نوع من الاسترخاء التلقائي وتجدين أن المعلومات قد توفّرت تمامًا، هذه ظاهرة طبيعية بالنسبة للذين يُعانون من درجة عالية من قلق الأداء.

حاولي دائمًا أن تكوني مسترخية، حاولي أن تتذكّري أن هذه الامتحانات يقوم بها ملايين الناس في نفس اللحظة التي تقومين بها، وهي مجرد نوع من الاستذكار لبعض المعلومات التي مرَّ بها الإنسان وقد أدركها تمامًا وقام بدراستها وحفظها أو تخزينها في ذاكرته وإدراكها.

فإذًا تحقير رهبة الامتحانات أنا أعتقد أنها مهمّة وضرورية، أمَّا عملية عدم إدراك الخلاف: أعتقد هذا قلق وسواسي وليس أكثر من ذلك، الاختلاف -إن كان هنالك اختلاف حقيقي- لا بد أن يتم إدراكه.

فأرجو أن تتناسي هذا الأمر، وأن تعيشي حياتك بصورة طبيعية وإيجابية، مع أهمية تطبيق ما ذكرتُه لك من إرشاد سابق في الاستشارة التي رقمها ( )، وأنا أعتقد أن عقار (اسيتالوبرام Escitalopram) سيكون ذا فائدة كبيرة جدًّا بالنسبة لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
.